تمكّن محرك البحث "غوغل" خلال ما يزيد عن عقدين من الزمن، من تذليل أعداد لا تحصى من علامات الاستفهام، بمدّ كل من يحمل إليه سؤالًا بدفق من المعلومات المتاحة وذات الصلة.
وبمضي الأعوام على تأسيسه في الرابع من سبتمبر/ أيلول 1998، ومع مراكمته مجموعة كبيرة من الخدمات المجانية، أصبح هذا المحرك الأكثر استخدامًا حول العالم.
هل بلغ طموح الشابين لاري بيدج وسيرغي برين في النصف الثاني من تسعينيات القرن الماضي تحويل مشروعهما البحثي إلى إمبراطورية في عالم التكنولوجيا؟
في عيد "مولد" غوغل عودة إلى قصة تأسيس محرك البحث الأكثر شهرة، ويروي جانبًا منها مؤسسا الشركة عبر موقعها للمهتمين بطرح الأسئلة حتى عن منشأ المشروع وتطوّره.
بحث جامعي في سكن طلابي
تحت عنوان "قصتنا" يفرد غوغل مساحة لاستعادة البدايات، التي لا يمحيها تبدّل الأدوات أو تطوّر الشعار.
القصة كانت قد بدأت عام 1995 وتحديدًا في جامعة ستانفورد الأميركية، حين أراد لاري بيدج الانضمام إليها، وعُهد إلى الطالب الجامعي سيرجي برين مهمة تعريفه إلى المكان.
وفي حين قيل عن اللقاء الأول أنه لم يدل عن انسجام بينهما، إلا أنهما عقدا شراكة في العام التالي، وتمكنا، من غرفتهما في السكن الجامعي، من تصميم محرّك بحث يستخدم الروابط لتحديد مدى أهمية الصفحات الفردية على شبكة الإنترنت العالمية.
هذا المحرّك الذي أُطلق عليه في وقت لاحق اسم "غوغل"، دُعي في البداية Backrub، ثم مُنح التسمية الشهيرة التي عرفت انتشارًا هائلًا في مختلف أنحاء المعمورة.
وبحسب الموقع، فإن هذه التسمية هي "تعبير رياضي للرقم 1 متبوعًا بـ100 صفر"، وتعكس سعي لاري وسيرغي إلى "تنظيم المعلومات المتوفّرة في العالم وتسهيل الوصول إليها والاستفادة منها عالميًا".
مرآب في ضواحي كاليفورنيا
تحوّل البحث الجامعي إلى مشروع استثماري لم يتم إلا بعد بضع سنوات، وذلك عندما جذب إلى جانب الأكاديميين المستثمرين في سيليكون فالي.
وفي أغسطس من عام 1998، حُرّر الشيك الأول الذي مدّ الشابان بمبلغ 100 ألف دولار أميركي، وحمل توقيع أحد مؤسسي شركة صان واسمه آندي بيكتولشيم.
Sergey Brin and Larry Page in @SusanWojcicki garage, Then @Google headquarters in 1998. pic.twitter.com/F3gWUjtWFJ
— Ajay M (@thisisajaym) June 14, 2021
ومع هذا التمويل، تأسّست شركة غوغل رسميًا في 4 سبتمبر من العام نفسه، وحانت للاري وسيرجي فرصة نقل عملهم من الغرفة التي يشغلانها في السكن الجامعي إلى مكتب خاص لم يكن سوى مرآب في إحدى الضواحي بولاية كاليفورنيا.
جيش من الموظفين في غوغل بليكس
والشركة لم تقف عند هذا الحد. فتطوّر المشروع بمضي الأعوام استوجب توسعًا في الشركة وزيادة عديدها عن طريق التوظيف.
وحيث أن حجمها فاق المرآب، الذي كان قد جُهّز بأجهزة كمبيوتر كبيرة الحجم وطاولة بينغ بونغ وسجادة بلون أزرق فاتح، انتقلت عائلة "غوغل" إلى المقر الحالي المعروف باسم غوغل بليكس (The Googleplex) والواقع في منطقة ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا.
وهناك، جُهّز المكان بمراكز لياقة ورفاهية، ليقدّم للموظفين خدمات مثل الرعاية الصحية والتدليك، ويمدهم بالأطعمة المغذية والوجبات الخفيفة. كما يوفّر لهم فعاليات مثل اكتساب مهارات شخصية ومهنية جديدة؛ من خلال أخذ دروس متنوعة مثل الطبخ والعزف على الغيتار.
ومع توفير غوغل مئات المنتجات لمستخدميها من حول العالم، على غرار يوتيوب (Youtube) والبريد الإلكتروني جي ميل (Gmail)، بالإضافة إلى الخرائط والترجمة ومحرك البحث، صار يعمل في صفوفها جيش من الموظفين يزيد عددهم عن 60 ألفًا موزعين في 50 دولة مختلفة.
ويشدد الموقع ضمن حكاية تأسيسه على أن "البحث الدؤوب عن أفضل الإجابات لا يزال في صلب كلّ ما نقوم به".
يُذكر أنه فيما يخصّ عوائد شركة غوغل السنوية فهي تُقدّر، بحسب موقع "ذا صن" البريطاني" بنحو 50 مليار دولار أميركي، وهي تحقق 99٪ من أرباحها من الإيرادات التي تأتي من إعلاناتها.
ووفق تقرير لـ"فوربس"، فإن بيدج وبرين مدرجان ضمن قائمة أغنى 10 أشخاص في العالم لعام 2021 وفقًا لترتيب ضخامة الثروة، فحلّ الأول ثامنًا، والثاني في المرتبة التاسعة.