السبت 4 مايو / مايو 2024

في ظل تأزم العلاقة بين ميقاتي وحزب الله.. هل تنجح جهود عقد جلسة حكومية؟

في ظل تأزم العلاقة بين ميقاتي وحزب الله.. هل تنجح جهود عقد جلسة حكومية؟

Changed

يتزامن الحراك لتفعيل اجتماعات الحكومة اللبنانية مع تصعيد غير مسبوق في التصريحات والتصريحات المضادة بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي.

في لحظة سياسية تتأزم فيها العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، يقرر الأخير الدعوة إلى جلسة لمجلس الوزراء لمناقشة الموازنة العامة.

في الشكل، تبدة الخطوة وكأنها حركة نشطة تشهدها الساحة السياسية اللبنانية التي عاشت على وقع خلافات مستحكمة عطلت عمل الحكومة والبرلمان.

لكن هذا الحراك يتزامن مع تصعيد كبير في التصريحات والتصريحات المضادة بين الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وميقاتي على خلفية الهجوم الكلامي غير المسبوق الذي شنه نصرالله أخيرًا ضد السعودية.

ومنذ 3 أشهر لم يجلس الوزراء على طاولة واحدة للعمل في حكومة نجيب ميقاتي التي تم تشكيلها بعناء، إلا أن مشاكل بين مكوناتها استحكمت بسرعة في عملها ما أدى إلى تعطيلها، قبل أن تنشط الاتصالات لإحيائها في الساعات الماضية.

"ميقاتي لا يريد الصدام مع أحد"

النائب في البرلمان اللبناني عن كتلة الوسط المستقل علي درويش شدد على أن الخطاب الذي يتكلم به ميقاتي يمثل جميع اللبنانيين.

وأشار في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أن ميقاتي وبخطابه الأول هذا العام أراد توضيح الصورة بأن رئيس الوزراء والحكومة هم من ينطقون باسم اللبنانيين وذلك من أجل إعادة الأمور إلى نصابها.

ورأى درويش أن ميقاتي رفع شعار "النأي بالنفس" لإبعاد المخاطر الإقليمية عن لبنان من أجل التفرغ لمعالجة الوضع المعيشي الصعب، وهو لا يريد الصدام مع أحد لأنه يعتبر بأن اللبنانيين محكومون حاليًا بالتوافق الداخلي.

وذكّر درويش بما ورد في البيان الوزاري للحكومة اللبناني بأن يكون لبنان على أفضل العلاقات مع أشقائه العرب ومع أصدقائه على المستوى الدولي، مشددًا على أن هذا الأمر هو الوجهة الأساسية لعمل ميقاتي.

وقال إن المفاوضات مع صندوق النقد الدولي تحتاج إلى هدوء داخلي وإلى سرعة في البت على الصعيد الداخلي من أجل إعادة سكة النمو في لبنان.

"لبنان يدفع ثمن غياب التوازن في سياسته الخارجية"

الأكاديمي والناشط السياسي علي مراد رأى أن تصريحات ميقاتي ردًا على كلام نصرالله أمر اعتاد عليه اللبنانيون، وكان يحصل في ظل حكومة سعد الحريري سابقًا وحكومات سابقة أخرى كحكومة تمام سلام.

ولفت في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى أنه في ظل غياب التوازن في السياسية الخارجية اللبنانية منذ توسع نشاط حزب الله الإقليمي في سوريا والعراق واليمن وتحول الحزب إلى لاعب إقليمي، بات لبنان يدفع ثمن هذا الأمر.

ورأى أن دور الدولة اللبنانية بات يقتصر فقط على التخفيف من وطأة الخيارات الإقليمية التي يتخذها حزب الله في ما يتعلق بمصالحه الخاصة، في حين أن المصلحة الوطنية العليا التي تشمل الجانب الاقتصادي معدومة.

واعتبر أن ما يقوم به ميقاتي اليوم وما سبقه به رؤساء حكومات قبله هو ترميم وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. وقال: "حزب الله اليوم  هو الحزب الحاكم على المستوى الداخلي، وصانع السياسة الخارجية من خلال موقف أمينه العام".

"مشكلة أعمق من خطاب حزب الله"

الكاتب السياسي حسن شقير يؤكد أن من الظلم تحميل كل ما يجري في لبنان لحزب الله، وسأل: "ما علاقة حزب الله بالدمار الاقتصادي والمالي الذي حل بالبلد؟".

ولفت في حديث إلى "العربي" من لبنان إلى أن نصرالله كان هادًئا في الخطاب ما قبل الأخير الذي تحدث فيه عن استقالة الوزير جورج قرداحي، معتبرًا أنه كان على السعودية أن تبادل خطوة استقالة الوزير قرداحي بخطوات إيجابية تجاه لبنان. 

وقال إن السعودية مشكلتها أعمق من خطاب حزب الله، مشيرًا إلى أنها تريد أن "تتنصل من أي التزام قدمته تجاه لبنان خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الأخيرة إلى الرياض".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close