تظاهر آلاف الأشخاص في طرابلس الجمعة للتنديد بتصويت البرلمان الليبي لصالح حجب الثقة عن الحكومة الانتقالية، قبل ثلاثة أشهر من موعد الانتخابات التي تعد حاسمة لمستقبل البلاد، بحسب ما أفاد مراسل "العربي".
وحمل المتظاهرون المجتمعون لافتات كتب عليها "البرلمان لا يمثلني" و"الشعب يريد سقوط البرلمان" و"لا للانقسام"، في ساحة الشهداء الواسعة وسط العاصمة.
ولبى هؤلاء المتظاهرون الذين رفع بعضهم العلم الوطني بألوانه الأحمر والأخضر والأسود دعوة وجهها رئيس الحكومة الانتقالية في طرابلس عبد الحميد الدبيبة الثلاثاء للخروج في "تظاهرة كبيرة" للاحتجاج على قرار البرلمان المنعقد في طبرق، في شرق البلاد.
جمعة إسقاط البرلمان
وأفاد مراسل "العربي" إبراهيم العبدلي، بأن المتظاهرين أطلقوا اسم "جمعة إسقاط البرلمان" على المظاهرة، ورفعوا لافتات تنادي بإسقاط البرلمان، وبدعم حكومة الوحدة الوطنية.
وأضاف مراسلنا من طرابلس بأن الدعوة للمظاهرة تمت منذ اليوم الذي أصدر فيه مجلس النواب قراره بسحب الثقة، مشيرًا إلى أن عددًا من وزراء حكومة الوحدة الوطنية شاركوا في الفعالية.
الدبيبة يؤكد ضرورة إجراء الانتخابات في ديسمبر
وعلى الصعيد السياسي، أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا، عبد الحميد الدبيبة، الجمعة، ضرورة إجراء الانتخابات في موعدها المحدد أواخر العام الجاري.
وفي كلمة له أمام آلاف المتظاهرين بالعاصمة طرابلس، قال الدبيبة: إن "إجراء الانتخابات في موعدها ضرورة لا رجوع عنها، للحفاظ على وحدة ليبيا وإنهاء الانقسام والتشظي وإيقاف الحروب".
وشدد على أنه "لن يسمح بالانقسام والرجوع للماضي مهما كانت الأسباب، ليبيا واحدة وستبقى واحدة".
وأردف: "حكومة الوحدة الوطنية بدأت بتوافق كبير ونالت ثقة مجلس النواب وهو مشهد فريد، جرى من خلال توحيد مجلس النواب".
وأفاد بأن مشروع الحكومة دائمًا هو "لا للحرب نعم للسلام والتنمية ودعم الشباب ومرافق الدولة"، موضحًا أن "خروج المظاهرات هو رسالة قوية على وحدة ليبيا ورفض الانقسام".
وذكر أن الحكومة "ستبني جيشًا واحدًا ولاؤه لله ثم الوطن ولا يتبع لشخص أو قبيلة"، داعيًا الليبيين "للتسامح وتجاوز الخلافات للوصول بالوطن إلى بر الأمان".
الأزمة الليبية
ومنذ سقوط نظام معمر القذافي عام 2011، تعيش ليبيا حالة من الفوضى ومن العنف الدموي والنزاعات بين قوى متنافسة في شرق البلاد وغربها.
وأثارت مذكرة حجب الثقة عن الحكومة في البرلمان "قلق" الأمم المتحدة وزادت من حدة التوتر بين الأطراف الليبيين بعد أقل من أسبوعين على مصادقة رئيس البرلمان عقيلة صالح على قانون انتخابي مثير للجدل عُدّ في صالح رجل الشرق القوي خليفة حفتر.