الأربعاء 1 مايو / مايو 2024

في تونس.. مقبرة لتكريم "بؤساء البحر"

في تونس.. مقبرة لتكريم "بؤساء البحر"

Changed

لقي الكثير من المهاجرين حتفهم غرقًا بعد صعودهم على متن قوارب مهترئة ومكتظة، أما الناجون فتعرضوا لابتزاز عصابات التهريب.

اختار الفنان الجزائري رشيد القريشي ميناء جرجيس في تونس مكانًا لبناء "مقبرة حديقة إفريقيا"، تكريمًا للمهاجرين الغرقى بعدما علم بأن السلطات في ميناء الصيد تكافح لدفن العشرات من جثث المهاجرين التي جرفتها الأمواج.

فقد صمّم القريشي هذه الحديقة لتكريم من أسماهم "بؤساء البحر". ويقول "إن الأمر ليس بخيال علمي، فبالنظر إلى ما تعيده التيارات البحرية من الواضح أن المقبرة ستكون ممتلئة في وقت قصير".

ولقي الكثير من المهاجرين حتفهم غرقًا بعد صعودهم على متن قوارب مهترئة ومكتظة، أما الناجون فتعرضوا لابتزاز عصابات التهريب، مثل فيكي التي نجت بأعجوبة من الموت بعد عدّة محاولات فاشلة للوصول إلى إيطاليا من ليبيا.

وشبّهت فيكي الرحلة بـ"الجحيم"، وتروي عند زيارتها حديقة إفريقيا كيف أن الكثير من المهاجرين الذين لديهم عائلات يبحثون عنهم حتى الآن ولا يعرفون أنهم ماتوا، وبسبب ذلك تقول: "رؤية المقبرة تحزنني".

واشترى الفنان رشيد القريشي قطعة الأرض عام 2018 في منطقة ميناء جرجيس التونسي، بالقرب من الحدود الليبية ومن ثم عاد وشيّد عليها المقبرة.

ويتحدث مكي لعريض رئيس بلدية جرجيس كيف غادر عدد كبير من شباب المنطقة بلدتهم عن طريق البحر، بحثًا عن  وظائف وحياة أفضل في أوروبا. ويردف: "لذلك يذكرنا هؤلاء المهاجرون بأطفالنا".

يُذكر أن أكثر من 200 قبر أبيض أحيط بخمس أشجار زيتون -ترمز إلى أركان الإسلام الخمسة- شيدّت في المقبرة، بالإضافة إلى 12 غرسة كرمة، لتمثيل تلاميذ السيد المسيح. في رسالة سلام أراد الفنان الجزائري إيصالها إلى العالم ومنظمة "اليونسكو"، علّ أحدًا ينظر إلى قضية المهاجرين بعين الرحمة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close