أعلنت الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، سيطرتها على مدينتي ديسي وكامبوتشا، اللتين تبعدان 400 كيلومتر شمالي العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وشدّد نائب الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارثن غريفيث، على الحاجة إلى وصول المساعدات اللازمة لإقليم تيغراي شمالي البلاد.
ويأتي ذلك وسط سعي الدبلوماسية الأميركية عبر مباحثات مع الحكومة الإثيوبية، ومع "جبهة تحرير شعب تيغراي"، للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار بين الطرفين.
ويقول دبلوماسيون مطلعون على المفاوضات: إن جبهة تحرير شعب تيغراي لن تخوض أي محادثات إلى حين رفع القيود المفروضة على وصول المساعدات إلى الإقليم، بينما تشترط الحكومة انسحاب المسلحين من منطقتي عفر وأمهرة قبل أي شيء.
"انتزاع مواقف من إثيوبيا"
وفي هذا الإطار، قال الباحث السياسي عبد الشكور عبد الصمد لـ "العربي"، إن التقدم نحو العاصمة هو محاولة للضغط من الجبهة الشعبية على رئيس الوزراء أبي أحمد، ويتوازى مع تحشيد دولي وإعلامي بهدف انتزاع مواقف سياسية من إثيوبيا.
وأضاف عبد الصمد من أديس أبابا، أن الزحف إلى أديس أبابا صعب في ظل إعلان حالة الطوارئ، والتعبئة العامة، والإعداد للتصدي لجبهة تيغراي.
وأشار إلى أن هناك دعمًا لوجستيًا واستخباراتيًا يقدم للجبهة الشعبية؛ وهو ما يفسر تقدمها على الأرض.
ولفت إلى وجود مبادرة لم يُعلن عنها حتى الآن من قبل المبعوث الإفريقي لإثيوبيا، وأردف قائًلا: "يتوقع أن تتبلور المبادرة واللجوء إلى طاولة المفاوضات".
وبيّن الباحث أن الجانب الإثيوبي يشترط خروج الجبهة من عدة مناطق، وكذلك خروج قادتها من إثيوبيا، وأن يتولى الحكم في إقليم تيغراي مكونات سياسية منه.
وسبق أن أعلنت تسع مجموعات إثيوبية، يوم الجمعة الماضي، بينها جبهة تحرير شعب تيغراي وجيش تحرير أورومو، تشكيل تحالف ضد الحكومة الفدرالية برئاسة آبي أحمد.
من جهتها، دعت ليندا توماس غرينفيلد، سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، خلال نقاش في مجلس الأمن الدولي حول الأزمة الإثيوبية طرفي النزاع، إلى الانخراط في مفاوضات فورية بدون شروط مسبقة للتوصل إلى اتفاق على وقف لإطلاق النار.