الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

إسبانيا والمغرب "يطويان" الخلاف حول الصحراء.. بوليساريو: هذا استسلام

إسبانيا والمغرب "يطويان" الخلاف حول الصحراء.. بوليساريو: هذا استسلام

Changed

تقرير من أرشيف "العربي" (يونيو 2021) يلقي الضوء على التوتر في العلاقات بين الرباط ومدريد بعد استقبال الأخيرة زعيم جبهة بوليساريو (الصورة: غيتي)
اعتبرت إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية في قضية الصحراء هي الأمثل لحل النزاع مع البوليساريو في موقف لافت يعيد العلاقات مع الرباط إلى مجاريها.

شهدت العلاقات المغربية الإسبانية تحولًا كبيرًا بعد تغيير طال موقف مدريد من قضية الصحراء، وذلك من خلال إعلان الحكومة الإسبانية دعمها موقف الرباط علنًا وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافًا دبلوماسيًا كبيرًا بين البلدين.

وكان المغرب وإسبانيا دخلا في أزمة دبلوماسية كبيرة بعدما استدعت الرباط في أبريل/نيسان من العام الماضي، السفير الإسباني المعتمد لديها للتعبير عن "سخطها" بسبب استضافة بلاده زعيم جبهة بوليساريو لتلقّي العلاج على أراضيها.

وتفاقمت الأمور بين البلدين بعد ذلك، على وقع ما بدا أنّه تخفيف من جانب المغرب لرقابته  على الحدود مع جيب سبتة الإسباني، ما أدى إلى عبور آلاف المهاجرين.

بيان مدريد

في تفاصيل الموقف الإسباني المستجدّ، قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة: "تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع" بين الرباط وجبهة بوليساريو.

وأكد ألباريس بذلك حرفيًا رسالة من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز سبق أن كشف فحواها الديوان الملكي المغربي.

وجاء في بيان للحكومة الإسبانية: "ندخل اليوم مرحلة جديدة في علاقتنا مع المغرب تقوم على الاحترام المتبادل، واحترام الاتفاقات، وغياب الإجراءات الأحادية، والشفافية والتواصل الدائم".

وجاء هذا الموقف الإسباني، عقب صدور بيان عن الديوان الملكي المغربي أشار فيه إلى رسالة وصلت من رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز اعتبر فيها الأخير أن مبادرة "الحكم الذاتي" المغربية المقترحة للإقليم المتنازع عليه "بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية من أجل تسوية الخلاف".

كما أعلنت مدريد أن من المقرر أن يجري سانشيز زيارة إلى المغرب، من دون أن تحدد موعدها، وأن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس سيزور الرباط "قبل نهاية الشهر الجاري" في إطار تطبيع العلاقات بين البلدين.

"حكم ذاتي"

ويدور نزاع منذ عقود بين المغرب وجبهة بوليساريو حول الصحراء الغربية، وهي مستعمرة إسبانية سابقة تصنفها الأمم المتحدة بين "الأقاليم غير المتمتعة بالحكم الذاتي".

وتقترح الرباط التي تسيطر على ما يقرب من 80% من هذه المنطقة، منحها حكمًا ذاتيًا تحت سيادتها، بينما تدعو بوليساريو إلى استفتاء لتقرير المصير.

ورحبت الخارجية المغربية في بيان بـ"المواقف الإيجابية والالتزامات البناءة لإسبانيا بشأن الصحراء المغربية"، فيما اتهم ممثلو بوليساريو في إسبانيا، مدريد "بالاستسلام في مواجهة الابتزاز وسياسة الخوف التي يستخدمها المغرب".

وبعد استقبال غالي للعلاج من كوفيد 19، واستدعاء المغرب سفيرته التي لم تعد منذ العام الماضي، كانت حدة التوترات خفّت لكنها لم تنته.

وكان المغرب قد حصل على اعتراف أميركي بإقليم الصحراء، إبان حكم الرئيس السابق دونالد ترمب مقابل استئناف الرباط تطبيع العلاقات مع تل أبيب. 

لكن مشهد الأمس في ترميم العلاقات بين الدولتين، شهد موقفًا بارزًا من داخل الحكومة الإسبانية، حيث قالت وزيرة العمل يولاندا دياز ممثلة حزب بوديموس على تويتر: إن "أي حل للنزاع في الصحراء يجب أن يتم من خلال احترام الشعب الصحراوي وإرادته الديمقراطية".

المصادر:
أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close