أدّى حجم القمع لأنصار المعارض أليكسي نافالني خلال احتجاجات ندّدت بسجنه، إلى تزايد غضب المجتمع المدني ووسائل الإعلام في روسيا الخميس.
ظهور #نافالني جاء بعد احتجاجات غير مسبوقة في #روسيا طالبت بالإفراج عنه#أنا_العربي @AnaAlarabytv pic.twitter.com/aSmGRfdTlx
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 28, 2021
وباتت مراكز الاعتقال في موسكو مكتظة بالمشتبه بهم أو الذين حُكم عليهم بتهمة التظاهر، وهي مخالفة عقوبتها السجن عدة أيّام أو أسابيع. وقد اعتقلت الشرطة نحو 10 آلاف شخص.
واعترضت هيئات تحرير وسائل إعلام ومنظمات غير حكومية على القمع والعنف الممارس على متظاهرين مؤيدين لنافالني في 23 و31 يناير/ كانون الثاني و2 فبراير/ شباط.
من جهته، اعتبر الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الحزم الذي أبدته الشرطة "مبرر".
أمّا اكثر ما أثار صدمة في البلاد هو الحكم بالسجن على رئيس تحرير موقع أخبار "ميديا زون"، سيرغي سميرنوف لمدة 25 يومًا بتهمة إعادة نشر تغريدة تنتهك قانون الإحتجاجات، كما اتهم بمشاركته في تجمعات لدعم نافالني، الذي حُكم عليه الثلاثاء بالسجن سنتين و8 أشهر، بتهمة مخالفة شروط الرقابة القضائية عليه التي تعود الى العام 2014.
وأعلن سميرنوف عن مدة سجنه من خلال تغريدة نشرها من داخل قاعة المحكمة.
25 суток
— Смирнов (@sssmirnov) February 3, 2021
واعتبرت صحيفة "كوميرسانت" التي يملكها رجل أعمال مقرّب من الكرملين اليوم، أن "المشكلة ليست محصورة بالصحافة. ففي الأسابيع الماضية أصبحنا شهودًا على أعمال قاسية جدًا ارتكبتها قوات الأمن بحق المتظاهرين".
ورفضت الصحيفة تبرير عنف الشرطة قائلة: "كون تحرك ما غير مشروع أو غير مرخص له لا يبرر الاستخدام المفرط للقوة".
واتّهم مواطن فرنسي-روسي، يدعى سيريل دانييلو، عن طريق الخطأ، بالتظاهر كما قال، مساء الثلاثاء، وأوقف أثناء خروجه من حانة. وينتظر حاليًا محاكمته وقد أمضى ليلتين قيد الحجز، وهو يواجه عقوبة السجن لمدة 15 يومًا.
وقال الشاب إنّ الجميع ينالون عقوبة السجن لعشرة أيام كحد أدنى، باستثناء سوري لا يتكلم الروسية، وليس لديه محام أو مترجم. وحُكم عليه بدفع غرامة بقيمة 15 ألف روبل (165 يورو). وأكّد بدوره، أنّ محكمة تيميريازفسكي مكتظة و"تدين الموقوفين تباعًا".
زيارة جوزيب بوريل
في غضون ذلك، يجري الإسباني وزير خارجية الإتحاد الأوروبي جوزيب بوريل الخميس محادثات في موسكو الجمعة مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وسيكون ملف نافالني في صلب هذه الزيارة. ويبدو أنّ هذه اللقاء سيكون صعبًا بعدما وصفت موسكو الانتقادات الغربية بأنها "تدخل" في شؤونها.
واعتبر أليكسي مالاشنكو، من معهد أبحاث الحوار بين الحضارات لـ "فرانس برس" أنّ: "بوريل لن يحصل على شيء، هذا أمر أكيد، بوتين لا يظهر أبدًا ضعفه".
لكن مهمّة بوريل، تضع حدًا لتجميد الاتصالات الدبلوماسية على المستوى الأوروبي بين الطرفين منذ 2017. وستطرح ملفات أخرى على الطاولة غير ملف نافالني، لأن الخلافات كثيرة وخصوصًا حول أوكرانيا وسوريا وليبيا.
ووصف بوريل العلاقة مع روسيا بالـ "معقدة"، وأشار إلى أنّ هناك الكثير من القضايا الأمنية التي يجب مناقشتها. في المقابل، أبدى بيسكوف اليوم الخميس، رغبة بتحريك الحوار، والتباحث بصراحة حول الخلافات.