Skip to main content

سيناريو استهداف كابلات البحر الأحمر.. هل هو واقعي وماذا عن التداعيات؟

الثلاثاء 5 مارس 2024
أبرز الكابلات البحرية التي تمر من مضيق باب المندب هو كابل آسيا إفريقيا أوروبا الذي يعرف اختصارًا بكابل AAE-1

يسود القلق لدى جهات دولية ومسؤولين بشأن احتمال أن تقوم جماعة الحوثي باستهداف مجموعة من الكابلات البحرية التي تنقل خدمات الاتصالات والإنترنت، بعد استهدافها لسفن تجارية عدة في البحر الأحمر.

ففي العالم شبكة مترامية الأطراف، تحمل نحو 99% من حركة الإنترنت العابرة للقارات، وتضم أكثر من 552 كابلًا بحريًا، وتمتد بطول يصل إلى 1,4 مليون كيلومتر.

الجزء المهم من هذه الشبكة الذي جذب أنظار العالم في الآونة الأخيرة هو الذي يمر عند مضيق باب المندب، وعلى امتداد سواحل اليمن، حيث يمر نحو 16 كابلًا بحريًا من أهم الكابلات في العالم، تعالج من خلالها ما بين 17% و30% من حركة الإنترنت العالمية، أو ما يعادل بيانات مليار إلى مليارين وثلاثمئة ألف شخص.

ويوضح ويلسون جونز وهو محلل دفاع في شركة غلوبال داتا البريطانية، أنه بحسب جغرافية اليمن، فإن هناك عددًا كبيرًا من الكابلات تمر عبر البحر الأحمر، وعبر مضيق المندب، مضيفًا أن هذه الكابلات تعمل في جميع أنحاء العالم في كل حارة ومحيط، باستثناء القارة القطبية الجنوبية، ونستخدمها للتواصل عبر الإنترنت، لأنها أكثر كفاءة وموثوقية من الأقمار الصناعية.

وتابع أن مثل هذه الكابلات تحمل 99% من الإنترنت في العالم، يُستخدم أقل من 1% مع الأقمار الصناعية، لكن تلك القريبة من باب المندب، وبالقرب من اليمن تحمل نحو 17% من حركة الإنترنت في العالم، ولكنها تركز أكثر على أوروبا وإفريقيا وغرب آسيا والهند.

ما هي أبرز الكابلات البحرية التي تمر من باب المندب؟

أبرز الكابلات البحرية التي تمر من مضيق باب المندب هو كابل آسيا إفريقيا أوروبا الذي يعرف اختصارًا بكابل AAE-1، ويبدأ من شرق آسيا- تحديدًا من الصين-  مرورًا بالهند، ثم الشرق الأوسط ومنه إلى دول إفريقية، وينتهي في فرنسا بطول يصل إلى 25 ألف كيلومتر.

كما يعبر من مضيق باب المندب أيضًا كابل إستراتيجي مهم يمتد بطول 45 ألف كيلومتر، ويضم أكثر من 50 نقطة وصول إلى نحو 40 بلدًا، وهو كابل إفريقيا الثاني الذي يُرمز له اختصارًا بـ 2Africa.

ويبدأ هذا الكابل من الهند ويمر إلى دول في الشرق الأوسط، ويلتف نحو القارة الإفريقية وصولًا إلى دول أوروبية، وينتهي في أيرلندا.

تربط عالمنا شبكة مترامية الأطراف وتحمل نحو 99٪ من حركة الإنترنت العابرة للقارات

وقال جونز إن هذه الكابلات تذهب إلى جميع أنحاء العالم، وأوروبا وإفريقيا وآسيا، لكن أحد الأمثلة المهمة حقًا هو الكابل AAE-1، وهو كابل آسيا إفريقيا أوروبا، وهو أساسًا للاتصالات المرسلة إلى جميع هذه الأماكن الثلاثة.

وأشار إلى الكابل المحيط بإفريقيا، والذي يبحر حول القارة الإفريقية بأكملها، ومن الواضح أنه يدور حول البحر الأحمر من جهة اليمن ومصر، لافتًا إلى أن هناك كابلات كثيرة عبر البحر الأبيض المتوسط، وواحد مباشرة من الهند.

