الأربعاء 15 مايو / مايو 2024

اشتباكات في شمال أفغانستان.. طالبان تواصل محادثات مع خصومها السابقين

اشتباكات في شمال أفغانستان.. طالبان تواصل محادثات مع خصومها السابقين

Changed

أفراد من القوات الأفغانية يتدرّبون في منطقة وادي بنجشير الجبلية.
أفراد من القوات الأفغانية يتدرّبون في منطقة وادي بنجشير الجبلية (غيتي)
عاد بعض أبرز خصوم طالبان إلى منطقة وادي بنجشير الجبلية شمال شرق كابُل، وتعهّدوا بمواصلة القتال في الإقليم الوحيد الذي لا يزال خارج إطار سيطرة طالبان.

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن حركة طالبان تخوض معارك دامية مع قوات المقاومة الناشئة في شمال أفغانستان، في وقت تتقدّم المفاوضات السياسية بشأن حكومة أوسع نطاقًا في كابُل، بينما يظلّ الوصول إلى مطار العاصمة صعبًا على آلاف الأفغان الذين يُحاولون الفرار.

وبينما انهار معظم الجيش وقوات الأمن الأفغانية، عاد بعض أبرز خصوم طالبان إلى منطقة وادي بنجشير الجبلية شمال شرق كابُل، وتعهّدوا بمواصلة القتال في الإقليم الوحيد الذي لا يزال خارج إطار سيطرة طالبان.

ووفقًا للصحيفة، يضمّ هؤلاء وزير الدفاع الأفغاني بسم الله خان محمدي، ونائب الرئيس أمر الله صالح، الذي يدعي أنه الزعيم الشرعي لأفغانستان، بعد أن فرّ الرئيس أشرف غني من البلاد في 15 أغسطس/ آب الحالي، وأحمد مسعود نجل القائد البنجشيري الشهير أحمد شاه مسعود.

وأظهر فيديو منشور على مواقع التواصل الاجتماعي الضحايا والقتال بين طالبان والقوات المناهضة للحركة في منطقة وادي أندراب شمال إقليم بغلان، حيث عزّزت قوات طالبان وجودها باستخدام العربات المدرعة الأميركية من طراز "هامفي" و"فورد رينجرز"، رافعة العلم الأبيض للحركة.

حصة في الحكومة المقبلة

وفي الوقت الذي تتحالف فيه الميليشيات في بغلان مع القوات في بنجشير، تحركت هذه الميليشيات بشكل مستقل لمهاجمة طالبان"، يقول علي نزاري، رئيس العلاقات الخارجية في جبهة المقاومة الوطنية الجديدة، التي تتّخذ من بنجشير مقرًا لها.

وتضمّ الجبهة ألفًا من القوات الخاصّة الأفغانية، التي رفضت الهروب، في الوقت الذي تفكّك فيه الجيش الأفغاني، ويمتلكون بعض المروحيات.

وتضغط مؤسسة بنجشير، التي لعبت دورًا مهمًا في أفغانستان ما بعد عام 2001، على طالبان في هذه المرحلة كي تحصل على حصة في الحكومة الجديدة. وقال أحمد ولي مسعود، شقيق أحمد شاه مسعود: "من الأفضل أن نرى ما يمكن الاتفاق عليه في تسوية سياسية".

وذكرت الصحيفة أنه "من دون دعم خارجي أو التمتّع بحدود مع دولة صديقة، ستجد الميليشيات المناهضة لطالبان صعوبة في الصمود لفترة طويلة".

وبدأت طالبان، أمس الأحد، بحشد تشكيلات كبيرة عند مدخل بنجشير، وهو وادٍ ضيق لم يتمكن حتى الجيش السوفياتي من السيطرة عليه في الثمانينيات.

"سوف نحارب"، وعد أمير الحرب الطاجيكي البارز عطا محمد نور، الذي فرّ إلى أوزبكستان عندما سقطت مدينة مزار الشريف في 14 أغسطس، مضيفًا أنه من مصلحة طالبان عدم تكرار أخطاء الماضي، بل إنشاء حكومة شاملة "ذات مغزى".

وقال: "لن نصبح عبيدًا للغرباء. لن نجلس إلى طاولات الآخرين على اعتبارنا زينة، نريد أن نكون شريكًا في السلطة".

مواصلة المشاورات مع السياسيين الأفغان

وتواصل حركة طالبان المشاورات مع كبار السياسيين الأفغان الذين لا زالوا في كابُل. ومن بين هؤلاء الرئيس السابق حامد كرزاي والرئيس التنفيذي السابق عبد الله عبد الله وأمير الحرب السابق قلب الدين حكمتيار.

وتتمتع الإدارة الأوسع انتشارًا بفرصة أفضل بكثير لتحقيق الاعتراف الدبلوماسي الدولي، وهو الأمر الذي من شأنه أن يسمح لأفغانستان بإعادة الاتصال بالنظام المالي العالمي، أو استئناف الرحلات الجوية التجارية إلى الخارج، أو استعادة الوصول إلى المساعدات الخارجية.

وباعتباره جزءًا من جهود العلاقات العامة، نشرت طالبان مقاطع فيديو لبعض الشخصيات الرئيسية في الجمهورية الأفغانية يتعهّدون بالولاء للحركة. وظهر غول آغا شيرزاي، الوزير الحليف للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، في أحد مقاطع الفيديو، بعد ظهور مماثل لحشمت غني شقيق الرئيس الأفغاني.

كما نشر وزير المالية السابق عمر زخيلوال، بعدما عاد من رحلة إلى الخارج، صورًا لنفسه وهو يحتسي الشاي مع مقاتلي طالبان جنوب شرق كابل، ثم التقى بكرزاي وعبد الله في العاصمة.

وتعليقًا على الصور، غرّد زخيلوال على تويتر: "اتفقنا على أننا سنعمل عن كثب معًا وبدون كلل للمساعدة في ايجاد بيئة يشعر فيها جميع الأفغان بالراحة، بغض النظر عن خلفيتهم. ما زلت متفائلًا بمستقبل بلدنا!".

لا تفاؤل

إلا أن كثيرًا من الأفغان الآخرين لا يشاركونه هذا التفاؤل، إذ يُحاول عشرات الآلاف المغادرة عبر مطار كابُل. وداخل المطار، تنتظر العائلات، التي تمّ احتجازها لعدة أيام دون طعام أو مأوى، رحلاتها الجوية.

فقد أمضت موسكا، وهي محاسبة تبلغ من العمر 27 عامًا، هربت مع زوجها وطفلها البالغ من العمر عامًا واحدًا، عدة أيام في الجانب الذي تديره الولايات المتحدة من المطار. وشرحت للصحيفة أن الطعام نفد، وأخبرها الجنود الأميركيون المناوبون هناك أنه لا يوجد حليب مناسب لطفلها الرضيع.

كانت بطارية هاتفها تعمل بنسبة 13%، ولم يكن هناك كهرباء، وكانت قلقة من أن ابنها بحاجة إلى رعاية طبية بعد أيام من الحر دون مأوى.

وقالت: "أحتاج إلى إرضاعه، لكن لأنني لم أتناول أي شيء، ليس لدي حليب لإرضاع طفلي. فقد طفلي وزنه؛ هو ليس على ما يرام".

المصادر:
وول ستريت جورنال

شارك القصة

تابع القراءة
Close