الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

انسحاب قوات "حلف الأطلسي" من أفغانستان.. لا قرار نهائيًا بعد

انسحاب قوات "حلف الأطلسي" من أفغانستان.. لا قرار نهائيًا بعد

Changed

القوات الأميركية في أفغانستان
شاركت القوات العسكرية الأميركية بشكل مباشر في العمليات القتالية في عدة دول (غيتي)
يقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن طالبان لا تفي بالتزاماتها وإن تصاعد العنف لا يهيئ الأجواء للمضي قدمًا نحو السلام.

أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أن وزراء دفاع الدول المنضوية في التحالف قرروا اليوم الخميس رفع عديد قوات المهمات التدريبية في العراق إلى أربعة آلاف عسكري، وسط إرجاء القرار بشأن الانسحاب من أفغانستان.

وقال الأمين العام في مؤتمر صحافي بعد اجتماع عبر الفيديو مع وزراء دفاع الحلف: "اليوم، قرّرنا رفع عديد قوات حلف شمال الأطلسي لمهمات التدريب في العراق لدعم القوات العراقية في تصدّيها للإرهاب وضمان عدم عودة تنظيم الدولة الإسلامية. سيرتفع عديد مهمتنا تدريجيًا من 500 إلى أربعة آلاف شخص".

وأوضح أن "تعزيز البعثة سيتم في الأشهر المقبلة، وينبغي أن تسمح للعراقيين بتحقيق الاستقرار في بلدهم". 

مواصلة التشاور

من جهة أخرى، لم يتخذ الوزراء "قرارًا نهائيًا" بشأن انسحاب القوات المشاركة في مهمة التدريب في أفغانستان. وأشار ستولتنبرغ إلى أن حلفاء الناتو سيواصلون "التشاور من كثب والتنسيق في الأسابيع المقبلة".

وتصدّر مصير مهمة الحلف البالغ قوامها 9600 جندي في أفغانستان جدول الأعمال في ضوء الاتفاقية، التي كانت الإدارة الأميركية السابقة وقّعتها مع حركة طالبان لسحب القوات.

وتُعيد إدارة جو بايدن النظر في ما إذا كانت ستلتزم بالموعد النهائي المقرر في الأول من مايو/ أيار للانسحاب، أو المخاطرة بالبقاء ومواجهة رد فعل عنيف من المتمرّدين.

ودفعت الهجمات في أفغانستان، بما في ذلك قنبلة قتلت نائب حاكم العاصمة كابول في ديسمبر/ كانون الأول، أعضاء في الكونغرس الأميركي وجماعات دولية معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان إلى الدعوة لتأجيل الانسحاب، الذي تم الاتفاق عليه عندما كان دونالد ترمب رئيسًا للولايات المتحدة.

وقال ستولتنبرغ: "إننا نواجه موقفًا صعبًا ومعضلات معقدة. إذا بقينا إلى ما بعد الأول من مايو/ أيار، فإننا نخاطر بتعريض قواتنا لهجمات وبالالتزام بالتواجد المستمر" فيها.

وتابع: "إذا غادرنا، فإننا نخاطر بخسارة كل ما أُحرز من تقدم ورؤية أفغانستان تصبح ملاذًا آمنًا للجماعات الارهابية الدولية". وشدد على أنه "علينا التأكد من أن جميع الظروف مهيأة لمنع ذلك، ونريد تقييم المخاطر التي نحن على استعداد لتحملها". 

بلينكن وغني

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بحث في اتصال هاتفي أمس الأربعاء، مع الرئيس الأفغاني أشرف غني، المراجعة الجارية لاستراتيجية الولايات المتحدة في أفغانستان، وأكد مجددًا دعم بلاده لعملية السلام هناك.

وأفاد بيان صادر عن المتحدث باسم وزارة الخارجية نيد برايس اليوم الخميس، أن بلينكن قال لغني إن الولايات المتحدة ملتزمة بعملية سلام تشمل "تسوية سياسية عادلة ومستمرة ووقفًا دائمًا وشاملًا لإطلاق النار".

وأكد بلينكن لغني أن "الولايات المتحدة ستواصل المشاورات عن كثب مع القادة الأفغان وحلفاء الأطلسي والشركاء الدوليين حول الطريق للمضي قدمًا".

من جانبه، لفت القصر الرئاسي في كابول في بيان إلى ان غني وبلينكن اتفقا على ضرورة استمرار التعاون الثنائي وعملية سلام تتكلل بالنجاح.

لا تفي بالتزاماتها

يتواجد الناتو في أفغانستان منذ عشرين عامًا، لكنه قلّص وجوده من 130 ألف جندي من 36 دولة تشارك في عمليات قتالية إلى 9600 حاليًا، بمن فيهم 2500 أميركي، مسؤولين عن تدريب القوات الأفغانية.

ووافقت طالبان في اتفاق فبراير/ شباط 2020 على خفض العنف والكفّ عن توفير المأوى لمقاتلي القاعدة أو السماح لهم بممارسة أنشطة جمع الأموال والتجنيد والتدريب في أفغانستان.

ويقول مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن طالبان لا تفي بالتزاماتها وإن تصاعد العنف لا يهيئ الأجواء للمضي قدمًا نحو السلام.

وفيما ينفي مقاتلو طالبان وجود مقاتلين من القاعدة، يلمحون إلى أنهم سيعاودون الهجمات على القوات الأجنبية إذا لم تلتزم واشنطن بالمهلة وتسحب قواتها في أول مايو/ أيار.

ومثّل الاتفاق بين الولايات المتحدة وطالبان مقدمة مهّدت لمفاوضات بين الحركة ووفد من الحكومة الأفغانية حول تسوية تنهي عقودًا من الصراع. لكن محادثات السلام في الدوحة وصلت إلى طريق مسدود بعد أن بدأت متأخرة ستة أشهر.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close