بعد انتشار متحوّر "أوميكرون" من فيروس كورونا المستجد، نصح الأطباء بارتداء أقنعة طبية أقوى من القماشية التي تبيّن أنها لا توفّر حماية كافية ضده.
وذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن مستشفى "مايو كلينيك" الأميركية اشترطت على جميع المرضى والزوّار ارتداء أقنعة جراحية أو قناع "N95" أو "KN95" للدخول لمبنى المستشفى.
ووفقًا لمختصين في الأمراض المعدية، تمنع أقنعة القماش أحادية الطبقة، التي يفضّلها كثير من الناس للراحة والأناقة، القطرات الكبيرة التي تحمل الفيروس، لكنّها ليست فعّالة في منع الجزيئات متناهية الصغر التي تحمل الفيروس.
وأوصت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في أحدث إرشاداتها، الأشخاص بارتداء الأقنعة القماشية متعدّدة الطبقات والمنسوجة بإحكام، والتي تحتوي على سلك على الأنف قابل للتعديل، كما توصي باستخدام أقنعة N95.
وقالت أخصائية الأمراض المعدية بجامعة كاليفورنيا في سان فرانسيسكو، مونيكا غاندي: "إذا كنت لا تريد التعرّض (للفيروس)، فعليك ارتداء النوع المناسب من القناع".
وأوصت باستخدام أقنعة "N95" المعتمدة في الولايات المتحدة أو أقنعة "KN95" و"KF94" و"FFP2" المعتمدة في الصين وكوريا الجنوبية.
وأشارت إلى أنه في حال عدم توفّر هذه الأقنعة، أوصت باستخدام قناع مزدوج: قماش متعدّد الطبقات فوق القناع المستخدم في العمليات الجراحية، لأن أيًا من القناعين لن يوفّر الحماية المطلوبة وحده.
وتصنع الأقنعة الجراحية من مادة البولي بروبيلين التي تتميز بخصائص الشحن الكهروستاتيكي التي تمنع الفيروس من الانتقال. وهي كمامات فضفاضة أحادية الاستخدام توفّر حماية من وصول أو خروج القطرات والرذاذ الذي يحتوي على الجراثيم، حيث تصفي الهواء من الجسيمات الكبيرة أثناء الاستنشاق.
أي قناع أفضل من عدم ارتداء القناع
بدوره، قال الطبيب بمستشفى بريغهام والنساء في بوسطن رانو ديلون: إن "أي قناع أفضل من عدم وجود قناع. لكن الأقنعة القماشية ثم الأقنعة الجراحية ليست بجودة الأقنعة من نوع N95 نفسها، التي تنقّي ما يصل إلى 95% من الجزيئات في الهواء".
وتحتوي أقنعة "N95"، المعتمدة من المعهد الوطني الأميركي للسلامة والصحة المهنية، على شبكة من الألياف أكثر كثافة من الأقنعة الجراحية أو القماشية، إذ تعتبر هذه الشبكة الأكثر إحكامًا وتجعل هذه الأقنعة بشكل عام أكثر فاعلية في منع وصول القطرات الكبيرة والهباء الجوي التي ينفثها مرتديها. كما أنها تمنع استنشاق هذه الجسيمات بشكل أفضل.
من جهتها، قالت الطبيبة وأخصائية الأمراض المعدية بجامعة نورث كارولينا في تشابل هيل ميغان سرينيفاس، إنها وأفراد عائلتها الآخرين يرتدون أقنعة "KN95"، التي تحتوي على خمس طبقات من المواد المتداخلة وملائمة بشكل أكبر لتقليل دخول الجزئيات الصغيرة.
وأوصت باستخدام هذه الأقنعة للأطفال، نظرًا لتوفّرها بقياسات تلائم كافة الفئات العمرية.
بدوره، أكد غراهام سنايدر، المدير الطبي للوقاية من العدوى وعلم الأوبئة بالمستشفى في المركز الطبي بجامعة بيتسبرغ، أن "أي قناع عالي الجودة، يتمّ ارتداؤه بشكل صحيح أي أنه يغطي الأنف والفم، يوفّر الحماية، لكنّ المخاوف من أولئك الذين لا يرتدون الأقنعة نهائيًا".