يعاني الكثير من مرضى السرطان في السودان من فقدان العديد من الأدوية الضرورية للعلاج، وعجزهم على تأمينها في حال توفرها.
وفيما تؤكد السلطات أن هذه المشكلة مرتبطة بالأزمة الاقتصادية الحادة، تقول منظمات: إن فقدان الأدوية متعمد وممنهج.
ولم يعد القلق يتمحور حول مواجهة المرض فحسب، بل في كيفية الحصول على الدواء.
وأكدت إدارة الصيدلة متمثّلة في قسم العلاج المجاني، أن أزمة فقدان الأدوية لا تستدعي هذا القلق، وأن الحل قد اقترب.
وقالت مروى محمد فضل الله، المسؤولة في إدارة العلاج المجاني في وزارة الصحة السودانية، في حديث إلى "العربي"، إن بعض أدوية السرطان مفقودة نتيجة الأزمة الاقتصادية في البلاد.
كم يبلغ عدد مرضى السرطان؟
غير أن صفاء الأصمّ، الأمينة العامة لمنظمة "ركائز"، التي تُعنى بدعم مرضى السرطان من الأطفال ومتابعة علاجهم، أكدت أن فقدان الأدوية لا علاقة له بالأزمة الاقتصادية.
وقالت الأصمّ في حديث إلى "العربي": إن انقطاع الأدوية "أمر متعمّد".
وعلى الرغم من عدم وجود إحصائيات مؤكدة من وزارة الصحة السودانية، إلا أن التقديرات تُشير إلى إصابة ما بين 12 إلى 16 ألف سوداني بالسرطان سنويًا، 8% منهم أطفال.
وأوضح رئيس منظمة "ركائز" لدعم الأطفال المرضى بالسرطان مجاهد عمر، أن وضع الأطفال المصابين بالسرطان في السودان "معقّد جدًا"، يبدأ بالكشف المتأخر عن المرض لندرة المراكز الصحية المعنية بالكشف المبكر عن المرض، ناهيك عن النزوح إلى العاصمة للحصول على العلاج في المستشفى المختص بعلاجهم في الخرطوم.
وقال عمر في حديث إلى "العربي" من الخرطوم: إن العديد من المرضى يموتون في الطريق نتيجة بعد المسافات ووعورة الطريق، مشيرًا إلى أنه بعد وصولهم إلى مركز العلاج يواجهون فقدان الأدوية الخاصة بالعلاج، وعدم توفر الأمكنة.
وأشار إلى انقطاع العلاج الكيميائي للمرة الرابعة خلال العام الحالي، مؤكدًا أن الحكومة السودانية مسؤولة عن انتشار الأسواق السوداء لأدوية السرطان وغيرها من الأدوية.