Skip to main content

شبح الموت داخل قاطرة شاحنة.. كيف يجتاز مهاجرون الحدود إلى "الحلم الأميركي"؟

السبت 2 يوليو 2022

شكلت صدمة العثور على عشرات الجثث لمهاجرين قادمين من المكسيك وأميركا الوسطى داخل مقطورة شاحنة الإثنين الماضي، صدمة حقيقية مجتمعية ، أثارت مجددًا النقاش حول أساليب الهجرة غير النظامية وتداعياتها الكارثية. 

ووصل العدد النهائي للذين قضوا داخل القاطرة تحت أشعة الشمس الحارقة في سان أنتونيو بولاية تكساس حيث بلغت الحرارة 40 درجة إلى 53 قتيلًا، حسبما أعلنت السلطات الأميركية الخميس.

في الطريق إلى الحدود

وقضى خوسيه ماريو مع عائلته 18 ساعة في قاطرة شاحنة متوجهة إلى الولايات المتحدة عبرت بهم قسمًا من المكسيك، على غرار رحلة مماثلة بتلك التي أودت الإثنين بحياة المهاجرين الـ53. 

وعانى خوسيه ماريو الهندوراسي البالغ 48 عامًا وعائلته ظروفًا قصوى أيضًا للتوجه من المكسيك إلى الحدود الأميركية. فقد صعد مع زوجته وأولادهما الثلاثة البالغة أعمارهم ثماني سنوات وست سنوات وسنتين، في مقطورة شاحنة تبريد تكدس فيها مئة شخص آخر.

وروى التاجر الذي فر في 20 مايو/ أيار هربًا من العنف في بلاده بعدما أصيب في ذراعه برصاص مهاجمين مسلحين: "كان البرد شديدًا" داخل المقطورة. وأوضح: "جعلت أولادي يرتدون سروالين وثلاثة قمصان ولففتهم بغطاء لحمايتهم، ناموا ولم يشعروا بمرور الوقت خلال الرحلة".

رعب "الحاوية"

وحاول خوسيه ماريو حتى اللحظة الأخيرة تفادي خيار الهجرة، وقد علم بمقتل 56 مهاجرًا في حادث شاحنة في تشياباس بجنوب المكسيك في مطلع ديسمبر/ كانون الأول. غير أن المهربين الذين ينشطون على ضفتي نهر ريو غراندي الذين دفع لهم 13 ألف دولار، لم يتركوا له أي خيار.

وقال خوسيه ماريو ليكونا للوكالة الفرنسية: "أول أمر نطلبه منهم ألا نصعد في حاوية. لكن أثناء الطريق، يفعلون ما يشاؤون". ويضيف خوسيه ماريو أن الشاحنة المبردة "لم تخضع لعملية تفتيش" طوال الرحلة التي امتدت على طول أكثر من ألف كلم.

والأمر نفسه حصل مع شاحنة سان أنتونيو التي عبرت المركز الحدودي في الولايات المتحدة بدون أي مشكلة، بحسب السلطات المكسيكية، وقد تم تبديل ألواح تسجيلها.

وبين ضحايا سان أنتونيو الـ53، قدم 14 من هندوراس و27 من المكسيك وسبعة من غواتيمالا واثنان من السالفادور، بحسب السلطات المكسيكية. وتقول زوجة خوسيه ماريو إنه من غير الوارد بعد الآن القيام برحلة في شاحنة، مضيفة: "نجازف بحياتنا وبحياة أطفالنا". وغالبًا ما تكون هذه المجازفة غير مجدية.

يتفادون شرب الماء

وفي تكساس قامت العائلة بتسليم نفسها إلى دورية لحرس الحدود قبل إعادتها إلى المكسيك في سيوداد خواريز، حيث يأمل خوسيه ماريو وزوجته الآن في الاستفادة من "استثناء إنساني" للسماح للعائلة بالدخول إلى الأراضي الأميركية.

ويقول جميع المهاجرين في سيوداد خواريز: إن الناس يُكدسون مثل "حيوانات" داخل القاطرات. ونتيجة الحر الشديد يُغمى على عدد من الركاب وما يزيد من خطورة الوضع أن بعضهم يتفادى شرب الماء حتى لا يضطر إلى التبول.

وهذا ما جعل جيني التي غادرت هندوراس مع ابنتيها البالغتين ثماني سنوات و14 سنة، ترفض الصعود في قاطرة شاحنة وقررت مواصلة الطريق بدون المهربين. وتأمل جيني أيضًا في الحصول على "استثناء إنساني" موجهة رسالة إلى الحكومة الأميركية "كل شخص له الحق في فرصة".

وقضى حوالى 6430 مهاجرًا منذ 2014 أو فقدوا في طريقهم إلى الولايات المتحدة، بحسب أرقام منظمة الهجرة الدولية.

وأوضحت دولوريس باريس أن شبكات المهربين "تزداد تطورًا وتعقيدًا، إنها منظمات إجرامية". وتستغرب الخبيرة قلة الاهتمام بقضية "فساد" السلطات التي يشتبه بارتباطها بالمهربين.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة