أكدت عملية المغازي التي أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى في صفوف الجيش الإسرائيلي بين ضباط وجنود، على صعوبة المعارك ومفاجآت الميدان، وكلفته الإسرائيلية بشريًا وماديًا.
وفي هذا السياق، قال القيادي في حركة حماس، أسامة حمدان، في تصريحات خاصة لـ"العربي"، إنّ عملية المقاومة الأخيرة سترفع المعنويات في المواجهة مع الاحتلال، وستعمّق مأزق القادة الإسرائيليين.
من جهته قال نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، محمد الهندي، لـ"العربي"، إنّ ما يميّز عملية المقاومة أنها وقعت في منطقة كان قد أعلن الاحتلال تطهيرها سابقًا، متوقّعًا أن يعمد الاحتلال إلى الانتقام من المدنيين في القطاع.
حمدان: المقاومة لا تزال في الميدان
ففي حديث مع "العربي" من بيروت، أكد القيادي في حماس أسامة حمدان أن هذه العملية تؤكد تصريحاتهم السابقة بأن المقاومة الفلسطينية ما زالت تسيطر الميدان وتقاتل بكفاءة، وتنال من قوات الاحتلال المتوغلة داخل قطاع غزة.
وتحدّث حمدان عن وجه آخر لعملية المغازي، وهو انكشاف طبيعة الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في غزة، من خلال فضح تفخيخ منازل الفلسطينيين.
وقال: "هذه المباني تعود لمدنيين ويجري تفخيخها، أملًا من الاحتلال بأن يقوم بتفجيرها وتدميرها.. كما رأينا في صورٍ عديدة".
وشدّد القيادي في حركة "حماس" على أن ما يقوم به جيش الاحتلال يكشف أن المعركة في قطاع غزة هي استهداف مباشر للشعب الفلسطيني بهدف إبادته أو ترحيله عن أرضه.
وأضاف حمدان: "نحن نعتقد أن ما جرى اليوم سيكون عامل تشجيع ودعم لفكرة إدانة إسرائيل بقضية الإبادة الجماعية، وأيضًا رافعًا لمعنويات المواجهة مع الاحتلال، وسيكون له تداعيات قاسية على الجيش الإسرائيلي".
حمدان: إسرائيل تعمّق مأزقها
وعن تصريحات نتنياهو وحكومته حول المضي بالحرب رغم "الكارثة" التي حلت عليهم بمقتل 24 جندي خلال يومٍ واحد فقط في غزة، قال حمدان إن سلطات الاحتلال وضعت نفسها في مأزق وتعمّق اليوم أكثر.
وأضاف: "إنهم يدركون استحالة الانتصار على الشعب الفلسطيني وكسر إرادته وهزيمة المقاومة، ولكنهم يصرّون على تكرار الخطأ مرة أخرى مع كل عملية من هذا النوع".
وأعرب حمدان عن اعتقاده أنه في نهاية المطاف سيسلّم الاحتلال الإسرائيلي بعدم قدرته على هزيمة المقاومة، إلا أن الثمن سيكون للأسف مكلفًا على الشعب الفلسطيني ولكنه سيؤدي في النهاية إلى انكسار الكيان الصهيوني، على حدّ تعبيره.
غزلان: عدد القتلى أعلى بكثير
بدوره، كشف هيثم غزلان مسؤول العلاقات العامة في حركة "الجهاد الإسلامي" أن تقديراتهم تشير إلى أن عدد القتلى الإسرائيليين في قطاع غزة أعلى بكثير مما تعلن عنه سلطات الاحتلال، مشيرًا إلى أن المقاومة تتوعد بالمزيد.
وشدد غزلان في حديث خاص مع "العربي" على أن العملية الأخيرة تبرهم أن العدوان على الشعب الفلسطيني لن يكون سهلًا، وأن الاحتلال الإسرائيلي سيدفع أثمانًا باهظة جراء هذه الحرب العدوانية.
كذلك، لفت المسؤول في حركة "الجهاد الإسلامي" إلى أن المجاهدين والمقاومين الفلسطينيين مصرون على تدفيع جيش الاحتلال ثمن عدوانه، "ولا يمكن للجنود والضباط الصهاينة أن يستمروا في مهامهم بقطاع غزة من دون أن يكون هناك حساب".
