الجمعة 10 مايو / مايو 2024

طالبان تتقدم في الجغرافيا الأفغانية وواشنطن تحذرها من "عزلة دولية"

طالبان تتقدم في الجغرافيا الأفغانية وواشنطن تحذرها من "عزلة دولية"

Changed

طالبان تواصل تقدمها في أفغانستان
تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان" تزامنًا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية (غيتي/ أرشيف)
سيطرت حركة طالبان على المقر الرئيسي للشرطة في هرات، ثالث كبرى المدن في أفغانستان دون أي مقاومة في وقت دارت اشتباكات بين القوات الباكستانية ومئات الأفغان عند معبر حدودي.

سيطرت حركة طالبان الخميس على هرات، ثالث مدن أفغانستان، في ما يعد محطة رئيسية في هجومها عقب السيطرة على مدينة غزنة الاستراتيجية التي جعلت عناصرها أقرب إلى كابول الواقعة على بعد 150 كلم منها.

وأفاد مسؤول أمني في المدينة أنّ طالبان "استولت على كل شيء"، موضحًا أن القوات الأفغانية شرعت في الانسحاب إلى قاعدة عسكرية في بلدة غزارة القريبة، وذلك بهدف "تجنب مزيد من الاضرار في المدينة".

وعصر اليوم، سيطر مقاتلو طالبان على مقر الشرطة الرئيسي، من دون مقاومة، ورفعوا رايتهم فوقه، بحسب وكالة "فارنس برس"

وكتب الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد على تويتر "فر العدو... سقطت عشرات الآليات العسكرية والأسلحة والذخيرة في أيدي المجاهدين".

وكانت هرات، الواقعة على بعد 150 كيلومترا من الحدود الإيرانية وعاصمة المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، محاصرة منذ عدة أسابيع فيما يدور قتال عنيف على أطرافها. 

طالبان مهددة بالعزلة الدولية

ومن جهة أخرى، حذر القائم بالأعمال الأميركية لدى أفغانستان، روس ويلسون، اليوم الخميس، من أن حركة "طالبان" ستواجه عزلة دولية في حال استمرت بارتكاب أعمال عنف.

وقال ويلسون، في تغريدة عبر تويتر: "إن تصريحات طالبان في الدوحة لا توافق أفعالها في ولايات بدخشان ( شمال شرق)، وغزنة (شرق)، وهلمند (جنوب)، وقندهار (جنوب)". وشدد على أن "محاولات احتكار السلطة بالعنف والخوف والحرب لن تؤدي إلا إلى العزلة الدولية".

مفاوضات السلام لم تحرز أي تقدم

ودعا رئيس المجلس الأعلى للمصالحة عبد الله عبد الله إلى عقد جلسة طارئة واستثنائية لمجلس الأمن الدولي؛ لمناقشة الأوضاع في أفغانستان.

وسبق ذلك تصريح لعبد الله قال فيه: "إنه لم يتم تسجيل أي تقدم في مفاوضات السلام المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة حتى الآن".

وكشف مصدر في فريق مفاوضي الحكومة الأفغانية لوكالة "فرانس برس" أن المفاوضين المجتمعين في قطر عرضوا على حركة طالبان اتفاقًا لتقاسم السلطة مقابل وقف العنف الذي يجتاح البلاد.

وتعقد الحكومة وحركة طالبان محادثات متقطّعة منذ أشهر في العاصمة القطريّة. لكنّ مصادر مطّلعة أشارت إلى أنّ المفاوضات تتراجع مع تقدّم طالبان في ساحة المعركة.

وجاءت التصريحات بعد ساعات من سيطرة طالبان، على مقر قيادة فيلق عسكري، في ولاية قندوز، شمالي أفغانستان، في خطوة هي الأولى من نوعها منذ تصاعد المواجهات مؤخرًا.

أفغانستان ترغب في شراء مروحيات روسية

في غضون ذلك، نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن وزارة الخارجية الأفغانية اليوم الخميس قولها : "إن أفغانستان ترغب في شراء طائرات هليكوبتر عسكرية روسية، وتنتظر ردًا بهذا الشأن من السلطات في موسكو." 

ودفع تدهور الوضع الأمني فرنسا لوقف ترحيل المهاجرين إلى أفغانستان في أوائل يوليو/ تموز، بحسب متحدثة باسم وزارة الداخلية الفرنسية يوم الخميس. وأفادت وكالة رويترز بأن فرنسا تراقب الوضع عن كثب مع شركائها الأوروبيين.

ونقلت مخابرات أمريكية عن مسؤول دفاعي قوله: "إن مقاتلي حركة طالبان قد يعزلون العاصمة الأفغانية خلال 30 يوما وربما يسيطرون عليها خلال 90 يوما، في الوقت الذي يحققون فيه المزيد من المكاسب في البلاد".

القوات الباكستانية تشتبك مع محتجين أفغان

واليوم، قال مسؤولون أمنيون باكستانيون إن القوات الباكستانية اشتبكت مع مئات الأفغان الذين تقطعت بهم السُبُل على الجانب الباكستاني من معبر حدودي حيوي مع أفغانستان بعد أن أغلقه مسلحو حركة طالبان.

وقال عريف كاكار، وهو مسؤول باكستاني في المكان، إن الاضطرابات حدثت في أعقاب وفاة مسافر أفغاني (56 عامًا) بأزمة قلبية أثناء انتظاره في جو حار مترب لدخول أفغانستان من معبر شامان سبين بولداك.

وحمل المحتجون جثمان الرجل لمكتب محلي تابع للحكومة الباكستانية مطالبين بإعادة فتح الحدود. وبدأ البعض في إلقاء الحجارة على قوات الأمن التي ردت بإطلاق الغاز المسيل للدموع واستخدام الهراوات لتفريق المحتجين. ولم ترد أنباء عن حدوث إصابات.

وكانت حركة طالبان، التي استولت على المعبر الشهر الماضي، قد أعلنت إغلاق المعبر يوم السادس من أغسطس آب احتجاجًا على قرار باكستان إنهاء سفر الأفغان لها دون تأشيرة.

طالبان توسع رقعة سيطرتها

وحتى صباح اليوم، ارتفع عدد مراكز الولايات الأفغانية التي سيطرت عليها حركة "طالبان" في الأيام الـ7 الماضية إلى 10.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ "طالبان"، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول 31 أغسطس/ آب الجاري.

وتعاني أفغانستان حربًا منذ عام 2001، حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم "طالبان"، لارتباطها آنذاك بتنظيم "القاعدة" الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر/ أيلول من العام نفسه في الولايات المتحدة.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close