الثلاثاء 30 أبريل / أبريل 2024

عقب تعليق الجزائر معاهدة الصداقة.. إسبانيا تتعهّد بـ"الدفاع عن مصالحها"

عقب تعليق الجزائر معاهدة الصداقة.. إسبانيا تتعهّد بـ"الدفاع عن مصالحها"

Changed

تقرير سابق على "العربي" عن توتر العلاقات بين الرباط ومدريد بعد استقبال هذه الأخيرة زعيم جبهة البوليساريو (الصورة: غيتي)
قال وزير الخارجية الإسباني إن بلاده تنظر في نطاق هذا التدبير وتداعياته العملية على المستويين الوطني والأوروبي.

بدأت بالظهور نتائج إعلان الجزائر أمس الأربعاء، تعليق "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" التي أبرمت عام 2002 مع إسبانيا، ردًا على تغيير هذه الأخيرة موقفها في ملف الصحراء لصالح دعم موقف المغرب.

وتعهّدت إسبانيا، اليوم الخميس بـ"الدفاع عن مصالحها" بعدما لوّحت مصارف جزائرية بإمكان قطع العلاقات بعد تغيير مدريد موقفها إزاء إقليم الصحراء، لكن المملكة أبدت ثقتها بأن الجزائر ستتقيّد بعقد موقّع بين البلدين لإمدادها بالغاز.

وأوضح وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريز، أن بلاده تنظر في نطاق هذا التدبير وتداعياته العملية على المستويين الوطني والأوروبي.

وقال في تصريح للصحافيين، إن هدف مدريد يكمن في الرد "بطريقة هادئة وبناءة وإنما حازمة في الدفاع عن مصالح إسبانيا وشركاتها".

حظر التعامل مع إسبانيا

وكانت "الجمعية المهنية للبنوك والمؤسسات المالية" في الجزائر قد حضّت في وقت سابق أعضاءها على حظر التعامل مع إسبانيا، بعد ساعات قليلة على تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا سارية منذ 20 عامًا.

وتنص المعاهدة الإسبانية الجزائرية على تعزيز الحوار السياسي بين البلدين على جميع المستويات وتطوير التعاون في المجالات الاقتصادية والمالية والتعليمية والدفاعية.

وجاء في بيان الجمعية أنها بعد تعليق "معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون" مع إسبانيا، تأمر بـ"بمنع عمليات التصدير والاستيراد من وإلى إسبانيا"، وأيضا "منع أي عملية توطين بنكي لإجراء عملية استيراد من إسبانيا"، وفق وسائل إعلام جزائرية.

وفي 18 مارس/ آذار عدّلت إسبانيا بشكل جذري موقفها من قضية الصحراء الحساسة لتدعم علنًا مشروع الحكم الذاتي المغربي، مثيرة بذلك غضب الجزائر.

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو حول إقليم الصحراء، وهو مستعمرة إسبانية سابقة تصنفه الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، بينما تدعو جبهة البوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير.

ويُنظر إلى التحوّل في الموقف الإسباني على أنه انتصار للمغرب، وأثار استياء الجزائر التي تدعم حركة "بوليساريو" في الصحراء والتي تمد إسبانيا بكميات كبيرة من الغاز الطبيعي.

واعتبرت الجزائر أن السلطات الإسبانية تبنت موقفها في "انتهاك لالتزاماتها القانونية والأخلاقية والسياسية".

ورغم تراجع اعتماد إسبانيا على الغاز الجزائري في الأشهر الأخيرة، استوردت إسبانيا في الربع الأول من هذا العام ربع احتياجاتها من الغاز من الجزائر، مقارنة بأكثر من 40% عام 2021، بحسب مشغل شبكة الغاز الإسبانية.

ويتم تسليم هذا الغاز إلى إسبانيا عبر خط أنابيب الغاز تحت البحر ميدغاز الذي يربط بين البلدين مباشرة.

وسبق أن ذكرت وزيرة الطاقة الإسبانية تيريزا ريبيراـ "أن العلاقة التجارية القائمة بين سوناطراك الجزائرية والشركات الإسبانية التي تشتري الغاز، تشتمل على التزامات تعاقدية"، مشيرة إلى أنه في حال حدوث أي مشكلة "سيتعين حلّها ليس عبر الروابط الدبلوماسية بل، عبر المحاكم".

لكن وزيرة المالية الإسبانية ماريا هيسوس مونتيرو، قالت الخميس إن إمداد الجزائر إسبانيا بالغاز "يخضع لعقود متوسطة الأجل. لطالما امتثلت الجزائر لهذه العقود، ولا شك بأنها ستواصل القيام بذلك".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close