الخميس 9 مايو / مايو 2024

عشرات الإصابات والمعتقلين.. عودة الهدوء إلى المسجد الأقصى بعد المواجهات

عشرات الإصابات والمعتقلين.. عودة الهدوء إلى المسجد الأقصى بعد المواجهات

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول موقف الفصائل الفلسطينية من انتهاكات الاحتلال (الصورة: غيتي)
أُصيب 152 فلسطينيًا على الأقل خلال مواجهات اندلعت بين المصلين في المسجد الأقصى وبين قوات الاحتلال الإسرائيلي، التي اقتحمت المسجد اليوم الجمعة.

انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من المسجد الأقصى باتجاه باب المغاربة، بعد مواجهات عنيفة نتيجة اقتحامها لساحات المسجد فجر اليوم بالإضافة إلى استباحة المسجد القبلي، والاعتداء على المصلين واعتقال عشرات منهم، مخلفة عشرات الإصابات بينها إصابتان خطيرتان.

وأفاد مراسل "العربي"، بأن أبواب المسجد الأقصى فتحت من جديد، لافتًا إلى عودة الهدوء وانتهاء المواجهات.

ولفت إلى أن المصلين دخلوا إلى المسجد الأقصى وهم يكبرون تكبيرات العيد.

وكانت قوات كبيرة من قوات الاحتلال اقتحمت باحات المسجد الأقصى عقب صلاة الفجر، وأطلقت وابلًا من قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع والأعيرة النارية المغلفة بالمطاط باتجاه المصلين.

ولاحقت قوات الاحتلال المصلين، واعتدت عليهم بالضرب وأخلت معظمهم من باحات الأقصى، وأغلقت كافة البوابات المؤدية إليه، باستثناء باب حطه.

وأقامت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس مستشفى ميدانيًا داخل الأقصى، وأوضحت أن طواقمها تعاملت مع أكثر من 152 إصابة، بينها مسعفون وصحفيون، مشيرة إلى أن معظم الإصابات تركزت في المناطق العلوية من الجسم، فيما تم نقل عشرات الإصابات إلى مستشفيات القدس.

بدورها تحدثت شرطة الاحتلال عن إصابة 3 من عناصرها بالحجارة خلال المواجهات.

وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اعتلت الأسطح قرب باب السلسلة، وانتشرت بشكلٍ مكثّف في محيط المسجد الأقصى، قبل اقتحام باحاته من عدّة أبواب، كما اعتلت سطح المصلى القبلي، وشرعت بقمع المصلين بإطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الصوت والغاز باتجاههم.

وأدى آلاف المصلين صلاة الفجر في المسجد، كما اعتكف العشرات من المصلين فيه خلال ساعات الليل، تزامنًا مع استمرار جماعات "الهيكل" المزعوم بحشد مناصريها لاقتحامه بشكلٍ مكثّف في عيد "الفصح" العبري وتدنيسه وانتهاك حرمته بأداء طقوس تلمودية فيه، وإعلانها عن مكافآت مالية لمن يستطيع ذبح "القربان" داخله.

"إعلان حرب"

وفي أول رد فعل رسمي، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن "ما يحدث من اقتحام للمسجد الأقصى ودخول قوات الاحتلال إلى المسجد القبلي تطور خطير وتدنيس للمقدسات، وهو بمثابة إعلان حرب على شعبنا الفلسطيني".

وأضاف أبو ردينة، اليوم الجمعة، أن "المطلوب هو التدخل الفوري من كافة الجهات الدولية لوقف هذا العدوان الإسرائيلي الهمجي على المسجد الأقصى، حتى لا تخرج الأمور عن السيطرة".

وأكد أن "شعبنا الفلسطيني لن يسمح لقوات الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين بالاستفراد بالمسجد الأقصى وسيدافع عنه مهما كلف الأمر".

"التصعيد مستمر"

من جهته، قال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس محمود مرداوي: إن الاحتلال كيان غادر ولا يلتزم بتعهداته، واصفًا ما حدث بالأمر الخطير، مضيفًا أنه الاحتلال لا يُثق به مطلقًا وكل وعوده تأتي بنتائج عكسية، مما يضعف مواقف الوسطاء الذين يتصلون بالأطراف الفلسطينية.

وخلال حديث لـ"العربي" من العاصمة بيروت، أكد مرداوي أن التصعيد مستمر، وأنه سيكون رد الشعب الفلسطيني على هذه الانتهاكات مباشرة، ولن يرفع الراية البيضاء وسيدافع عن وجوده على كافة الأراضي الفلسطينية.

وحول رد الفصائل الفلسطينية على الانتهاكات الإسرائيلية، أوضح القيادي في حماس أنه تم الاتفاق في الفترة الأخيرة على أن يكون قرار الحرب والسلم موحدًا، مشيرًا إلى أن الفصائل ستجتمع لبحث الانتهاكات، ولن تسمح لما يجري في أن يمر مرور الكرام.

وأكد مرداوي أن حركة حماس ستدفع بالرد على الاحتلال بالتصعيد في كل أماكن وجود الفلسطينيين.

وحذّر من أن "الفصائل سترد أيضًا في حال ارتكب الاحتلال مزيدًا من الحماقات"، مبينًا أن الفصائل اتبعت نهجًا، ينتهي بتصعيد كبير إن لم يرتدع الاحتلال.

وتابع أن حجم رد المقاومة الفلسطينية سيكون بناء على حجم انتهاكات الاحتلال ومستواها، مشددًا على أنها لن تترد في استخدام ما لديها للدفاع عن الشعب الفلسطيني، وأن كل السيناريوهات مفتوحة.

"جريمة عدوانية"

بدورها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، أن الاعتداء على المصلين في المسجد الأقصى جريمة عدوانية يتحمل الاحتلال كامل المسؤلية عنها وعن تداعيات هذا العدوان.

وأوضحت الحركة في تصريح صحفي اليوم الجمعة، أن ️الاعتداء على المصلين كان محاولة فاشلة من قبل الاحتلال لإفراغ المسجد الأقصى بهدف تدنيسه من قبل المستوطنين الإرهابيين .

وأضافت: "سيدرك العدو أن هذه النار التي يشعلها بحقده الأعمى سترتد عليه وستحرقه، ما لم يكف الاحتلال يده عن الأقصى ويوقف عدوانه على شعبنا فإن المواجهة ستكون أقرب وأصعب مما يظن".

"تصعيد خطير"

من ناحيتها، أدانت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بأشدّ العبارات اقتحام الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية المسجد الأقصى.

وأكد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير هيثم أبو الفول، أن "اقتحام المسجد الأقصى المبارك/ الحرم القُدسيّ الشريف والاعتداء عليه وعلى المصلين يُعّد انتهاكًا صارخًا، وكما أنه تصرف مدان ومرفوض"، مطالبًا السلطات الإسرائيلية بإخراج الشرطة والقوات الخاصة من الحرم فورًا.

وحذّر الناطق الرسمي باسم الوزارة من مغبة هذا التصعيد الخطير، وحمّل السلطات الإسرائيلية مسؤولية سلامة المسجد الأقصى والمصلين، وطالبها بضرورة التقيد بالتزاماتها كقوة قائمة بالاحتلال وفق القانون الدولي الإنساني.

استشهاد فتى إثر مواجهات مع الجيش الإسرائيلي

إلى ذلك، استشهد فجر اليوم فلسطيني متأثرًا بجراح أُصيب بها خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي، الخميس، شمالي الضفة الغربية.

وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان أن الفتى شوكت كمال عابد (17 عامًا)، من بلدة كفر دان بمحافظة جنين، "استشهد متأثرًا بجروح حرجة أصيب بها أمس الخميس، ونُقل على إثرها إلى المستشفى".

وأمس الخميس، استشهد 3 فلسطينيين برصاص الجيش الإسرائيلي، وهم: فواز حمايل، من بلدة بيتا جنوب نابلس متأثرًا بإصابته برصاص قوات الاحتلال الحي الأربعاء، وشأس كممجي، الذي استشهد خلال مواجهات اندلعت مع قوات الاحتلال عقب اقتحامها بلدة كفر دان، بالإضافة إلى مصطفى فيصل أبو الرب، من قرية مسلية، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار عليه أثناء وجوده على الشارع الرئيسي قرب حرش السعادة على مدخل جنين الغربي.

والأربعاء، قتل الجيش الإسرائيلي، 3 فلسطينيين، وأصاب العشرات بجراح، فيما اعتقل آخرين في عمليات طالت غالبية محافظات الضفة الغربية.

وتأتي الاشتباكات بينما أرسل الاحتلال تعزيزات إلى الضفة الغربية وعززت الجدار الفاصل معها بعد أربع هجمات أدت إلى سقوط 14 قتيلًا في إسرائيل في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.

في المقابل استشهد 21 فلسطينيًا من بينهم عدد من منفذي هجمات.

وتأتي هذه التطورات خلال شهر رمضان وقبل احتفالات ما عيدي "الفصح اليهودي" والفصح المسيحي.

والعام الماضي، شهدت القدس الشرقية توترات عنيفة امتدت إلى باحات المسجد بعد تظاهرات احتجاجًا على تهديد عائلات فلسطينية بالإخلاء في حي الشيخ جراح من قبل المستوطنين الإسرائيليين. وتطورت الاحتجاجات وأدت إلى تصعيد دام مع قطاع غزة استمر 11 يومًا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close