السبت 11 مايو / مايو 2024

انتشار أمني مكثف في كابل.. وزيرة هولندية تستقيل بسبب الإجلاء الأفغاني

انتشار أمني مكثف في كابل.. وزيرة هولندية تستقيل بسبب الإجلاء الأفغاني

Changed

كثفت طالبان من وجودها في شوارع العاصمة كابل مؤخرًا
كثفت طالبان من وجودها في شوارع العاصمة كابل مؤخرًا (غيتي)
أدان نواب البرلمان الهولندي وزيرة الخارجية بسبب طريقة تعاملها مع أزمة الإجلاء من أفغانستان، في وقت سُجل فيه انتشار أمني مكثف في العاصمة كابل.

استقالت وزيرة الخارجية الهولندية سيغريد كاغ أمس الخميس، بعدما أدان نواب البرلمان رسميًا طريقة تعاملها مع أزمة الإجلاء في أفغانستان.

وقالت كاغ في بيان للبرلمان: "يعتبر مجلس النواب أن الحكومة تصرفت بشكل غير مسؤول... لا يمكنني إلا قبول عواقب هذا الحكم بصفتي الوزيرة ذات المسؤولية النهائية".

وأضافت: "رؤيتي لنظامنا الديمقراطي ونهج إرادتنا تحتم على الوزير الاستقالة في حال عدم الموافقة على سياسته. لذا سأقدم استقالتي بصفتي وزيرة للخارجية إلى جلالة الملك".

وأكدت كاغ أنها ستبقى زعيمة لحزب "دي66" من اليسار الوسط، الذي يشكل ائتلافًا حكوميًا مع رئيس الوزراء مارك روته، بعدما فاز بثاني أكبر عدد من المقاعد في انتخابات مارس/ آذار الماضي، فيما اعتبر روته استقالتها "خسارة كبيرة" للحكومة.

وكانت هولندا قد أجلت أكثر من 1500 شخص من كابل، من هولنديين وأفغان، في الأيام الأخيرة من الشهر الفائت.

لكن العديد من الأفغان الذين كانوا مرشحين للإجلاء تُركوا في أفغانستان، بمن فيهم 22 مترجمًا، على الرغم من دعوات من النواب لإجلائهم قبل أشهر.

وأقرت كاغ بأن الحكومة الهولندية فشلت في توقع سرعة وصول طالبان إلى السلطة في أفغانستان، لكنها أشارت في الوقت نفسه إلى أن الدول الغربية الأخرى كانت في الموقف ذاته.

أما وزيرة الدفاع أنك بيليفيلد، فرفضت من جهتها الاستقالة على الرغم من تصويت ضدها في البرلمان.

وجاءت استقالة كاغ بعد إقالة وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، بسبب طريقة تعامله مع الوضع في أفغانستان.

"قمة شنغهاي"

على الضفة الأخرى، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الجمعة، أنه يتطلع إلى "العمل مع كل الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي للتعاون لدعم الشعب الأفغاني في جميع المجالات".

وكشف غوتيريش عن رغبته هذه، في رسالة مصورة وجهها إلى المشاركين في قمة دول منظمة شنغهاي للتعاون في دوشانبي، عاصمة طاجيكستان، والتي بدأت أعمالها الخميس وتختتم الجمعة، حول سبل توسيع التعاون السياسي وتنسيق مواقف السياسة الخارجية وتعزيز الوحدة الداخلية والثقة المتبادلة بين الدول الأعضاء في المجموعة.

وأضاف غوتيريش، في رسالته: "تسببت التطورات المقلقة بأفغانستان في إحداث مشكلات سياسية واقتصادية وأمنية عميقة، وتحديات إنسانية، خصوصًا أن الوضع يتطور بسرعة ولا يمكن التنبؤ به".

وأشار إلى أن الأمم المتحدة "ملتزمة" بمساعدة الشعب الأفغاني، مضيفًا: "نحن نتطلع إلى العمل معكم جميعا لتقديم الدعم لهذا الشعب في جميع المجالات، والتضامن مطلوب الآن أكثر من أي وقت مضى".

وتضم منظمة شنغهاي للتعاون، روسيا والهند وكازاخستان والصين وقيرغيزستان وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، وتشغل كل من أفغانستان وبيلاروسيا وإيران ومنغوليا صفة مراقب، وتعتبر كل من تركيا وأذربيجان وأرمينيا وكمبوديا ونيبال وسريلانكا شركاء الحوار للمنظمة.

انتشار أمني مكثف في كابل

ميدانيًا، شهدت العاصمة الأفغانية كابل انتشارًا أمنيًا كثيفًا حيث تم رصد وجود عدد كبير من الحواجز، بحسب ما أفاد مراسل "العربي"، فيما لم يُعرف ما إذا كان مجرد انتشار روتيني أم هو محاولة من حركة طالبان لفرض حضورها بشكل أكبر في الشوارع، بعد عودة عدة قطاعات عاملة في الحكومة السابقة إلى نشاطها.

كما أكد مراسل "العربي" أن هناك بوادر أزمة إنسانية واقتصادية في أفغانستان تلوح في الأفق، حيث نقلت "رويترز" عن مصادر في القطاع المصرفي أن الدولار في طريقه إلى النفاد وهو ما يعني إغلاق البنوك لأبوابها، فيما تتصاعد التحذيرات التي تتعلق بانعدام الأمن الغذائي وإمكانية خسارة موسم القمح.

من جهتها، طالبت الحكومة الأفغانية المؤقتة الأمم المتحدة بالاعتراف بها دوليًا، معتبرة أنها أوفت بتعهداتها ولا تزال، تجاه المجتمع الدولي، لا سيما بشأن عمليات الإجلاء وعدم استخدام الأراضي الأفغانية لتنفيذ هجمات مسلحة والمسائل الأخرى المتعلقة بحقوق الإنسان والمرأة، حيث يقول مراقبون: إن التشدد الذي شهدته البلاد خلال حكم طالبان قبل أكثر من 20 عامًا ليس هو نفسه في الوقت الحالي.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close