يحاول المصابون بما يسمى "اضطراب الوسواس القهري" تجاهل أفكار متكررة أو رغبات أو أفعال قهرية، قدر المستطاع، لكنها تبقى تسيطر على سلوكهم وتستهلك حياتهم اليومية.
ومن أعراض الوسواس القهري، الخوف من التلوث أو الإصابة بالأمراض والتوتر والخوف من فقدان شيء ما.
وبحسب المختصين فليس هناك سبب واضح لهذا الاضطراب، لكن هناك فرضيات علمية منها الاستعداد الجيني الوراثي، والجانب البيولوجي المتعلق بالنواقل العصبية.
وإضافة إلى ذلك، فإنّ هناك أسباب أخرى بيئية تتعلق بظروف نشأة الإنسان، والضغوط النفسية التي يتعرّض لها خلال سنوات حياته، لكن هذه الأفعال القهرية تجعل المشكلة أكثر سوءًا في حال لم تعالج.
طرق علاجية
وفي هذا الإطار، تقول الأخصائية في الطب النفسي نسمة نوار، إنّ الوسواس القهري هو عبارة عن حرص ومبالغة لدى الشخص المصاب بالتأكد من شيء ما، مشيرة إلى أنه يحصل بصورة قهرية حيث تقتحم عقله وتكون عكس ما يؤمن به ويسبب له القلق والتوتر.
وتضيف في حديث إلى "العربي"، من استديو لوسيل، أنّ الوسواس القهري هو مثل الاضطرابات النفسية التي لها أصول وراثية، ويزيد من الخلل في بعض النواقل العصبية بالمخ، كما له عوامل بيئية أيضًا.
وتشدد على أنّ انتباه الشخص لوجود الوسواس القهري داخل الأسرة هو أمر مهم، حيث يحتاج لإعادة التفكير في بعض الأمور التي قد تكون غير صحيحة، وتؤثر عليه وعلى سلوكه.
وتشير إلى أنّ تشخيص الوسواس القهري يمكن أن يدركه الفرد من خلال إحساسه الدائم في شيء ما من خلال تركيزه على النظافة مثلًا، لافتة إلى أنّ هذا الوسواس يظهر بنسبة 3% من إجمالي السكان، لكن هناك من يتعامل معه بطريقة خاصة قبل الذهاب إلى الطبيب.
وتبين أن العلاج الدوائي للوسواس القهري "إذا كان في الدرجات الأولى فيمكن بالعلاج المعرفي السلوكي، بينما إذا تعطل الشخص في حياته بسببه فإن فعالية الدواء هنا مهمة وتساعد على الشفاء من الحالة".
وخلصت إلى أن "الوسواس القهري قد لا يأتي وحيدًا بل قد يظهر مع حالات أخرى مثل الاكتئاب أو القلق، وقد جرى فصل الوسواس كفئة تشخيصه أخيرًا، وحددت له صفة أخرى كون الشخص يصبح غير قادر على توقيف سلوك معين".