Skip to main content

عبودية واستعمار.. الأمم المتحدة تدعو إلى "عدالة تعويضية" عن العنصرية

الإثنين 12 يوليو 2021
مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه

دعت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان ميشيل باشليه الإثنين إلى "عدالة تعويضية" في إطار النقاش الشائك بشأن آثار العبودية والاستعمار.

وقدمت باشليه إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة تقريرًا تاريخيًا أطلق بعد مقتل جورج فلويد في الولايات المتحدة وصدر الشهر الماضي، حول عنف الشرطة حيال الأشخاص المتحدرين من أصول إفريقية.

وبعد عام من التحضير، يأمل معدّو التقرير في البناء على الزخم حول التدقيق المكثّف في جميع أنحاء العالم لآفة العنصرية وتأثيرها على المنحدرين من أصل إفريقي.

وقالت باشليه أمام مجلس حقوق الإنسان: "خلف العنصرية المنهجية والعنف العرقي اليوم يختبئ غياب الاعتراف الرسمي بمسؤوليات الدول والأطراف الأخرى التي شاركت أو استفادت من العبودية، من موروثات الاسترقاق والاتجار عبر الأطلسي في الإفريقيين المستعبدين والاستعمار"، داعية إلى السعي إلى "تحقيق العدالة التعويضية".

وأضافت: "وصفت لي أسر عديدة المعاناة التي واجهتها في سعيها وراء الحقيقة والعدالة والإنصاف"، مشيرة إلى أن "مجموعات وعائلات وأفرادًا حرموا من حياتهم ومن مواردهم ومن حقوقهم، وهذا الوضع مستمر".

وخلال نشر هذه الوثيقة التي جاءت بعد أيام من الحكم على شرطي في الولايات المتحدة قتل الأميركي الأسود جورج فلويد، دعت المفوضة السامية الدول إلى اتخاذ "إجراءات فورية" ضد العنصرية المنهجية التي يتعرض لها السود.

وقالت اليوم الإثنين: "يجب النظر إلى قمع الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي وقعت في بعض البلدان في سياق أوسع يواجه فيه الأفراد الذين يقفون ضدّ العنصرية أعمالًا انتقامية، بما في ذلك المضايقات والتخويف، والعنف في بعض الأحيان"، كما ورد على موقع المفوضية السامية.

وأضافت: "على الدول أن تعبّر عن إرادة سياسية أقوى لتسريع العمل من أجل العدالة العرقية والتعويض والمساواة من خلال التزامات معينة محددة زمنيًا تحقّق النتائج المرجوّة. ويشمل ذلك إعادة تصور عمل الشرطة وإصلاح نظام العدالة الجنائية، اللذين ولّدا بشكل مستمر نتائج تمييزية للمنحدرين من أصل إفريقي".

ودعت باشليه "جميع الدول إلى التوقّف عن إنكار العنصرية والمبادرة إلى تفكيكها، وإنهاء الإفلات من العقاب وبناء الثقة، والاستماع إلى صوت المنحدرين من أصل إفريقي، ومجابهة موروثات الماضي وجبر الضرر".

وأوصت المفوضة السامية أيضًا مجلس حقوق الإنسان بأن "ينشئ آلية معينة محددة زمنيًا، أو يعزز آلية قائمة بتزويدها بقدرات إضافية، من أجل النهوض بالعدالة العرقية والمساواة في سياق إنفاذ القانون في جميع أنحاء العالم".

وتأتي دعوتها فيما تثير مسألة "النظرية الحساسة حول العرق" جدلًا. وهذا التعبير يحدد تيارًا فكريًا ظهر في كليات الحقوق الأميركية نهاية السبعينيات لتحليل العنصرية بوصفها نظامًا مع قوانينه ومنطقه في السلطة بدلًا من تحليله على مستوى الأحكام المسبقة للأفراد.

لكن منتقدي هذه النظرية اعتبروها عبارة عامة لمهاجمة جهود المعلمين لمواجهة هذا الفصل المظلم في تاريخ الولايات المتحدة بما يشمل الفصل والعبودية، وكذلك لمعالجة النمطية العنصرية.

من جهته، رحب القائم بالأعمال الأميركي فى جنيف بنيامين مويلينغ بـ"التقرير الثاقب والصريح" في بيان إلى المجلس.

وقال إن "الولايات المتحدة تتصدى لهذه التحديات، في الداخل والخارج، بأمانة وشفافية من خلال معالجة القضايا الأساسية المتمثلة في التمييز العنصري واستخدام القوة المفرطة في حفظ الأمن".

المصادر:
أ ف ب/ترجمات
شارك القصة