"قضية الفتنة" في الأردن.. "الغارديان" تكشف معلومات وتسجيلات جديدة
كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية تسجيلات لمكالمات هاتفية تقدّم معلومات إضافية عن محاولة انقلاب مزعومة من جانب ولي العهد الأردني السابق الأمير حمزة بن الحسين، على أخيه غير الشقيق الملك الأردني الملك عبدالله الثاني.
ووفقًا للمكالمات الهاتفية التي رصدت، والمعلومات التي كشفتها أجهزة التنصّت، واطلّعت الصحيفة البريطانية عليها، فإن مساعدين للأمير حمزة سعيا إلى الحصول، بالنيابة عنه، على تعهّدات بالولاء من قبل زعماء القبائل، وقادة سابقين في الجيش الأردني، قبل أسابيع من اعتقاله.
وتُشكّل تلك التسجيلات أدلة رئيسية في القضية التي تنظر فيها الحكومة الأردنية حاليًا ضد باسم عوض الله، والشريف حسن بن زيد، والمتّهمين بالعمل كوكيلين للأمير حمزة، في محاولة الانقلاب الفاشلة ضد أخيه. ومن المتوقّع أن يمثل الرجلان أمام المحكمة في عمّان الاثنين.
واطلعت "الغارديان" على التسجيلات التي حدثت في مارس/ آذار الماضي، في الفترة التي قال فيها مسؤولون إن الأمير حمزة حاول خلالها حشد الدعم من شخصيات، في ما وصفه مسؤولون بأنه يُمكن أن يرتقي إلى "مؤامرة تحريضية لتحدّي حكم الملك عبدالله الثاني".
مبايعة على طريقة "صراع العروش"
ووفقًا لتقرير الصحيفة الذي نشر اليوم الأحد، تضمّنت التسجيلات كلمة "مبايعة"، وهي الكلمة التي أثارت انتباه مسؤولي الاستخبارات الأردنيين، فبدأوا بمراقبة الأمير حمزة ومساعديه، بطريقة وصفتها الصحيفة على أنها "سلسلة واقعية من مسلسل صراع العروش (Game of Thrones)، والتي كشفت الخلافات بين اثنين من أبرز أعضاء الأسرة الأردنية الحاكمة".
والاربعاء الماضي، كشفت الصحيفة أن واشنطن حذّرت الأردن من المؤامرة المزعومة في مكالمة مع وكالة الاستخبارات الأردنية في مارس الماضي، مضيفة أن التحذير الأميركي جرى بعد أن تقرّب بن زيد من دبلوماسي أميركي، طالبًا دعم صعود ولي العهد السابق إلى العرش.
ورصد مسؤولون استخباراتيون العديد من المكالمات التي تسعى للحصول على الولاء. وخلال إحدى المكالمات، رُصد أحد الأشخاص وهو يقول لزعيم من القبائل: "رجلنا قرّر التحرّك، فهل تبايعونه".
وأشارت الصحيفة إلى أنه تمّ وضع جهاز تنصّت لرصد اجتماع بين شخص مقرّب من الأمير حمزة وزعماء القبائل في شمال الأردن، لمناقشة كيفية دعم ولي العهد السابق، حيث كانت اللقاءات مع المدنيين تقتصر على 15 فردًا، في حين كانت اللقاءات مع متقاعدين عسكريين تصل إلى 7 أشخاص كحد أقصى.
وبحلول منتصف مارس الماضي، وبعد تسليم التحذيرات إلى الديوان الملكي ومديرية المخابرات العامة الأردنية، يعتقد مسؤولون أن الأمير حمزة انتهز مجموعة من الظروف، من بينها إحياء ذكرى معركة استمرت 50 عامًا مع إسرائيل، وحركة شبابية عمرها عقد من الزمن، وكذلك عيد الأم، كفرصة لبناء الزخم فيما يتعلق بخطته.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز قوله إنه "في تلك المرحلة، كان حمزة يطلب المشورة بشأن كيفية المضي قدمًا. وتّم ابلاغه بأن هذه القرارات تحتاج إلى استجابات مدروسة جدًا. وأنه سيعلم عندما يحين موعد الضربة القاضية".
وفي 11 ابريل/ نيسان الماضي، ظهر الملك الأردني والأمير حمزة معًا للمرة الأولى منذ أزمة الاعتقالات التي هزّت البلاد، خلال زيارة الأضرحة الملكية بمناسبة مئوية الدولة.
وجاء الظهور العلني المشترك بعد أسبوع من إعلان الحكومة أن الأجهزة الأمنية تابعت نشاطات تستهدف الأردن؛ ما استدعى توقيف عشرات المسؤولين. فيما أوكِل ملف الأمير حمزة إلى الأمير الحسن بن طلال، عم الملك عبد الله الثاني للتعامل معه.
ووجّه الملك الأردني رسالة إلى الشعب، أكد فيها أن "الفتنة وئدت وأن البلد آمن ومستقر".
بدوره، أعلن الأمير حمزة بن الحسين أنه يضع نفسه بين يدي الملك عبد الله الثاني، مؤكدًا أنه "سيبقى على عهد الآباء والأجداد، وفيًا لإرثهم، سائرًا على دربهم، مخلصًا لمسيرتهم ورسالتهم وللملك عبد الله الثاني".