حوّل تونسيون الهواء إلى مياه صالحة للشرب، للمساعدة في مواجهة أزمة شح المياه التي تعاني منها البلاد عن طريق تطوير آلة تدعى "كومولوس واحد".
فقد طور تونسيون عن طريق شركتهم الناشئة الآلة التي قالوا إنها تستطيع توليد مياه صالحة للشرب معتمدة على الهواء والطاقة الشمسية، حيث شرح إيهاب التريكي أحد مؤسسي شركة "كومولوس" أن طريقة عمل الآلة تعتمد على إعادة تجسيم وتكرار العمل "بمبدأ ظاهرة ندى الصباح".
وقال مطورو آلة "كومولوس واحد" إنها تستطيع إنتاج 20 إلى 30 لترًا من المياه يوميًا عبر محاكاة ظاهرة الندى، إذ "يدخل الهواء داخل الآلة ويمر بمصفاة الهواء الأولى لتنظيفه من الأشياء التي تلوثه، ثم يدخل في مرحلة ثانية لتنخفض حرارة الماء".
وفي هذه المرحلة الثانية يتم تطبيق ظاهرة الندى، بحيث يجب أن تكون هناك لوحتان فوتو ضوئيتين (طاقة شمسية) على اليمين واليسار وتقومان بتوليد الطاقة التي تولد الماء.
أما الهدف الأخير فيكون الحصول على دائرة كاملة لصناعة الماء من الطاقة الشمسية والهواء، في تطور مهم من شأنه المساعدة في تزويد المناطق النائية بالمياه.
تونسيون يحوّلون الهواء إلى مياه صالحة للشرب! تعرفوا على الآلة كومولوس واحد #تونس pic.twitter.com/imuaRMaHoP
— أنا العربي - Ana Alaraby (@AnaAlarabytv) June 18, 2022
وآلة "كومولوس واحد" ما زالت اليوم في الطور التجريبي، ووضعت في إحدى المدارس الابتدائية في قرية البياضة قرب الحدود الجزائرية.
في هذا الإطار، يصرح مدير المدرسة حسان عويبدي أن "الطلبة في وقت الشتاء لا يستهلكون الكثير من الماء، لكن اليوم خلال فصل الصيف كل شخص يجب عليه حمل قارورة مياه من منزله لأن مياه المدرسة غير صحية وغير مراقبة".
فقد كشفت التحاليل على الماء بمدرسة قرية البياضة أن المياه التي يستهلكها الطلاب تحتوي على الكثير من الحشرات والملوثات لأنها مجمعة مباشرة من مياه الأمطار، وفق المدير.
وقالت الشركة التونسية إنها ما زالت تنتظر موافقة الحكومة قبل البدء في استخدامها لبدء العمل على تأمين مياه صالحة للشرب للمدرسة الحدودية، وفي حال نجاح المهمة التجريبية تسعى "كومولوس" إلى توفير خمسة آلات لتوفير النسبة الكافية من الماء.
من جهة ثانية، كشفت بيانات البنك الدولي إن نسبة التونسيين الذين لم يتمكنوا من الحصول على مياه صالحة للشرب عام 2020 بلغت 21%، فيما تأمل الشركة في تغيير هذا الواقع عبر تزويد المناطق التي تعاني من هذه الندرة بالآلة.