الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

تحقيق استقصائي.. "تواطؤ" فرنسي مع مصر في استهداف مدنيين

تحقيق استقصائي.. "تواطؤ" فرنسي مع مصر في استهداف مدنيين

Changed

باريس تحقق في نشر المعلومات المخابراتية السرية (موقع ديسكلوز الاستقصائي)
باريس تحقق في نشر المعلومات المخابراتية السرية (موقع ديسكلوز الاستقصائي)
كشف موقع ديسكلوز الاستقصائي أن "عملية سيرلي" السرية لمراقبة الأنشطة الإرهابية انحرفت عن مسارها الأصلي لصالح حملة من عمليات الإعدام التعسفي من قبل مصر.

كشف موقع ديسكلوز الاستقصائي، اليوم الإثنين، عن "وثائق دفاعية سرية" تظهر سوء استخدام السلطات المصرية لمعلومات قدمتها المخابرات الفرنسية في إطار مهمة لتعقب إرهابيين، "لكن القاهرة استخدمتها في ما لا يقل عن 19 هجومًا استهدف مدنيين بين عامي 2016 و2018".

ونشر الموقع الاستقصائي، الذي سبق أن أبلغ عن تعاملات سرية بين باريس والقاهرة، العشرات من الوثائق السرية التي قال: إنّها تظهر إساءة استخدام المعلومات المخابراتية التي قدمها فريق سري فرنسي مؤلف من أربعة جنود فرنسيين وستة عسكريين سابقين.

عملية مراقبة "سرية"

وأرسلت السلطات الفرنسية الفريق المخابراتي إلى مصر في إطار مهمة أطلق عليها اسم "عملية سيرلي" عام 2016، حسبما أفاد موقع ديسكلوز.

وكان الجيش الفرنسي في تلك الفترة ينفذ مهام استطلاع جوي فوق الأراضي الليبية، حيث كان ينشط مقاتلو "تنظيم الدولة"، وكانت فرنسا تخشى من اتساع رقعة نفوذهم.

ووفق الموقع الاستقصائي، فإن "عملية سيرلي" قد انحرفت عن مسارها الأصلي، وهو مراقبة الأنشطة الإرهابية، لصالح "حملة من عمليات الإعدام التعسفي" من قبل مصر. وأشار الموقع إلى أنه تم إبلاغ مكتب الرئاسة الفرنسية بها باستمرار، "لكنه لم يحرك ساكنًا".

وأفاد الموقع بأن ما لا يقل عن 19 هجومًا استهدف مدنيين بين عامي 2016 و2018 كان على صلة بالمعلومات المخابراتية الفرنسية التي أرسلت إلى القاهرة.

"تحقيق" فرنسي

وتتضمن "الوثائق السرية الدفاعية"، التي نشرت اليوم الإثنين، رسائل مزعومة من المشاركين الميدانيين في العمليات لتنبيه رؤسائهم إلى "إساءة" استخدام معلوماتهم من قبل نظرائهم المصريين.

ولم تطعن وزارة الجيوش الفرنسية في صحة "الوثائق" المنشورة على موقع ديسكلوز، لكن وزيرة الجيوش فلورنس بارلي دعت اليوم الإثنين إلى إجراء تحقيق حول نشر تلك المعلومات.

وقالت الوزارة الفرنسية في بيان: "مصر شريك لفرنسا ونقيم معها، كما هو الحال مع دول أخرى، علاقات في مجال المخابرات ومكافحة الإرهاب"، مضيفة أنها لن تعلق على طبيعة هذا التعاون.

وأضافت: "فضلًا عن ذلك، طالبت وزيرة القوات المسلحة بفتح تحقيق في المعلومات التي نشرها (موقع) ديسكلوز"، دون أن تذكر اسم الجهة التي ستُجري التحقيق أو ما إذا كانت تهدف إلى التحقيق في التسريبات ذاتها أو في إساءة استخدام المعلومات المخابراتية التي تحدثت عنها.

فريق المخابرات الفرنسية كان برفقة ضابط مصري مكلف بالاستماع للتنصت على المحادثات أثناء إجرائها (موقع ديسكلوز)
فريق المخابرات الفرنسية كان برفقة ضابط مصري مكلف بالاستماع للتنصت على المحادثات أثناء إجرائها (موقع ديسكلوز)

"إساءة" استخدام المعلومات المخابراتية

ووفق موقع ديسكلوز الاستقصائي، فإن فريق المخابرات الفرنسية كان برفقة ضابط مصري مكلف بالاستماع للتنصت على المحادثات أثناء إجرائها. وقال ديسكلوز: إنّ الفريق الفرنسي أدرك بسرعة أن التهديد الإرهابي كان ضئيلًا، وأن معلوماته تستخدم بدلًا من ذلك لاستهداف مهربين لمواد من السجائر والأطعمة إلى الأسلحة والمخدرات.

وأشارت إحدى المذكرات السرية، التي نُشرت في 22 يناير/ كانون الثاني 2019 وكانت موجهة إلى وزيرة القوات المسلحة قبل زيارة ماكرون إلى مصر، إلى أن هناك "حالات مؤكدة لتدمير أهداف كشفتها الطائرات الفرنسية"، وأن من المهم تذكير مصر بأن طائرات الاستطلاع ليست أداة استهداف.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close