تعاني العاصمة اللبنانية بيروت من تخفيض في ساعات التغذية بالتيار الكهربائي بسبب شح المحروقات. وشملت الأزمة شركة كهرباء الدولة وأصحاب المولدات الخاصة.
ويُهدّد انقطاع الكهرباء بنتائج كارثية على الاقتصاد اللبناني المنهار أصلًا مع اغلاق الكثير من المحال التجارية أبوابها.
وباتت بيروت مدينة مظلمة في وضح النهار، تزامنًا شلل اقتصادي بسبب انقطاع الكهرباء وشحّ المحروقات. وتغلق بعض المحال أبوابها نهائيًا، كما تعمل أخرى لساعات معدودة في النهار وتُغلق لبقية اليوم على خسائر اقتصادية.
وشرحت سابين الكيك، الأستاذة الجامعية متخصّصة في القوانين المالية والمصرفية، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن القطاعات المتوسطة والصغيرة تتجه نحو انهيار كبير، نظرًا للكلفة العالية لإعادة بنائها.
وتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لفريق طبي لبناني نقل أحد المرضى على سرير متحرّك سيرًا على الأقدام، بهدف لفت الأنظار إلى خطر أزمة الوقود على القطاع الطبي.
أزمة سياسية واقتصادية
وقال الكاتب الصحافي أحمد عياش: إن ما يجري في لبنان هو أزمة سياسية تتجلّى في أزمة اقتصادية خانقة.
وأضاف عياش، في حديث إلى "العربي" من بيروت، أن "لا محرمات" في هذا الصراع السياسي، وبات لبنان أمام قرار سياسي يجب أن تتّخذه السلطات، وهو تسريع تشكيل حكومة تتولّى إيجاد حل للأزمة الاقتصادية، وإقرار برنامج اقتصادي إصلاحي، وتنفيذه لفتح باب المساعدات أمام لبنان.
واعتبر أن الأزمة الاقتصادية تتدحرج ككرة الثلج، وهي تهدّد بانفجارات واسعة، بدأت تتجلّى بما يُشبه "عصيانًا مدنيًا" في بعض المناطق.
وأشار إلى أن المؤسسات الأمنية أيضًا أمام تحدٍ كبير في حال حدوث الفوضى، ولكن لا يُمكن معرفة كيفية تصرّف عناصر هذه المؤسسات، وهم الذين يُعانون على غرار الشعب اللبناني.
وبالتالي، فإن لبنان أمام سؤال كبير: "عندما تقع الواقعة، هل سيقوم أفراد المؤسسات الأمنية بدورهم التقليدي أم سيكونون إلى جانب عامّة الشعب؟".