الجمعة 17 مايو / مايو 2024

الخلاف النفطي السعودي الإماراتي.. ماذا عن الأسباب والتداعيات؟

الخلاف النفطي السعودي الإماراتي.. ماذا عن الأسباب والتداعيات؟

Changed

التباعد في المصالح بين السعودية والإمارات ألقى بظلاله على أسعار الخام وتوازنات السوق الذي قد يترك في حالة نقص مع تزايد الطلبات على النفط.

تتسع فجوة الخلاف شيئًا فشيئًا بين الحليفين الخليجيين المملكة العربية السعودية والإمارات.

فقد اعترضت أبو ظبي على مقترح دفعت به كل من الرياض وموسكو بتمديد قيود انتاج النفط لثمانية أشهر إضافية، علّق على إثره وزراء مجموعة أوبك + محادثاتهم الى أجل غير مسمى.

وتصاعدت اللهجة بين البلدين، فأعلنت الرياض وقف رحلاتها من وإلى الإمارات بسبب تفشي متحورات فيروس كورونا، لترد أبو ظبي بتعليق جميع رحلات شركات الطيران الاماراتية من وإلى السعودية.

كما عدلت الرياض في قواعد الاستيراد من دول الخليج مستبعدة منتجات المناطق الحرة أو السلع التي تستخدم مكونات إسرائيلية من الامتيازات الجمركية التفضيلية، في خطوة بدت موجهة في المقام الأول لدولة الإمارات.

هذا الخلاف العلني والنادر، تبدو جذوره مترامية في ملفات عدة تباينت فيها رؤى البلدين بينها انسحاب الإمارات من الحرب في اليمن دون تشاور أو تنسيق مسبق، والتطبيع مع إسرائيل الصيف الماضي، فضلًا عن مساعي السعودية لاجتذاب الاستثمارات الأجنبية والمقرات الاقليمية للشركات الكبرى إلى أراضيها.

التباعد في المصالح ألقى بظلاله على أسعار الخام وتوازنات السوق الذي قد يترك في حالة نقص مع تزايد الطلبات على النفط، في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم إلى استعادة استقرارها الاقتصادي ومواجهة تداعيات وباء كورونا.

وسائل إعلام دولية أعلنت عن مباحثات متواصلة في الكواليس تتزعمها روسيا لتقريب وجهات النظر بين الإمارات والسعودية، إضافة الى حديث عن وساطة أميركية وأخرى كويتية قد تخفف من وتيرة التنافس الاقتصادي التي وصلت الى أروقة منظمة أوبك بين الحليفين.

ماذا في تفاصيل الخلاف في أوبك؟

الخبير الاقتصادي الدولي المختص في شؤون النفط والطاقة ممدوح سلامة يشير من لندن الى أن السعودية قدمت إلى اجتماع أوبك + بموافقة روسيا مشروعًا لزيادة إنتاج المنظمة بنسبة 400 ألف برميل في اليوم بدءًا من شهر آب وحتى نهاية العام، وقالت السعودية في اقتراحها إن ما تبقى من اتفاقية خفض الانتاج سيستمر الى نهاية عام 2022 بدلًا من أن ينتهي في نيسان 2022 كما كان مقررًا سابقًا.

وبحسب سلامة فإن دولة الإمارات تقول إن هذا الطرح يشكل عبئًا عليها لأنه يؤثر على انتاجها ويعطل جزءًا من طاقتها الانتاجية التي كان من الممكن أن تُستخدم لتمويل زيادة صادراتها ومشاريع أخرى، لافتًا الى أن أبو ظبي تطالب برفع سقف الأساس الذي اعتُمد في تقرير حصص كل دولة لخفض الانتاج المعمول به الآن وهو 3 ملايين و168ألف برميل الى 3 ملايين و800 ألف برميل.

ولفت سلامة الى أن وزير الطاقة السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان قال إن هذا أمر غير ممكن، معتبرًا أنه مطلب لم يسمع به في منظمة أوبك منذ 34 عامًا.

محطات مهدت للخلاف

الإعلامي والباحث السياسي جواد عبد الوهاب يتحدث عن أمور مهدت لظهور هذا الخلاف الإماراتي السعودي إلى العلن، من بينها انسحاب أبو ظبي من التحالف في الحرب في اليمن منتصف العام 2019 مما أدى الى أن تقف السعودية وحيدة في هذه المعركة، وانفراد الإمارات في التخريب على كل مشاريع "الشرعية" في اليمن بحيث كونت لها أذرعًا مخالفة بذلك التحالف الذي كونته السعودية على حد تعبير عبد الوهاب.

ويشير من لندن الى أن ما ساهم أيضَا في ظهور الخلاف هو إعلان قمة العلا وعودة العلاقات بين السعودية وقطر، معتبرًا أن الإمارات كانت ممتعضة ورافضة لرفع الحصار عن قطر.

ويلفت الى أن من الأسباب البارزة وراء الخلاف هو إقدام الإمارات على تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

ويقول عبد الوهاب إن السعودية كانت غير راضية عن كل هذه الأمور إلا أنها كانت تلتزم الصمت حيالها.

"خلافات قد لا تؤثر على التنسيق السياسي"

ويتحدث الباحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير عن تنافسية بين الإمارات والسعودية التي تسعى الى تغيير سياستها الاقتصادية لكي لا تعتمد حصرًا على النفط.

ويلفت من باريس الى أن هناك خلافات لم يعد من الممكن أن تبقى في الكواليس، ويقول إنه في اطار منافسة اقتصادين كبيرين كالذي يحصل بين السعودية والإمارات لا يمكن أن تبقى الخلافات طي الكتمان، معتبرًا في الوقت ذاته أن هذه الخلافات قد لا تؤثر على التنسيق السياسي.

ويرى زهير أن أي خلافات سياسية كبيرة بين الطرفين لم تخرج الى العلن حتى الآن.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close