الجمعة 17 مايو / مايو 2024

ملامح حكم طالبان.. تطمينات داخلية وخارجية وترقب لممارسات الحركة

ملامح حكم طالبان.. تطمينات داخلية وخارجية وترقب لممارسات الحركة

Changed

تلقّف الاتحاد الأوروبي تصريحات ذبيح الله مجاهد بإيجابية، حيث أكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل، أن الاتحاد سيضطر للتعامل مع طالبان.

رسم المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد ملامح الحكم في المرحلة المقبلة في أفغانستان، لكنه ترك الكثير من التفاصيل للسياسيين حسب تعبيره.

وطمأن مجاهد الداخل والخارج، وبعث رسائل إقليمية ودولية.

هذه التصريحات، لقيت استجابات أولية من المفوضية الأوروبية، إلا أن الملاحظات بقيت تلاحق الرئيس الأميركي جو بايدن، لما تسبب به قراره مغادرة أفغانستان على أرض الواقع.

العفو العام

وأعلنت حركة طالبان، على لسان المتحدث باسمها، أنها تريد علاقات طيبة مع الجميع للخروج من الأزمة، مدركة أن أفغانستان تعيش أزمة حقيقية.

وأكد مجاهد، خلال مؤتمر صحافي، أن الحركة تمتلك علاقات واتصالات مستمرة مع مختلف الجهات الأفغانية بشأن الحكومة الأفغانية المقبلة.

ووجه مجاهد، خلال كلمته، رسائل طمأنة إلى مختلف الجهات المحلية والخارجية، حول المرحلة المقبلة، وقال: "لا نريد أعداء داخليين أو خارجيين".

وطمأن مجاهد المترجمين والموظفين في السفارات الأجنبية، مؤكدًا أن "الحركة لن تسعى للانتقام من الجنود السابقين وأعضاء الحكومة المدعومة من الغرب".

وقال: هناك عفو عن جنود الحكومة الأفغانية السابقين، والمتعاقدين والمترجمين الذين عملوا مع القوات الدولية، "ولن يؤذيهم أحد ولن يطرق أحد أبوابهم".

ودعا مجاهد جميع من تعاون مع القوات الأجنبية ويحاول المغادرة إلى "البقاء في أفغانستان، ونحن نتعهد بحمايتهم".

ردود فعل دولية

وتلقّف الاتحاد الأوروبي هذه التصريحات بإيجابية، حيث أكّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد جوزيب بوريل اليوم الثلاثاء، أن الاتحاد سيضطر للتعامل مع طالبان من أجل تقديم الدعم للشعب الأفغاني، حتى لو لم يعترف بهم كحكام شرعيين للبلاد.

وقال بوريل، في مؤتمر صحافي في أعقاب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي: "لم أقل إننا سنعترف بطالبان، لم أقل سوى أننا مضطرون للتحدث معهم من أجل كل شيء، حتى ولو لمحاولة حماية النساء والفتيات، علينا التواصل معهم ولو لهذا السبب".

من جهته، أكد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، اليوم الثلاثاء، في تصريحات للصحافيين في بروكسل، أنه على حركة طالبان أن تمنع تحول أفغانستان مرة أخرى إلى "تربة خصبة للإرهاب".

وتابع: "يتحمل من يقبضون على زمام السلطة في أفغانستان الآن مسؤولية ضمان ألا يستعيد الإرهابيون الدوليون موطئًا لأقدامهم".

وأضاف: "حارب جزء من قوات الأمن الأفغانية بشجاعة، لكنهم لم يتمكنوا من تأمين البلاد، لأن القيادة السياسية الأفغانية فشلت في نهاية المطاف في مواجهة طالبان، وتحقيق الحل السلمي الذي كان الأفغان في أمس الحاجة إليه".

أما الخارجية الأميركية، فشددت على أنها لن تعترف بأي حكومة تقودها طالبان، "إلا إذا احترمت حقوق الإنسان".

أول ظهور علني

في هذا السياق، يرى مؤسس موقع أفغاني آي أحمد وليد كاكر أن "العفو الذي تحدث عنه المتحدث باسم طالبان، كان يهدف لطمأنة الخارج قبل الداخل".

ويوضح كاكر، في حديث إلى "العربي" من لندن، أن مجاهد، في أول ظهور علني له، أكد ما أعلنت عنه طالبان منذ أشهر بأنها ستعفو عن جميع من عمل مع القوات الأجنبية.

ويقول: "ما يؤكد أن تصريحات مجاهد ليس كلامًا فقط، هو أننا لم نشاهد حتى اليوم أي عملية ثأر في كل أفغانستان".

ويضيف: "رغم دهشة ومفاجأة الجميع، كان هناك إصرار من قبل طالبان على استمرار الناس في عملهم الطبيعي".

نضوج سياسي

من جهته، يؤكد أستاذ النزاعات الدولية في معهد الدوحة إبراهيم فريحات أن طالبان التي منعت النساء من الذهاب إلى المدارس في السابق، ظهرت بصورة مختلفة اليوم.

ويشدد فريحات، في حديث إلى "العربي" من الدوحة، على أن حركة طالبان تتمتع اليوم بنضوج سياسي كبير.

ويشير فريحات إلى أن المطلوب من الحركة اليوم هي أن ترافق تصريحاتها بالأفعال، وقد بدأ يظهر ذلك بإصدارها العفو العام اليوم.

ويقول: "لا تريد الحركة أن تدخل في عزلة دولية، وأرادت ألا توفر أرضية للمنظمات المتشددة والإرهابية على أرض أفغانستان، تنفيذًا لاتفاق الدوحة الذي أبرم العام الماضي".

ويضيف: "الإفراط بالتصريحات والتطمينات من الحركة لا يكفي، لأنه قد يكون هناك بعض التفسيرات المختلفة لهذه التصريحات من قبل الغرب".

تأثير على الانتخابات الأميركية

بدوره، يوضح سفير الولايات المتحدة السابق لدى الناتو روبرت هانتر أن "ما يهم أميركا اليوم هو أن لا تصبح أفغانستان منصة ومنطلقًا للأعمال الإرهابية خارج الحدود، ومنع تواجد تنظيم القاعدة في البلاد".

ويشير، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أن الولايات المتحدة تنتظر الأيام المقبلة لتعرف كيف ستمارس طالبان سيطرتها على أرض الواقع، خصوصًا في ما يتعلق بحقوق النساء.

ويقول: "هناك علامات استفهام في أميركا حول قرار الرئيس جو بايدن، خصوصًا بعد الصدمة التي أظهرتها الإدارة الأميركية بعد سيطرة طالبان".

ويضيف: "هذا الواقع سيؤثر على الانتخابات المقبلة في أميركا العام المقبل".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close