تهديدات الحوثي باستهداف كابلات الإنترنت

وبرزت تهديدات الحوثي باستهداف هذه الكابلات التي تقع على عمق 100 متر تحت سطح البحر أخيرًا، بعد نشر وسائل إعلام مقربة من جماعة أنصار الله اليمنية صور خرائط لانتشار الكابلات قبالة سواحل اليمن وتهديدها باستهدافها، ضمن هجومها الذي تشنه على السفن التي تزود إسرائيل بالبضائع.

وهذا ما يطرح تساؤلات عن مدى إمكانية استهداف هذه الكابلات أو تخريبها، وحول ما إذا كانت الجماعة اليمنية تملك القدرة على الغوص في عمق البحر الأحمر، لإلحاق ضرر بشبكة كابلات الألياف البصرية.

نشرت وسائل إعلام مقربة الحوثي صور خرائط لانتشار الكابلات قبالة سواحل اليمن

وذكر جونز أن القيادة المركزية الأميركية كانت قد أعلنت أنها دمرت مسيّرة تحت الماء كانت تديرها قوات الحوثي، مشيرًا إلى أن هذا يدل على أن الحوثيين لديهم القدرة على الوصول إلى هذه الكابلات إذا أرادوا ذلك.

وتابع أن الحوثيين ادعوا إمكانية الوصول إلى خرائط دقيقة لمواقع هذه الكابلات البحرية بالقرب من اليمن، ويعتزمون استخدامها لأغراض تخريبية، ومن الممكن أن يستخدموا غواصًا بشريًا أو عبوة ناسفة، لكن يبدو أن المسيّرة تحت سطح البحر هو الخيار الأكثر ترجيحًا في هذه المرحلة، نظرًا للعمق والمخاطر التي ينطوي عليها استخدام الغواص البشري.

ما هي أضرار استهداف كابلات الإنترنت في حال حصوله؟

وسيتسبب استهداف جماعة الحوثي لهذه الكابلات في حال حصوله في انقطاع أو تذبذب خدمات الإنترنت أولًا عن اليمن، وقد يتسبب في انقطاعها عن المنطقة بأكملها جزئيًا أو كليًا، وتضرر خدمات الاتصالات، وقطاع المصارف وعزل المنطقة عن باقي العالم.

وقد شهدت المنطقة بالفعل حدثًا مشابهًا عام 2013 قرب مصر، حينما أعلنت السلطات القبض على 3 غواصين قطعوا كابل "SMW4" شمال مدينة الإسكندرية، وهو الكابل الذي يمتد من فرنسا ويمر عبر مصر وينتهي في سنغافورة.

وقد تسبب القطع حينها في خسارة 60% من الخدمة، وانخفاض سرعة الإنترنت، فضلًا عن انقطاعها عن عدد كبير من المشتركين.

وأوضح جونز أن تدمير عدد كبير من الكابلات سيؤدي على الفور إلى انقطاع واسع للإنترنت في المنطقة، بالنظر إلى أن شبكة الإنترنت لديها محطات وأجهزة حاسوب متصلة ببعضها نوعًا ما مثل سلسلة عملاقة.

فعمليات صيانة الكابلات البحرية ليست سهلة، خصوصًا وأن سفن الإصلاح المنتشرة في أنحاء العالم تتطلب نحو أسبوع لإصلاح عطل في أحد الكابلات البحرية.

لكن المهمة قد تكون صعبة في هذه الحالة، خاصة في منطقة البحر الأحمر التي تشهد تهديدات مستمرة، باستهداف السفن التي تعبر مضيق باب المندب.

وشرح جونز أنه في الظروف العادية، ولأن هذه الكابلات تنكسر طوال الوقت، فهذا أمر روتيني للغاية، وهناك سفن مختصة تشغلها أساطيل مختلفة من العالم، وهي عمومًا تحتوي على كابلات، ومغناطيس لالتقاط كابل مكسور من قاع البحر، وإحضاره إلى السفينة، ثم إصلاح الكسر وإعادة مزامنته.

إلا أن جونز أشار إلى أنه بالنظر للوضع في اليمن، فإن هذا يجعل الإصلاحات أكثر صعوبة.

المصادر:
العربي
شارك القصة