Skip to main content

صلاة الجمعة في بغداد بحضور الآلاف.. الصدر: لا يمكن تشكيل حكومة بوجود السلاح

الجمعة 15 يوليو 2022

شدّد زعيم التيار الصدري السياسي العراقي البارز مقتدى الصدر الجمعة على ضرورة "حلّ جميع الفصائل المسلحة" في البلاد.

جاء ذلك في خطبة الجمعة التي ألقاها بالنيابة عنه خطيب الجمعة الشيخ محمود الجياشي، في الصلاة الموحّدة بمدينة الصدر، وفق ما نقلت وكالة الأنباء العراقية.

ووسط استعدادات وإجراءات أمنية وخدمية لتأمين الصلاة، أقام الآلاف من مؤيدي التيار الصدري صلاة الجمعة الموحدة في بغداد تلبية لدعوة أطلقها زعيم التيار الذي لا يزال مؤثرًا إلى درجة كبيرة في العملية السياسية ومسار تشكيل حكومة جديدة، رغم انسحابه من البرلمان.

وأكد الصدر أنه "يجب إعادة تنظيم الحشد الشعبي وإبعاده عن التدخلات الخارجية"، مبينًا أنه "لا يمكن تشكيل حكومة قوية مع وجود سلاح منفلت وميليشيات".

وتابع: "أغلب السياسيين توجّهاتهم خارجية، والمرجعية العليا أغلقت بابها أمام جميع السياسيين"، مضيفًا: "إذا أرادوا تشكيل الحكومة عليهم الالتزام بإخراج الاحتلال، وأول خطوات التوبة محاسبة فاسديهم بلا تردد".

وفي رسالة شكر تخص الصلاة الموحدة، كتب زعيم التيار الصدري على توتير: "شكرًا لكم على هذا النصر العظيم، الشكر لشفاعة وفيوضات المعصومين، الشكر لشهيد الجمعة ومحييها، والشكر موصول إلى اللجنة المشرفة والشكر لمصلي الجمعة والقوات الأمنية".

وأضاف الصدر: "الشكر للمضيفين في مدينة الصدر (ثورة الصدر) والشكر للقنوات الفضائية التي غطت هذه الملحمة العبادية الوطنية المليونية الإصلاحية وتقبل عمل الجميع ونسأل الله أن يعود الجميع بسلام بأسرع وقت ممكن".

"استمرار الإصلاح وتجاوز القضية السياسية"

وفي وقتٍ سابق الجمعة، أكد مدير مكتب الصدر في بغداد إبراهيم الجابري، أن الصلاة الموحّدة "رسالة من السيد الصدر باستمراره على الإصلاح وتتجاوز القضية السياسية".

وأشار إلى أن الصدر "بعدما أمر باستقالة النواب لا يزال يتصدّر الإصلاح من دون تمييز بين محافظة وأخرى".

وبيّن الجابري أن "العملية التنظيمية للصلاة الموحّدة جرت بانسيابية عالية"، وأشار إلى أن "الصلاة الموحّدة مليونية، وامتدّت من بداية شارع الفلاح إلى نهايته".

وتأتي هذه الصلاة إحياء لذكرى صلوات كان يقيمها كلّ جمعة محمد الصدر (والد مقتدى الذي اغتيل في العام 1999 على يد نظام صدّام حسين) في التسعينيات تحديًا لنظام حزب البعث.

ونُظِّم الحدث الجمعة وسط إجراءات أمنية مشدّدة، إذ وضعت أكثر من نقطة للتفتيش والتحقق من الأوراق الثبوتية من قبل عناصر في التيار الصدري.

وحضر الشيخ كاظم حافظ محمد الطائي من محافظة بابل في وسط العراق للمشاركة في الصلاة. وقال لفرانس برس: "جئنا من محافظة بابل في وسط العراق لنحيي ذكرى هذه الصلاة الموقرة التي أمَّها السيد محمد الصدر عام 1999".

وأضاف: "السيد القائد مقتدى الصدر نطيعه كما نطيع الله ورسوله وأنبيائه".

ويعجز التيار الصدري والإطار التنسيقي الشيعي منذ أن أعلنت نتائج الانتخابات البرلمانية المبكرة قبل 10 أشهر، عن الاتفاق على صيغة تخرج البلاد من المأزق السياسي، وتشكيل حكومة.

أزمة تشكيل الحكومة

وبفوزه بـ73 نائبًا، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي تشكيل حكومة توافقية.

لكن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في يونيو/ حزيران الماضي، في خطوة اعتبرت أنها تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين.

وبانسحاب نواب الكتلة الصدرية، بات للإطار التنسيقي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان العراقي. ويضم الإطار كتلاً شيعية أبرزها دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي وكتلة الفتح الممثلة لفصائل الحشد الشعبي الموالي لإيران، لكن حتى الآن لم يتمكّن الإطار أيضًا من الاتفاق على اسم مرشحهم لرئاسة الحكومة.

وفي حديث سابق لـ"العربي"، رأى الكاتب والمحلل السياسي غانم العابد أنّ عملية تشكيل الحكومة الجديدة تعد من "أعقد عمليات تشكيل الحكومات في العراق"، وذلك في ظل الانقسامات داخل الإطار التنسيقي وباقي المكونات السياسية الأخرى.

وأوضح أن معارضة التيار الصدري المتوقعة للحكومة الجديدة ورفضه لرئيس الوزراء المقترح قد تدفعه إلى اللجوء لاستخدام ورقة الشارع.

ولفت إلى أن الإطار التنسيقي "لم يتَّفق حتى اللحظة" على اسم رئيس الوزراء القادم، مشيرًا إلى وجود رغبة من رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي في العودة إلى رئاسة الوزراء، على الرغم من رفض الإطار التنسيقي ذلك، إضافة إلى التيار الصدري.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة