Skip to main content

عقب الاحتجاجات غير المسبوقة.. الصين تخفّف القيود الصحية لمكافحة كوفيد

الجمعة 2 ديسمبر 2022

خفّفت عدّة مدن صينية القواعد الصارمة لمكافحة كوفيد اليوم الجمعة، عبر التخلّي عن الفحوصات اليومية الجماعية التي صارت أساسية في ظلّ سياسة "صفر كوفيد"، بعد اضطرابات اجتماعية واسعة النطاق.

واعتبارًا من اليوم الجمعة، لن تطلب مدينة تشنغدو جنوب غربي البلاد نتيجة اختبار سلبية حديثة لدخول الأماكن العامة أو ركوب مترو الأنفاق، ولكن فقط تصريحًا صحيًا يؤكد أنّ الأشخاص لم يزوروا منطقة "عالية الخطورة".

ودعت السلطات الصحية في العاصمة بكين أمس الخميس، المستشفيات إلى التوقف عن رفض توفير الرعاية في غياب اختبار يرجع تاريخه إلى أقل من 48 ساعة.

وكانت سياسات الصين في مكافحة كوفيد-19 قد ألحقت الضرر باقتصادها وأثرت على كل شيء، مثل الاستهلاك المحلي وإنتاج المصانع وحتى سلاسل التوريد العالمية، وتسبّبت في ضغوط نفسية شديدة لمئات الملايين من الناس.

وأشعل الغضب من القيود، التي تُعد الأكثر صرامة في العالم، عشرات الاحتجاجات في أكثر من 20 مدينة في الأيام القليلة الماضية في إبداء غير مسبوق للعصيان المدني في البر الرئيسي للصين، منذ تولى الرئيس شي جين بينغ السلطة في عام 2012.

وفيات بسبب تأخر العلاج

وشهدت الصين سلسلة وفيات في ظلّ تأخّر العلاج أو الإنقاذ، بسبب الإجراءات الصارمة لمكافحة كوفيد، ولا سيما وفاة طفل يبلغ من العمر أربعة أشهر في الحجر الصحي مع والده.

كما فقدت امرأة حامل من مدينة شيان طفلها في يناير/ كانون الثاني، بعدما رفض المستشفى استقبالها لعدم وجود اختبار كوفيد.

وشكّلت هذه الوفيات صرخة لحشد المتظاهرين، مع نشر منشور يسرد أسماء جميع الذين ماتوا بسبب الإهمال المرتبط بالقيود الصحية.

في هذه الأثناء، سمح عدد من المدن الأخرى التي تضرّرت من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بإعادة فتح المطاعم ومراكز التسوّق وحتى المدارس، في خروج واضح عن قواعد الإغلاق الصارمة التي سادت إلى الآن.

وفي مدينة أوروميتشي عاصمة منطقة شينجيانغ (شمال غرب)، أعلنت السلطات الجمعة إعادة فتح محلّات السوبرماركت والفنادق والمطاعم ومنتجعات التزلّج تدريجيًا.

وكانت المدينة قد شهدت حريقًا مميتًا في 25 نوفمبر/ تشرين الثاني، ما أثار غضبًا عارمًا، إذ اعتبر كثيرون أن الإغلاق العام بسبب مكافحة كوفيد أعاق مهمة فرق الإنقاذ.

وقُتل في الحريق، بحسب ما أوردت صحيفة "واشنطن بوست"، ما لا يقل عن 10 أشخاص بينهم 3 أطفال.

حجر صحي في المنزل 

وفي تحليل نشرته صحيفة "الشعب" اليومية التابعة للحزب الشيوعي الحاكم، أعرب عدد من الخبراء عن دعمهم للإجراءات المتخذة من بعض السلطات المحلية للسماح للحالات الإيجابية بإتمام الحجر الصحي في المنزل.

ويعد هذا الأمر تغييرًا جذريًا عن القواعد التي كانت سائدة حتى وقت قريب، والتي تتطلّب إدخال المصابين إلى المرافق الحكومية في معظم أنحاء البلاد.

وأعلنت مدينة دونغوان الصناعية أمس الخميس، أنه ينبغي السماح للأشخاص الذين يستوفون "شروطًا محددة" بإتمام الحجر الصحّي في منازلهم، من دون تحديد ماهية هذه الشروط.

كذلك، طبّقت مدينة شينزن التكنولوجية الكبرى الواقعة أيضًا في الجنوب، سياسة مماثلة الأربعاء.

وعلى المستوى الوطني، أشار مسؤولون حكوميون إلى أنه يمكن النظر في تخفيف أوسع للسياسة.

من جهتها، أقرّت نائبة رئيس الوزراء سون شونلان، في حديث أمام لجنة الصحة الوطنية الأربعاء، بالخطر المنخفض للمتحورة أوميكرون وتحسين معدّل التطعيم. 

ونقلت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) عنها قولها: إنّ هذا هو السبب في أنّ نهج الصين تجاه الفيروس "يواجه ظروفًا جديدة".

ولم تذكر سون سياسة "صفر كوفيد"، ما أحيا الآمال في أنّ هذه الإستراتيجية التي أربكت حياة الشعب الصيني واقتصاد البلاد طيلة ثلاث سنوات، من شأنها أن تُخفَّف قريبًا.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة