Skip to main content

فلسطين.. هل يؤدي التصعيد الإسرائيلي إلى مواجهة شاملة مع فصائل المقاومة؟

الأربعاء 13 أبريل 2022

أعادت الأحداث الأخيرة من توغلات واعتقالات واستشهاد فلسطينيين على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي اسم "مخيم جنين" ومدينته شمالي الضفة الغربية إلى الواجهة.

ويخيم القلق على مدينة جنين التي يقطنها 40 ألف نسمة، وسط مخاوف من اجتياح واسع كالذي شهده المخيم قبل 20 عامًا.

ونقلت مجلة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مسؤول في الجيش الإسرائيلي قوله إن الفترة الحالية من التوتر قد تستمر طيلة شهر رمضان، وربما إلى ما بعده.

شهيد ومواجهات بالضفة

في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتداءاتها وعدوانها على الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية كافة، وتحديدًا في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة وداخل الخط الأخضر، حيث استشهد اليوم الأربعاء شاب وأصيب عدد من الفلسطينيين، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محافظة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة.

وإثر ذلك، أعلن الهلال الأحمر الفلسطيني، أن طواقمه تعاملت مع 31 إصابة بمواجهات في بلدة بيتا، وقرب قبر يوسف بمحافظة نابلس.

وذكرت مصادر محلية أن الاحتلال اقتحم المنطقة الشرقية بمدينة نابلس بعشرات الآليات برفقة قادة المستوطنين، وشرعوا بأعمال ترميم لقبر يوسف بعد أيام من تحطيم محتوياته.

وكانت قوات الاحتلال اقتحمت بلدات بيتا واللبن الشرقية وعوريف جنوب نابلس، إضافة إلى المنطقة الشرقية من مدينة نابلس لحماية المستوطنين المقتحمين لقبر يوسف، وأطلقت خلال اقتحاماتها الرصاص وقنابل الغاز والصوت باتجاه الفلسطينيين ممن حاولوا التصدي لهم.

ويقتحم مستوطنون إسرائيليون مقام يوسف في نابلس لأداء طقوس دينية، لاعتقادهم بأنه قبر النبي يوسف عليه السلام، وهو ما ينفيه الفلسطينيون حيث يقولون إنه قبر حديث لا يزيد عمره عن 200 عام، ويعود لشيخ فلسطيني يدعى "يوسف دويكات".

وكانت الرئاسة الفلسطينية والفصائل، بما فيها حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، قد حذرت من مغبة السماح للجماعات الاستيطانية، بتقديم قرابين الفصح اليهودي في المسجد الأقصى.

على المقلب الآخر، نفى أوفير جندلمان المتحدث بلسان رئيس الوزراء الإسرائيلي، صحة أنباء عن نية مستوطنين، ذبح قرابين عيد الفصح اليهودي، داخل المسجد الأقصى، بمدينة القدس.

وقال جندلمان في تغريدة على تويتر: "المزاعم التي ادعت بأن هناك يهودًا ينوون ذبح القرابين في الحرم الشريف (المسجد الأقصى) كاذبة تمامًا".

وكانت جماعات استيطانية إسرائيلية، قد قالت في منشورات عبر شبكات التواصل الاجتماعي إنها تعتزم ذبح قرابين عيد الفصح بالمسجد الأقصى، وحثّت أتباعها على محاولة القيام بذلك. ويبدأ عيد الفصح اليهودي، يوم الجمعة القادم، ويستمر أسبوعًا.

إسرائيل في "مأزق حقيقي"

وفي هذا الإطار، رأى رئيس تحرير موقع "عرب 48" رامي منصور، أن مدى التطور وتصاعد الأحداث خلال الفترة المقبلة مرتبط بسلوك إسرائيل ومستوطنيها، وباستمرار التهديدات بما يسمى "تقديم القرابين" في باحات المسجد الأقصى، ما يهدد تفجير الأوضاع في الأراضي الفلسطينية وداخل الخط الأخضر.

وأشار منصور في حديث لـ"العربي" من مدينة حيفا، إلى تقرير حول استعداد الجيش الإسرائيلي لنشر قواته العسكرية على الطرقات الرئيسة خلال الأيام المقبلة، تحسبًا للتصعيد وإغلاق الطرق والشوارع الرئيسة داخل الخط الأخضر.

ولفت إلى أن إسرائيل أزالت كل الحدود والتقسيمات المعهودة وهي ذاهبة إلى التصعيد، وذلك بسبب فشلها الاستخباراتي الأمني المتمثل بنجاح الشبان الفلسطينيين بالدخول إلى الأراضي المحتلة عام 48.

وأكد منصور أن المأزق الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل هو عدم وجود رؤية أو تسوية سياسية مع الفلسطينيين حتى على المستوى المرحلي، لذا يعمل الاحتلال على تعزيز إجراءاته الأمنية أو اتخاذه إجراءات اقتصادية بحق الفلسطينيين، ما يعكس تخبطًا داخل الأوساط الإسرائيلية.

المصادر:
العربي - وكالات
شارك القصة