أعلنت السلطات المحلية في ولاية النيل الأزرق، جنوبي شرق السودان، أمس الجمعة، عن حظر للتجول عقب تجدد القتال القبلي والاشتباكات التي خلفت أكثر من 15 قتيلًا، وعشرات الجرحى.
ويخالف عدد من القبائل قرار السلطات منح قبيلة الهوسا الإدارة الأهلية على منطقة تقطنها، ولا سيما قبيلة الفونج الأمر الذي اندلعت على إثره أعمال عنف متبادلة بين القبيلتين، تدخلت خلالها عناصر بزي الأمن لصالح أحد الأطراف.
وقال الباحث في مركز البحوث والدراسات الإفريقية، عبد الوهاب الطيب البشير، في حديث إلى "العربي" إنّ منطقة النيل الأزرق هي منطقة صراعات قديمة وليست جديدة، وتضم ما يزيد عن 31 قبيلة.
قبائل أصيلة ووافدة
وخلف القتال بين القبيلتين الآلاف من اللاجئين، فيما استمرت أعمال حرق المنازل والمحال التجارية في الولاية، وترفض قبيلة الفونج تواجد الهوسا، التي دخلت كذلك قبيلتي أنغسنا وألبرتي في صراع معها أيضًا، إذ تتهم القبيلتين الهوسا بالعمل على تملك الأراضي في مناطقهم، واستطيانها وهو عرف قبلي مرفوض، حيث تعد الهوسا من القبائل غير الأصيلة في منطقة الصراع.
ويشمل النزاع بين تلك القبائل المياه الرئيسة للزراعة والرعي وهما النشاطان الرئيسان في هذه المناطق.
البشير اعتبر أن ثمة أطرافًا تغذي الصراع في الولاية، موضحًا أن قبيلة الهوسا، هي من القبائل الوافدة من نيجيريا وتثير غضب القبائل الأخرى بسبب نفوذها المتزايد، لذا فإن الصراع القبلي الحالي هو صراع أرض بين القبائل الأصلية والقبيلة الوافدة.
وكانت اشتباكات سابقة قد وقعت بين تلك القبائل في شهر يوليو/ تموز الماضي، أسفرت عن أكثر من 105 قتلى، كذلك بلغ عدد النازحين بمحليات ولاية النيل الأزرق جراء ذلك العنف حينها، أكثر من 17 ألف شخص، بينهم 15 ألف نازح من محلية الرصيرص فقط، بحسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في السودان.
ويتهم معارضون الحكام العسكريين في السودان بالتقاعس عن حماية المدنيين وتأجيج الصراع القبلي.