الجمعة 17 مايو / مايو 2024

ترقّب في طهران.. الاتفاق النووي أمام "الفرصة الأخيرة"

ترقّب في طهران.. الاتفاق النووي أمام "الفرصة الأخيرة"

Changed

يترقّب المسؤولون الإيرانيون "خطوات عملية" من جانب الإدارة الأميركية الجديدة، علمًا أنّ الخلاف على التفاصيل، وليس على مرجعية الاتفاق كما كانت الحال مع إدارة ترمب.

منذ وصول الرئيس الأميركيّ جو بايدن إلى البيت الأبيض، لا يزال ملفّ الاتفاق النوويّ مع إيران يحتل "الأولوية" في النقاشات السياسيّة حول العالم، وسط مساعٍ لإعادة إحيائه، لا تزال تصطدم ببعض الشروط والشروط المضادة.

وحضر الملف النووي في إطار اجتماع "افتراضيّ" عقده، أمس الجمعة، وزير الخارجية الأميركيّ أنتوني بلينكن مع نظرائه من بريطانيا وفرنسا وألمانيا، جاء في الوقت الذي تدرس فيه المجموعة كيفية إحياء الاتفاق النووي الإيراني.

ووصف وزير الخارجية الفرنسي المحادثات بأنّها كانت "مستفيضة ومهمة بشأن إيران"، مشيرًا إلى أنّ المجتمعين ناقشوا "التحديات النووية، وتحديات الأمن الإقليمي".

وتمثل تلك المحادثات رفيعة المستوى أحدث خطوات إدارة بايدن لاستكشاف كيفية إحياء الاتفاق النووي الذي وقّعته إيران مع الدول الكبرى عام 2015، ولكن الرئيس السابق دونالد ترمب تخلّى عنه في 2018. 

كيف انعكس ذلك على الساحة الإيرانية؟

يتحدّث مراسل "التلفزيون العربي" في طهران عن أجواء ترقب وتحذير في العاصمة الإيرانية إزاء كلّ التطورات المتّصلة بالملف النووي والمفاوضات المرتقبة حوله.

ويشير إلى أنّ المسؤولين الإيرانيّين لا يزالون يترقّبون الخطوات العملية من إدارة جو بايدن بعيدًا عن التصريحات التي تحاول أن ترمي الكرة في ملعب طهران، بحسب ما يقولون، لا سيّما وأنّ إيران تصرّ على البدء برفع العقوبات التي فرضتها إدارة ترمب على طهران قبل أيّ شيء آخر.

وفي مقابل هذا الترقب، يتمسك المسؤولون الإيرانيون بسياسة "التحذير" في مقاربتهم للملف، عبر الإشارة إلى أنّ هذه المرحلة تشكّل "الفرصة الأخيرة" لإعادة إحياء الاتفاق، علمًا أنّ إيران اتّخذت، خلال الأسابيع الماضية، عددًا من الخطوات المهمة التي وُصِفت بأنها تصعيدية على خط برنامجها النووي، في محاولةٍ منها للدفع باتجاه عودة الإدارة الأميركية إلى الاتفاق النووي والالتزام بمقتضياته.

الخلاف على التفاصيل

ويلفت مراسل "التلفزيون العربي" إلى أنّ الخلاف على التفاصيل، وليس على مرجعية الاتفاق النووي كما كانت الحال مع إدارة ترمب التي مزّقت الاتفاق وانسحبت منه؛ إذ إنّ الإدارة الأميركية الجديدة تؤكد ضرورة العودة إليه.

ويشير إلى أنّ إدارة بايدن تعتبر أنّ الاتفاق يجب أن يكون الأرضية للانطلاق منها لملفات أخرى، لكن طهران لا تنظر إلى هذا الموضوع بهذا الشكل، وترفض الاشتراط الأميركي، وتصرّ على أنّ الاتفاق أُنجِز نتيجة مفاوضات طويلة استمرّت لسنوات، ولا يجب أن يتمّ تعديله أو إدخال أطراف أخرى إليه.

ويؤكد أنّ الخطوط العريضة متفق عليها من قبل الجميع، ولا أحد يريد التفريط بالاتفاق النووي، لكن النزاع حول التفاصيل وكل طرف يحاول أن يفرض أوراقه ويضعها على الطاولة.

دور أميركي "مخرّب"

من جهة ثانية، يشير مراسل "التلفزيون العربي" إلى أنّ لدى إيران موقفًا واضحًا فيما يتعلق بالدور الأميركي في المنطقة، وهي تعتبر أنّه دور "مخرّب"، وتؤمن بالتحالفات الإقليمية بشكل أو بآخر في المنطقة، ولذلك تركّز في سوريا على سبيل المثال على آلية أستانة، وتتحدث عن حوار إقليمي في الخليج بعيدًا عن القوى العالمية.

ويؤكد أنّ إيران لا ترفض بشكل مطلق الحديث عن ملفات المنطقة مع أي دول أخرى، وسبق أن جرت محادثات بين إيران والدول الأوروبية مثلًا حول الملف الليبي تحديدًا، لكن، في الظروف الحالية، ترفض إيران نقاش أي قضايا أخرى، وتعزو ذلك لانعدام الثقة، فضلًا عن كون مثل هذه القضايا مرتبطة بالأمن القومي الإيراني.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close