الإثنين 6 مايو / مايو 2024

طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي.. ما دلالات الخطوة؟

طرد الوفد الإسرائيلي من قمة الاتحاد الإفريقي.. ما دلالات الخطوة؟

Changed

نافذة على "العربي" تسلط الضوء على طرد الوفد الإسرائيلي من القمة الإفريقية (الصورة: غيتي)
تعد حادثة الطرد هذه ليست خارجة عن سياقها، فقد علّقت قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير عام 2022 قرار منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد.

طُرد الوفد الإسرائيلي اليوم السبت من القمة السادسة والثلاثين لرؤساء دول الاتحاد الإفريقي المنعقدة في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، حيث طلب حراس القاعة من الوفد المغادرة بشكل فوري.

وزعم أعضاء الوفد الإسرائيلي أن لديهم دعوات لحضور جلسة الافتتاح لكنهم لم يتمكنوا من إثبات ذلك، وعلى إثرها قام حراس الأمن بطردهم.

تنديد إسرائيلي

وعقب ذلك، ندّدت إسرائيل بطرد وفدها واتهمت الجزائر وجنوب إفريقيا بالوقوف وراء ذلك. واعتبر ناطق باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية الحادث بأنه "خطير"، وحث الدول الإفريقية على معارضة تلك الأعمال التي تضر، وفق كلامه، بالاتحاد الإفريقي والقارة بأكملها.

بدوره، كذّب مسؤول في الاتحاد الإفريقي في حديثه لوكالة الصحافة الفرنسية المزاعم الإسرائيلية، وقال: إن نائبة الشؤون الإفريقية في وزارة الخارجية الإسرائيلية شارون بار-لي التي "طُلب منها المغادرة" لم تتلق دعوة لحضور الاجتماع.

وتعد حادثة الطرد هذه ليست خارجة عن سياقها، فقد علّقت قمة الاتحاد الإفريقي في فبراير/ شباط عام 2022 قرار منح إسرائيل صفة مراقب في الاتحاد، وذلك ما ستبحثه القمة في دورتها الحالية بعدما منحت إسرائيل هذه الصفة في يوليو/ حزيران 2021، في المنظمة التي تضم جميع دول القارة البالغ عددها 55 دولة، في خطوة أثارت انتقادات دول إفريقية، على رأسها الجزائر وجنوب إفريقيا.

إسرائيل نددت بطرد وفدها واتهمت الجزائر وجنوب إفريقيا بالوقوف وراء ذلك - غيتي
إسرائيل نددت بطرد وفدها واتهمت الجزائر وجنوب إفريقيا بالوقوف وراء ذلك - غيتي

ساحة مهمة

وفي هذا الإطار، يؤكد الباحث في جامعة حيفا محمود يزبك أن هناك حساسية بالنسبة إلى إسرائيل حول هذا الأمر، إذ تسعى إلى جعل نفسها دولة شرعية في العالم على الرغم من كونها "الدولة الاحتلالية الأخيرة في العالم"، لذلك هي تبحث عن شرعية دولية.

ويوضح يزبك في حديث إلى "العربي" من الناصرة، أن ما اصطدمت به إسرائيل هو عدم الاعتراف بها من قبل المنظمات الدولية، على الرغم من أنها دولة احتلال في وقت تعتبر الساحة الإفريقية ساحة مهمة لإسرائيل نظرًا إلى وجود تأثير للأصوات الإفريقية في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتظهر بأن احتلال إسرائيل لفلسطين مقبول.

ويقول: إن "هناك أسباب اقتصادية وأمنية كذلك حيث تريد أن تصل إلى الخليج والبحر الأحمر حيث معابر السفن التجارية التي تربط المحيطات".

ويشير إلى أن الضغط الإسرائيلي على بعض الدول الإفريقية مثل السودان يرجع إلى الموقف الأميركي لحاجة هذه الدول لدعم واشنطن، معتبرًا أنّ "ما تقوم به هذه الدول ليس حبًا بإسرائيل بل حاجتها إلى المساعدة الأميركية".

ويرى أن "الوجود الإسرائيلي في إفريقيا يخدم زعزعة الأنظمة والأمن في هذه القارة وكل هذا ينصب بالمصلحة الإسرائيلية".

انهزام دبلوماسي

بدوره، يرى توفيق بوقاعدة أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر، أن "ما تريد إسرائيل تسويقه من توجيه التهم إلى الجزائر وجنوب إفريقيا هو رد فعل طبيعي للانهزام الدبلوماسي الذي حدث في العاصمة الأثيوبية".

ويضيف في حديث لـ"العربي" من الجزائر، أن "إسرائيل لم تكن تتوقع أن الدبلوماسية الجزائرية والجنوب إفريقية بإمكانها أن تطردها بعدما حققت العديد من المكاسب في القارة الإفريقية من المشاريع الاقتصادية والعسكرية هناك".

ويوضح أن إسرائيل تشعر اليوم أنها لم تحقق الاختراق الذي تسعى إليه وهو الهيمنة على المنظمة الإفريقية، والذي يمكنها من تسهيل الحصول على الممرات التي تسعى للحصول عليها سواء في المجال السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو الثقافي.

ويعتبر أن هذا الأمر "يتطلب متابعة من الكتلة العربية المساندة للشعب الفلسطيني لمنع محاولة اختراق جديد في إفريقيا نظرًا إلى الأهمية الإستراتيجية للقارة".

"كسب" إفريقيا

أما محرر الشؤون الإقليمية في موقع نايلوتيك بوست، عبد الشكور عبد الصمد، فيعتبر أن "إسرائيل مثلها مثل روسيا والاتحاد الأوروبي تريد أن تكسب الدول الإفريقية كونها كتلة تصويتية في المحافل الدولية، بحيث تضمن تعاطفًا".

ويضيف عبد الصمد في حديثه إلى "العربي" من أديس أبابا: "الدول الإفريقية لديها مبدأ ثابت بما يتعلق بالعدالة وحقوق الإنسان وموقف الأفارقة من القضية الفلسطينية مشرفة، ولذلك فإن 50% من الدول العربية موجودة في إفريقيا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close