الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

ساعات "حاسمة" في أفغانستان.. واشنطن تسرّع عمليات الإجلاء من كابل

ساعات "حاسمة" في أفغانستان.. واشنطن تسرّع عمليات الإجلاء من كابل

Changed

يعارض بعض مستشاري بايدن تمديد الموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان الذي حددوه بأنفسهم لأسباب أمنية (غيتي)
يعارض بعض مستشاري بايدن تمديد الموعد النهائي للانسحاب من أفغانستان الذي حددوه بأنفسهم لأسباب أمنية (غيتي)
تجنّب مستشار الأمن القومي الرد على الأسئلة المتعلقة باحتمال إرجاء موعد الانسحاب، مكرّرًا القول: إنّ واشنطن تجري تقييمًا للوضع "كلّ يوم بيومه".

من المتوقع أن يقرر الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الثلاثاء ما إذا كان سيمدد الموعد الذي ينقضي في 31 أغسطس/ آب لإجلاء الأميركيين وحلفائهم من مطار كابل، وذلك مع احتشاد آلاف الأفغان والأجانب المتلهفين للفرار من البلاد.

وحذر بايدن يوم الأحد من أن الإجلاء "سيكون صعبًا ومؤلمًا"، منبّهًا إلى أنّ "أخطاء كثيرة" قد تقع. وأضاف أن القوات الأمريكية قد تبقى بعد موعد 31 أغسطس للإشراف على الإجلاء.

وقال مسؤول في الإدارة لرويترز أمس الإثنين: إن بايدن سيقرر في غضون 24 ساعة ما إذا كان سيمدد الجدول الزمني لمنح وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وقتًا للاستعداد.

ويعارض بعض مستشاري بايدن تمديد الموعد النهائي الذي حددوه بأنفسهم لأسباب أمنية. وقد يشير بايدن إلى نواياه في اجتماع افتراضي لمجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى اليوم الثلاثاء.

وفي وقت متأخر أمس الإثنين، شكّك رئيس لجنة المخابرات في مجلس النواب الأميركي النائب الديمقراطي آدم شيف بإمكانية الانتهاء من عمليات الإجلاء خلال الأيام الثمانية المتبقية.

إجلاء 11 ألف شخص في 12 ساعة

وأعلن البيت الأبيض مساء الإثنين أنه تم إجلاء نحو 11 ألف شخص من أفغانستان عبر مطار كابل خلال الساعات الـ12 الأخيرة، في وقت تتسارع فيه وتيرة عمليات الإجلاء دوليًا قبل انتهاء المهلة المحدّدة لإنجاز الانسحاب من هذا البلد في 31 أغسطس.

وقال مسؤول في الرئاسة الأميركية: إنّ العدد الإجمالي للأشخاص الذين تمّ إجلاؤهم من أفغانستان منذ يوليو/ تموز ارتفع بذلك إلى 53 ألفًا، بينهم 48 ألفًا تمّ نقلهم منذ بدأت عمليات الإجلاء المكثفة جوًّا في 14 أغسطس عشية سقوط كابل في قبضة حركة طالبان.

وأضاف أنّه خلال الساعات الـ24 التي سبقت مساء الإثنين، أقلعت من مطار كابل 15 طائرة عسكرية أميركية و34 طائرة مدنية تابعة لدول عدّة، مشيرًا إلى أنّ هذه الرحلات أجلت 10.900 شخص من بينهم 6.600 عبر رحلات عسكرية.

وكان البنتاغون أعلن صباح الإثنين أنّ 61 رحلة عسكرية وتجارية وتشارتر تشمل عددًا من الدول أقلعت من مطار حامد كرزاي الدولي في الساعات الـ24 الماضية حتى فجر الإثنين (7,00 ت غ).

الهدف إجلاء أكبر عدد ممكن من الناس

ومن بين الأشخاص الذين تم إجلاؤهم هناك "بضعة آلاف" من الرعايا الأميركيين وآلاف الأفغان الذين تعاونوا مع الولايات المتحدة وطلبوا أو نالوا تأشيرة هجرة، إلى جانب أفغان يتخوفون من أعمال انتقامية من قبل طالبان لأنهم عملوا لدى منظمات غير حكومية ووسائل إعلام ووظائف أخرى كما قال المتحدث باسم البنتاغون جون كيربي.

ورفض الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية أن يحدّد بدقة عدد الأميركيين الذين تم إجلاؤهم.

وأكد أن الهدف لا يزال سحب كل القوات الأميركية من كابل بحلول 31 أغسطس، الموعد الذي حدده الرئيس بايدن لإنجاز الانسحاب العسكري من أفغانستان رغم اعتراضات الحلفاء في حلف شمال الاطلسي الذين يتخوفون من تعليق الجسر الجوي لبضعة أيام قبل 31 أغسطس لإفساح المجال أمام إجلاء 5800 جندي أميركي منتشرين في مطار كابل من أجل هذه العملية.

لكن كيربي لم يستبعد إرجاء الموعد المحدد للانسحاب.

وقال إنه بالنسبة للولايات المتحدة "الهدف هو إجلاء أكبر عدد ممكن من الناس وأيضًا في أسرع وقت"، مضيفًا: "الهدف هو محاولة بذل كل ما بوسعنا حتى حلول نهاية الشهر".

تقييم "كل يوم بيومه"

وخلال مؤتمر صحافي في البيت الأبيض، تجنّب مستشار الأمن القومي جيك سوليفان الرد على الأسئلة المتعلقة باحتمال إرجاء الموعد النهائي المقرّر للانسحاب  في 31 أغسطس، مكرّرًا القول: إنّ الإدارة الأميركية تجري تقييمًا للوضع "كلّ يوم بيومه".

ولفت سوليفان إلى أنّ الرئيس جو بايدن ناقش الملف الأفغاني مع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون خلال مكالمة هاتفية الإثنين.

وقال: "نحن نبقى على اتّصال وثيق مع حلفائنا وشركائنا لتنسيق إجلاء مواطنيهم والأفراد ذوي الأولوية".

وأعرب مستشار الأمن القومي عن قناعته بأنّ الولايات المتحدة لديها الوقت الكافي لإجلاء جميع مواطنيها الذين طلبوا مغادرة أفغانستان، من دون أن تضطر لتمديد الموعد النهائي المقرّر للانسحاب.

وقال: "نعتقد أنّ لدينا متّسعًا من الوقت بحلول 31 أغسطس لإجلاء كلّ الأميركيين الذين يريدون ذلك".

لكنّ النائب الديمقراطي آدم شيف، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب، بدا مشكّكًا في إمكانية إجلاء كل المواطنين الأميركيين من أفغانستان قبل نهاية الشهر.

وقال شيف للصحافيين مساء الإثنين: "أعتقد أنّ هذا الأمر ممكن لكنّه غير مرجّح بالمرّة بالنظر إلى عدد الأميركيين الذين لم يتمّ إجلاؤهم بعد".

"الاحتلال ما زال قائمًا"

ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة سلام في كابل حمزة حكيمي أنّ وجود القوات العسكرية الأميركية وحلف الناتو في مطار كابل يُعتبَر نوعًا من الاحتلال الذي ما زال قائمًا على هذا البلد.

ويشير حكيمي، في حديث إلى "العربي"، من كابل، إلى أنّ قادة طالبان لذلك ليسوا متسرّعين في الإعلان عن الحكومة في ظلّ الوجود الأميركي في مطار كابل.

لكنّه يتحدّث في المقابل عن "ضغوط" تتزايد على قادة طالبان لإعلان الحكومة التي ينبغي أن تسيّر الأمور والقضايا الحسّاسة في الوقت الحالي.

ويعرب عن اعتقاده بأنّ أيّ تمديد بعد نهاية شهر أغسطس سيؤدّي إلى ازدياد الحالة سوءًا، مرجّحًا أن يغيّر الأميركيون شكل وجودهم وشكل عملية الإجلاء من مطار كابل بعد نهاية أغسطس.

خلاف عميق بين واشنطن وأوروبا

من جهته، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ليل الفرنسية يونس بلفلاح أنّ الدول الأوروبية استفاقت من الصدمة التي تلقتها ليس فقط في وصول طالبان للحكم ولكن أيضًا في تخلي الولايات المتحدة عن أفغانستان بتلك الطريقة الأحادية.

ويشير بلفلاح، في حديث إلى "العربي"، من باريس، إلى أنّ هذا الأمر ترك أثرًا كبيرًا في العلاقات الأطلسية ما بين الولايات المتحدة والدول الأوروبية والمواقف واضحة في هذا السياق.

وإذ يتحدّث عن خلاف عميق مع الولايات المتحدة في طريقة الانسحاب وجدواه، يؤكد أنّ الدول الأوروبية معنية أساسًا بمسألة مكافحة الإرهاب.

موقف روسيا "بسيط للغاية"

وبالنسبة إلى الموقف الروسي، يكشف مدير مركز الدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفالوف أنّه "بسيط للغاية"، وقوامه أنّ روسيا "لم تشارك" في الحرب التي دارت في أفغانستان طيلة 20 عامًا، وهي ليست معنيّة اليوم بالتداعيات.

ويوضح كونوفالوف، في حديث إلى "العربي"، من موسكو، روسيا شاهدت ما الذي جرى هناك وما الذي فعلته الولايات المتحدة وكذلك الاتحاد الأوروبي، لكنّها لم تكن شريكة فيه.

ويستغرب ما يُطلَب اليوم من روسيا، قائلًا: "الطلب من الاتحاد الروسي التأثير على الوضع بشكل أو بآخر لمساعدة الولايات المتحدة لأمر غريب".

ويعرب عن اعتقاده بأنّ عملية المفاوضات ستُستكمَل بعد إنجاز الانسحاب الأميركي من أفغانستان، مشدّدًا على وجوب أن تشارك فيها روسيا والصين ودول أخرى.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close