Skip to main content

في ظل المفاوضات.. ما رسائل المقاومة من استهداف كرم أبو سالم؟

الإثنين 6 مايو 2024
الجيش الإسرائيلي أعلن مقتل ثلاثة جنود في الهجوم عند منطقة كرم أبو سالم - الأناضول

في هجوم وصفته وسائل الإعلام الإسرائيلية بالخطير، تكبّد الاحتلال خسائر في هجوم مركب استهدف قواته في منطقة كرم أبو سالم المتاخمة لقطاع غزة، بعدما أعلنت كتائب القسام قصفها الموقع بوابل من منظومة صواريخ رجوم قصيرة المدى.

وقال الجيش الإسرائيلي إن رشقة صاروخية أطلقت في وقت سابق الأحد من قطاع غزة باتّجاه كرم أبو سالم أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود، كما أصيب 12 جنديًا، بجروح ثلاثة منها خطيرة. 

استهداف كرم أبو سالم

وعقب ذلك، أعلن جيش الاحتلال مباشرة إغلاق معبر كرم أبو سالم ومنع دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، رغم أن موقع الاستهداف يبعد نحو كيلومترين عن المعبر، بحسب تقارير صحفية.

بالتوازي مع ذلك، شنت إسرائيل غارات على مدينة رفح ردًا على الهجوم.

وقد تردّدت أصداء الهجوم في تل أبيب، خاصة وأن عمليات المقاومة ضد وجود الاحتلال في محور نتساريم وسط القطاع لم تتوقف.

واستغل وزراء اليمين المتطرف في حكومة الاحتلال، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير، التطورات الميدانية، وطالبوا نتنياهو بالبدء فورًا بدخول رفح واجتياحها عسكريًا ردًا على العملية.

في الآن عينه، طالبت أصوات من خارج الحكومة، وفي مقدمتها عضو الكنيست أفيغدور ليبيرمان، بإغلاق كل المعابر ومنع إدخال المساعدات.

وجاء استهداف منطقة كرم أبو سالم، في وقت يتحضر فيه الاحتلال لاجتياح رفح، بينما لا تزال مفاوضات التهدئة في القاهرة تراوح مكانها، بعدما رفض نتنياهو مطالب حركة حماس الأساسية لإنهاء الحرب مقابل صفقة التبادل، ووصف الاستجابة لمطالبها بـ"الهزيمة وسيسمح ببقائها في السلطة بالقطاع".

أما الحركة فقد أكدت انتهاء جولة القاهرة وأن وفدها سيعود إلى الدوحة للتشاور مع القيادة، بينما قالت مصادر مصرية لـ"العربي" إن وفد حماس سيعود للقاهرة الثلاثاء المقبل لاستكمال المفاوضات.

"نقطة حشد"

وفي تعليقه على التطورات، قال معين الطاهر الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن "كرم أبو سالم أصبح نقطة حشد للقوات الإسرائيلية التي تتجمع تمهيدًا لاجتياح رفح.

وأضاف الطاهر في حديث لـ "العربي" من عمان: "إذًا كان الهدف من هذه العملية من جهة توجيه قرار عسكري بضرب هذه الحشود الإسرائيلية لوجودها في المكان، حتى لو كانت هناك مفاوضات قائمة".

كما تحدث عن رسالة سياسية بأن هذه المسألة من حيث ضرب الحشد لا علاقة لها بالمفاوضات، فالإجراء العسكري يقابل بإجراء عسكري، والإجراء السياسي يقابل بإجراء سياسي".

ومضى يقول: "أعتقد أن العملية حققت أهدافها كاملة، سواء عبر الرسالة العسكرية أو السياسية".

"شاليط خطف في كرم أبو سالم" 

بدوره، قال الكاتب والباحث أمجد جبريل، إن "المقاومة الفلسطينية تريد توجيه رسالة مفادها أنها ما تزال قادرة على إطلاق الصواريخ والضغط عبر الورقة العسكرية، بالإضافة إلى ورقة الأسرى التي تملكها". 

وذكر جبريل في حديث لـ "العربي" من اسطنبول، بأن المقاومة لا تزال تملك أوراقًا مهمة وتحاول تفعيلها ربما لفرض أجواء ما قبل عملية رفح، وأن تأثر على القرار الإسرائيلي وأن توصل رسالة بأنها مستعدة لعملية الاجتياح".

تهدد إسرائيل بشن عملية عسكرية على مدينة رفح التي يتجمع فيها النازحون - غيتي

ولفت إلى أن عملية خطف الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في العام 2006 تمت عبر عملية في كرم أبو سالم، ما يعني أن المقاومة لديها إلى حد كبير جهوزية في أن تنفذ عمليات في أماكن كثيرة من قطاع غزة، بالإضافة إلى الاستنزاف التام للاحتلال في محور نتساريم الذي يتعرض لقصف مستمر".

وأردف: "المقاومة تريد القول إنها مستعدة إذا حدث اجتياح رفح، وأنها معنية بالاستمرار بالمفاوضات بشرط أن تحقق ما تريده المقاومة".

"ثلاث رسائل"

من جانبه، قال أنطوان شلحت، الخبير بالشأن الإسرائيلي: "بحسب ما نشر في وسائل الإعلام الإسرائيلية عن هذه العملية، هناك عدد من الرسائل التي رغبت المقاومة بتوجيهها، وأعتقد أنه جرى استيعابها في إسرائيل".

وأضاف شلحت في حديث لـ "العربي" من عكا، أن "الرسالة الأولى هي أن المقاومة تمتلك أوراقًا قوية من أجل الضغط حتى في ما يتعلق بالمفاوضات السياسية التي تجري".

والرسالة الثانية أن "المقاومة تملك معلومات استخباراتية، فهناك من يقول إن مثل هذه المعلومات وصلت عن طريق ربما طرف ثانٍ في المنطقة الشمالية بشأن التحشيد العسكري في منطقة كرم أبو سالم"، وفق شلحت.

أما النقطة الثالثة برأيه "فهي مرتبطة بعملية رفح، حيث مفاد الرسالة أن المقاومة جاهزة للعملية الإسرائيلية".

المصادر:
العربي
شارك القصة