Skip to main content

"عواقب خطيرة".. الناتو ينتقد "انحياز" الصين "المتزايد" لروسيا

الخميس 6 أبريل 2023

انتقد حلف شمال الأطلسي (الناتو) أمس الأربعاء، "الانحياز الصيني المتزايد" إلى روسيا، ودعم بكين الاقتصاد الروسي، ما يمكّن موسكو من تعويض تداعيات العقوبات الغربية.

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ، بعد اجتماع لوزراء خارجية الدول الأعضاء في التكتل مع نظرائهم الياباني والكوري الجنوبي والأسترالية والنيوزيلندية: "بحثنا في الانحياز المتزايد للصين إلى روسيا ودعمها الاقتصاد الروسي وتعزيز أنشطتهما العسكرية المشتركة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ"، مؤكدًا أن "كل ذلك يثير قلقًا كبيرًا".

"عواقب خطيرة"

وأعلن ستولتنبرغ أن دعوة وُجّهت لوزراء خارجية الدول الأربع الشريكة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي المقرّرة في يوليو/ تموز المقبل، في العاصمة اللاتفية فيلنيوس.

وأضاف: "نتابع من كثب ما تفعله الصين"، مشددًا على أنّ توفير بكين "مساعدة فتاكة لروسيا"، من شأنه أن يشكل "خطأ كبيرًا جدًا ستكون له عواقب خطيرة".

ولم يشأ ستولتنبرغ توضيح ماهية "العواقب الخطيرة" تلك، لكنّه ذكّر بأن الصين رفضت إدانة الهجوم الروسي على أوكرانيا، كما عقدت اتفاق شراكة "لا محدودة" مع موسكو.

وشدّد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي على أن "التجارة مع الصين أصبحت أكثر أهمية بالنسبة لروسيا بسبب العقوبات الاقتصادية"، المفروضة لمنع الكرملين من تمويل عملياته العسكرية ضد أوكرانيا.

هل باتت الصين خصمًا؟

وقال ستولتنبرغ: "ليست الصين خصمًا، لكن في قمة عقدت في مدريد في يونيو/ حزيران 2022 خلص الحلفاء إلى أن سلوكها الذي ينطوي على عدائية متزايدة يشكل تهديدًا لمصالحهم وأمنهم وقيمهم"، مؤكدًا أن هذا الأمر يجعل من الضروري تعزيز الشراكات مع اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا.

وأوضح: "في حين تواجه بكين وموسكو النظام الدولي القائم على قواعد، من الأهمية بمكان أن نستمر في رص الصفوف بين بعضنا البعض بصفتنا شركاء في حلف شمال الأطلسي ومع شركاء يتمتّعون بالروحية نفسها".

وتأتي تصريحات ستولتنبرغ، في اليوم الأول من زيارة دولة يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الصين، وترافقه فيها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين.

ومن المقرّر أن يزور مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بكين في 13 و14 أبريل/ نيسان، تحضيرًا لقمّة الصين- الاتحاد الأوروبي التي ستقام في بكين وسيحدّد موعدها بالاتفاق بين الرئيس الصيني ورئيسي المجلس الأوروبي والمفوضية الأوروبية.

غياب مبادرات الغرب

ويسعى ماكرون من خلال زيارته إلى استئناف الحوار المباشر مع نظيره الصيني شي جين بينغ، كما  يأمل منه أن يلعب دور الوسيط في التوصل إلى السلام في أوكرانيا، حيث أكد الأربعاء أن بكين تضطلع "بدور رئيسي لإيجاد طريق يفضي إلى السلام" في كييف، متحدثًا عن مبادرة قدّمتها الصين، وتضمنت 12 نقطة نشرتها بكين في فبراير/ شباط لإنهاء النزاع.

وأشارت خبيرة النزاعات الدولية والأمن الإقليمي، ماريا زولكينا، إلى أن المبادرة الأولى لحل النزاع في أوكرانيا قُدّمت من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، وسوف تقدّم لاحقًا إلى الأمم المتحدة، معتبرة أن المبادرة الصينية تشكّل "موقفًا" يغيب عنه نقطة مهمة وهي انسحاب القوات الروسية من الأراضي الأوكرانية.

وعن تأخّر الغرب بتقديم أي مبادرة حتى الآن، قالت زولكينا في حديث إلى "العربي" من وارسو، إن أوكرانيا دولة مستقلة وتتمتع بعلاقات دولية، واستطاعت إثبات حقها في السيادة والاستقلال.

وأوضحت أن أكثر من 40 دولة في مجلس الأمن والأمم المتحدة دعمت المبادئ الأساسية اللازمة لإنهاء الحرب، وهي انسحاب الجيش الروسي من الأراضي الأوكرانية والعدالة الدولية لمجرمين الحرب.

المصادر:
العربي- أ ف ب
شارك القصة