اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الجمعة، أن فرنسا تتصرف "بعصبية" مع تراجع "نفوذها الاستعماري الجديد" في إفريقيا.
وجاءت تصريحات لافروف في اجتماع بالعاصمة موسكو للجنة المجلس العام لحزب "روسيا الموحدة"، حول التعاون الدولي ودعم المواطنين في الخارج.
ورحّب وزير الخارجية الروسي بصوت إفريقيا المتنامي على الساحة الدولية، قائلاً: إن "ذلك يثير استياء باريس". وأشار إلى أن "الصوت المتضامن (لإفريقيا) في الشؤون العالمية يبدو أكثر انسجامًا، ونرحب بعملية التحرر الشاملة لبلدان القارة".
وتابع لافروف: "يظهر ذلك جليًا عند متابعة مثال الضغط المستمر لمجال النفوذ الاستعماري الجديد لفرنسا وسط وغرب إفريقيا، ما يتسبب في رد فعل عصبي إلى حد ما من قبل باريس، ما يدل على رغبة الأخيرة بعدم التخلي عن أي شيء كانت تعتبره ملكها يومًا ما"، بحسب "الأناضول".
وأضاف أن "روسيا، من جانبها، تسترشد بمبدأ المساواة في السيادة بين الدول، والذي بموجبه يحق لكل دولة اختيار شركائها"، عند بناء العلاقات مع الدول الإفريقية.
وتعهّد الوزير الروسي بمواصلة "دعم الزملاء الأفارقة في مطالبهم العادلة"، مشيرًا إلى أن القمة الروسية الإفريقية الثانية من المقرر عقدها في يوليو/ تموز المقبل، وموسكو تجري الاستعدادات اللازمة.
"خارج نفوذ الفرنسيين"
وقبل نحو أسبوع، زار لافروف جنوب إفريقيا التي اتخذت موقفًا محايدًا بشأن الحرب في أوكرانيا ورفضت الهجوم الروسي. وقد التقى نظيرته الجنوب إفريقية ناليدي باندور في مسعى منه لتثبيت أقدام بلاده في القارة السمراء.
وكانت جنوب إفريقيا أعلنت سابقًا، أنها ستجري مناورات بحرية عسكرية مشتركة مع روسيا والصين خلال الشهر الجاري، قبالة سواحلها "في سبيل تعزيز العلاقات المزدهرة أصلاً" بين هذه الدول، وفق "فرانس برس".
والخميس، اتهمت فرنسا روسيا بما أسمته "التورط السياسي الاستعماري الجديد" في إفريقيا، واعتبرت أن باريس "ليست في حالة حرب" مع موسكو.
ويأتي ذلك في رد باريس على اتهام متحدثة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الأربعاء، فرنسا بمواصلة التعامل مع الدول الإفريقية "من وجهة نظر ماضيها الاستعماري". وأكدت المسؤولة الروسية أن بلادها تبني علاقات مع إفريقيا "خارج نفوذ الفرنسيين".