الخميس 2 مايو / مايو 2024

"كوب27" للمناخ.. مساع حثيثة لمعالجة مشاكل كوكب الأرض

"كوب27" للمناخ.. مساع حثيثة لمعالجة مشاكل كوكب الأرض

Changed

فقرة من "قضايا" تناقش تأثير التغيّر المناخي على الكائنات الحية (الصورة: رويترز)
يعول على نتائج "كوب 27" فيما دول العالم قلقة على مستقبلها جراء المشاكل المناخية من فيضانات وموجات قيظ وعواصف.

لمدة أسبوعين، يلتقي ممثلو عالم منقسم يواجه مخاطر متعددة، في قمة المناخ (كوب27)، اعتبارًا من الأحد القادم، وذلك في شرم الشيخ المصرية للبحث في المواضيع التي تهدد كوكب الأرض.

وينتظر وصول أكثر من مئة من قادة الدول والحكومات، الإثنين والثلاثاء للمشاركة في "قمة القادة"، وسط أجواء تشهد أزمات عدة مترابطة من حرب أوكرانيا والضغوط التضخمية واحتمال حصول ركود عالمي فضلًا عن أزمات الطاقة والغذاء والتنوع الحيوي.

مستقبل العالم المناخي

ويعول كثيرًا على نتائج المحادثات، فيما العالم قلق على مستقبله جراء المشاكل المناخية مع فيضانات قاتلة وموجات قيظ وعواصف في أنحاء مختلفة من العالم، تثير تخوفا من أسوأ السيناريوهات المحتملة.

كذلك تسيطر على مؤتمر الأطراف حول المناخ (كوب27) الذي يستمر من 6 إلى 18 من الشهر الحالي، حاجة الدول الفقيرة للمال لمواجهة التداعيات المستقبلية، لا بل تلك التي أصبحت من الآن تحصد أرواحًا وتعيث فسادًا في الاقتصاد.

وحذرت الأمم المتحدة، الأسبوع الماضي، من "عدم توافر مسلك موثوق" في الوقت الراهن لحصر ارتفاع حرارة الأرض بالهدف المحدد في اتفاق باريس للمناخ والبالغ 1,5 درجة مئوية.

ومع أن مسار الاحترار العالمي بات أفضل منذ بوشرت مفاوضات المناخ في الأمم المتحدة عام 1995، إلا أنه في ظل السياسات الراهنة يتوقع أن ترتفع حرارة الأرض 2,8 درجة مئوية وهو أمر كارثي.

وقد ترتفع الحرارة 2,4 درجة مئوية حتى لو احترمت الدول كل تعهداتها على صعيد خفض استخدام الكربون بموجب اتفاق باريس.

العاصفة المثلى

وفي هذا الإطار، ذكّر ألدن ميير كبير محللي "إي 3جي" والخبير بشؤون المناخ منذ 30 سنة: بأنها "حصلت مراحل مشحونة في السابق"، ذاكرًا حروبًا أخرى، ومشارفة عملية التفاوض برعاية الأمم المتحدة على الانهيار عام 2009 وانسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس في عهد دونالد ترمب.

وأضاف ميير: "لكننا أمام العاصفة المثلى. وقد استحدث مصطلح جديد لوصفها: أزمة متعددة الجوانب (بوليكرايسيس)".

ويفيد خبراء كثر بأن ما يلقي بظلاله أكثر ولفترة أطول على المفاوضات في مصر ليس الهجوم الروسي لأوكرانيا، إنما التراجع المتواصل في العلاقات الصينية الأميركية فيما ساهم البلدان في السابق بحصول اختراقات على صعيد الدبلوماسية المناخية بما في ذلك اتفاق باريس.

وخلال "كوب26" في غلاسكو الإسكتلندية، حيّد أكبر اقتصادين في العالم المناخ عن خلافاتهما الشائكة الأخرى العالقة، وأصدرا بيانًا مشتركًا.

إلا أن زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس/ آب الماضي، أدت إلى وقف قنوات التواصل بين البلدين على صعيد المناخ.

تعهدات سابقة

خلال "كوب 26" في غلاسكو العام الماضي، أعطيت الأولوية لخفض التلوث الكربوني خصوصًا عبر اتفاقات جانبية هندستها المملكة المتحدة مضيفة المؤتمر، لخفض انبعاثات غاز الميثان ولجم قطع أشجار الغابات والرفع التدريجي للدعم على الوقود الأحفوري وتعزيز الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.

واتفقت الدول على مراجعة تعهدات خفض الكربون سنويًا وليس كل خمس سنوات، إلا أن حفنة من الدول قامت بذلك في 2022.

ويُتوقع أن يحضر الرئيس الأميركي جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ قمة مجموعة العشرين في بالي قبل أيام من إنجاز المفاوضات في مصر. وأكد لي: "في حال التقى الزعيمان، فإن هذه الدينامية ستؤثر على ما يحصل في شرم الشيخ".

ثلاث أولويات

وستركز أعمال كوب27 على ثلاث أولويات متداخلة هي الانبعاثات والمساءلة والمال.

وتتعلق المسألة الرئيسية التي تحدد نجاح المفاوضات من عدمه؛ باستحداث صندوق منفصل خاص بـ"الخسائر والأضرار" وهي تعويضات تدفع عن الأضرار المناخية التي لا عودة عنها.

وتماطل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي اللذان يخشيان اعتماد آلية مفتوحة للتعويضات، على صعيد هذه القضية منذ سنوات ويشككان في الحاجة إلى آلية مالية منفصلة، إلا أن صبر الدول المتضررة بدأ ينفد.

كذلك يتوقع من الدول الغنية أن تضع جدولًا زمنيًا لدفع مئة مليار دولار سنويًا لمساعدة الدول النامية على جعل اقتصادها أكثر مراعاة للبيئة وتعزيز مقاومتها للتغير المناخي في المستقبل.

وكان ينبغي البدء بدفع هذا المبلغ قبل سنتين، ولم يجمع بالكامل بحسب منظمة التنمية والتعاون في الميدان الاقتصادي (لا يزال يحتاج إلى 17 مليارًا).

وستتواصل الجهود لخفض الانبعاثات في شرم الشيخ مع تقييم أعضاء الوفود والمراقبين للتقدم المحرز على صعيد وعود العام الماضي.

وسيكشف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش تقييمًا حول تعهدات الشركات والمستثمرين والسلطات المحلية لتحقيق الحياد الكربوني بحلول منتصف القرن الحالي عمومًا.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close