كشف نادي سانتوس البرازيلي، اليوم الجمعة، عن موعد جنازة ودفن جثمان الأسطورة بيليه، الذي توفي عن عمر ناهز 82 عامًا، أمس الخميس، في مستشفى ألبرت أينشتاين بمدينة ساو باولو حيث كان يخضع للعلاج من مرض السرطان.
وقال النادي الذي لعب "الجوهرة السوداء" لصالحه طيلة مسيرته الاحترافية، إنه سيتم نقل جثمان بيليه من ساوباولو إلى مدينة سانتوس الواقعة على بعد 80 كيلومترًا، يوم الإثنين المقبل، حيث سيوضع نعشه وسط ملعب "فيلا بيلميرو" لإلقاء النظرة الأخيرة عليه من الجماهير.
وسيبقى جثمان بيليه طوال 24 ساعة في الملعب المعتمد لنادي سانتوس، قبل أن يوارى الثرى في اليوم الثاني، وسط جنازة رسمية وشعبية.
"الملك المواطن"
وتدفقت رسائل العزاء من مجتمعات الرياضة والسياسة والثقافة حول العالم لرمز جسد هيمنة البرازيل على الكرة الجميلة.
وأعلنت حكومة الرئيس جايير بولسونارو، الذي تنتهي ولايته يوم الأحد، الحداد لثلاثة أيام. وقالت في بيان إن بيليه كان "مواطنًا عظيمًا، وارتقى باسم البرازيل أينما ذهب".
وكتب الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سيخلف بولسونارو عبر تويتر: "القليل من البرازيليين حملوا اسم بلادنا مثلما فعل (بيليه)".
واحتلت صورة بيليه الصفحات الأولى عالميًا، وفي البرازيل تجمع مواطنون حول ملعب ناديه وانهمرت دموعهم خلال إضاءة الشموع حوله، فيما شهد محيط المشفى الذي يرقد فيه جثمان "الملك" تجمعات شعبية وصحفية كبيرة.
"أيقونة عالمية"
وتجاوز بيليه كرة القدم وأصبح أيقونة عالمية في القرن العشرين، واشتهر بابتسامته الدائمة، وتواضعه الذي سحر ملايين المعجبين، وتخطت تلك الشهرة نجوم هوليود ورؤساء الدول في العالم الذين التقى الأسطورة البرازيلي بالكثيرين منهم إن لم يكن معظمهم، خلال مسيرته التي استمرت ستة عقود كلاعب وصاحب أعمال.
وينسب إليه الفضل في المزج الفريد من نوعه بين الموهبة والعبقرية الإبداعية، والمهارات الفنية بعد أن كان يلعب حافي القدمين في بلدته الفقيرة في البرازيل، وهو يركل ثمرة "غريب فروت"، أو كرات من الخرق البالية المحشوة، لأن عائلته لم تكن قادرة على تكاليف شراء كرة حقيقية.
واختارت اللجنة الأولمبية الدولية بيليه "رياضي القرن"، بينما اختاره الفيفا "لاعب القرن" وأطلقت عليه حكومة البرازيل لقب "الكنز الوطني".
وكانت احتفالاته تغمرها العواطف غالبًا، وكان يبكي فرحًا وعادة كانت تتدفق الجماهير إلى الملعب بعد المباريات لنزع قميصه أو أحذيته بحثًا عن هدايا تذكارية.
وكان منزله في البرازيل يبعد أقل من ميل عن الشاطئ، لكنه لم يكن يذهب إلى هناك خلال عقدين خوفا من تكدس المعجبين. إلا أنه لم يشتك أبدًا من شغف الجماهير به واعتبرها هدية من الرب.
وقال في مقابلة مع وكالة "رويترز" عام 2013: "الرب أعطاني هذه القدرة لسبب واحد، أن أسعد الناس، لا يهم ما فعلت، حاولت فقط ألا أنسى ذلك".