الإثنين 29 أبريل / أبريل 2024

صراع من أجل البقاء.. شتاء لبنان يتحول "نقمة" على اللاجئين السوريين

صراع من أجل البقاء.. شتاء لبنان يتحول "نقمة" على اللاجئين السوريين

Changed

نافذة ضمن "صباح جديد" حول معاناة اللاجئين السوريين في لبنان ومقابلة مع الصحافية ريتا جمّال (الصورة: غيتي)
يتكرّر مشهد المعاناة سنويًا ويشتدّ في فصل الشتاء مع العواصف الثلجية وافتقادهم لأدنى مقوّمات العيش في ظلّ أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان.

يشهد لبنان والشرق الأوسط ظروفًا مناخية قاسية جعلت مخيمات اللاجئين السوريين تتأثّر في ظلّ أزمة اجتماعية سيئة.

فقد تحول شتاء لبنان الذي يستضيف أكبر عدد لاجئين نسبة إلى عدد سكّانه مقارنة مع دول العالم، من نعمة إلى نقمة عليهم، في ظلّ نقص في الموارد لتلبية الاحتياجات الأساسية.

ويعيش اللاجئون السوريون الهاربون إلى لبنان في مئات المخيمات العشوائية، ويفتقرون إلى الحماية الكافية. ويتكرّر مشهد المعاناة سنويًا ويشتدّ في فصل الشتاء مع العواصف الثلجية وافتقادهم لأدنى مقوّمات العيش في ظروف أزمة اقتصادية غير مسبوقة في لبنان.

احتياجات تفوق المساعدات

مع ازدياد الشتاء قسوة وفتكًا، أصبحت الأسَر في المخيّمات أقلّ قدرة على التعامل مع درجات الحرارة المنخفضة وما سبّبه تغيّر المناخ من زيادة الفيضانات وهطول الأمطار، مع غياب أبسط الاحتياجات الشتوية.

وقد تسبّبت الأزمة في معاناة واسعة يسودها فقر مدقع وانعدام في الأمن الغذائي، في ظلّ نقص حاد في التمويل، في وقت زادت فيه المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من دعمها للأسر الضعيفة في جميع أنحاء البلاد.

لكن الاحتياجات لا تزال تفوق المساعدات، وقد حوّلت الأزمة الوضع الصعب بالفعل إلى صراع يومي من أجل البقاء.

الشتاء "الأصعب" على اللاجئين

وتعتبر الصحافية في صحيفة "العربي الجديد" ريتا جمّال أنّ فصل الشتاء الحالي هو "الأصعب" على الإطلاق، ليس بالنسبة إلى اللاجئين السوريين فحسب، وإنما بالنسبة إلى اللبنانيين أيضًا.

وتعزو جمّال ذلك، في حديث إلى "العربي"، من بيروت، إلى الوضع الاقتصادي والمالي المتفاقم في لبنان، إذ إنّ الأسعار ارتفعت بشكل غير مسبوق، من دون أن ننسى أزمة المازوت والمحروقات.

وتعتبر أنّ هذا الأمر فاقم الأزمة مقارنة بالعام الماضي وجعل اللاجئين يعيشون أصعب ظروف على الإطلاق، ولا سيّما أنّهم لا يمتلكون أدنى مقومات العيش والصمود.

هل من تقصير دولي؟

وتتحدّث جمال عن "خطط استباقية" تقول مفوضية اللاجئين إنّها تتبعها، وهي تبدأ في شهر سبتمبر/ أيلول، حيث تدفع بمساعدات نقدية وعينية ومواد غذائية مع برنامج الأغذية العالمي.

لكنّها تلفت إلى أنّ هذه الخطط لا تكفي، إذ إنّ المفوضية دائمًا ما تطلب دعمًا إضافيًا من المانحين الدوليين لأن الاحتياجات تبقى كثيرة والإمكانيات ضئيلة.

وتشير إلى أنّ هناك أيضًا عدم قدرة على تغطية كل اللاجئين فهناك تغطية فقط لـ85% من اللاجئين المسجلين في المفوضية.

وتكشف أنّ هذه المساعدات تعطى بالليرة اللبنانية وليس بالدولار كما يجري التسويق له من بوابة الهجوم على اللاجئين السوريين في لبنان.

وتخلص إلى وجود تقصير دولي ربما لكثافة أو انتشار اللاجئين السوريين على صعيد عدد من الدول مع العلم أنّ لبنان يستقبل أكبر عدد من اللاجئين يصل إلى حدود مليون و500 ألف لاجئ تقريبًا بينهم 844 ألف مسجلين في المفوضية و15 ألف لاجئ من جنسيات أخرى، وفقًا لجمّال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close