من مواقع متقدمة على خط الجبهة في دونباس، يجهز جنود اللواء 57 مشاة بالجيش الأوكراني مواقعهم لإطلاق طائرات مسيرة هجومية، حيث يتم اختيار المواقع بعناية بسبب تهديدات الاستهداف الروسي لهم.
وتتنوع الطائرات المستخدمة بين الطراز الأوكراني والأجنبي، ولكل منها خصائصها ومميزاتها.
وفي حديث لـ"العربي"، يقول ميكولا، وهو جندي أوكراني، مشيرًا إلى إحدى المسيرات: إنها "انتحارية تستخدم في اتجاه واحد ويمكن التخلص منها".
ويضيف: "إذا أصابت المسيرة على سبيل المثال ناقلة جنود مدرعة أو دبابة إصابة مباشرة فحتمًا ستدمرها، وهناك أخريات مضادة للأفراد".
ولكل جندي في هذه المجموعة مهامه الخاصة التي تمثل قدرًا كبيرًا من الأهمية في عملية إصابة الأهداف.
ففي أحد المواقع في دونباس، يتم تزويد إحدى المسيرات الأوكرانية الصنع بقذائف متفجرة، ويدرس الجنود مختلف الخيارات والمواقع التي يستهدفونها عبر تنسيق الجهود مع وحدات أوكرانية أخرى في الميدان.
كيف تعمل المسيّرات الأوكرانية؟
وفي هذا الإطار، يقول أندري وهو قائد مجموعة في اللواء 57 مشاة: "أعمل وطاقمي مع مسيّرة تدعى هيكسا، حيث نقوم بتدمير التركيبة الخاصة للعدو والمعدات أيضًا إن أمكن من خلال إحداثيات وأهداف مؤكدة".
ويضيف: "يمكن لهذه الطائرة من دون طيار أن تحمل ما يصل إلى ست ذخائر، يمكن أن تكون ألغامًا أو متفجرات أو ذخيرة حارقة".
وتنطلق المسيرات في اتجاهات مختلفة تحت مراقبة وتوجيه وتنسيق أفراد هذه الكتيبة عبر النظارات أو أجهزة التحكم وغيرها من التقنيات الحديثة.
وتصيب هذه الطائرات في العادة أهدافًا روسية على خط الجبهة، كما تشير صور حصرية حصل عليها "العربي" من الوحدة العسكرية الأوكرانية.
إلى ذلك، يكثف الجنود الأوكرانيون من استخدام الطائرات المسيرة على خط الجبهة في دونباس، ويقولون إنها تثبت فعالية كبيرة في ضرب الأهداف الروسية، ولا سيما أن الجيش يواجه صعوبات جمة في إطار هجومه المضاد، بسبب حقول الألغام التي زرعتها القوات الروسية، وفق ما يوضح مراسل "العربي" محمد زاوي من منطقة دونيتسك.
