في تصريح غريب لاقى انتقادًا شعبيًا وإعلاميًا أميركيًا، قرر سيناتور جمهوري تبرير الاعتداءات الإسرائيلية الهمجية على المباني المدنية بعذر أقبح من ذنب.
فعلى خطى زعيمه دونالد ترمب المحب لنظريات المؤامرة، ألمح السيناتور توم كوتون الجمهوري من ولاية أريزونا أن وكالة "أسوشيتد برس" "متواطئة" مع حماس، وذلك خلال تعليقه حول استهداف برج "الجلاء".
وقال عضو لجنة القوات المسلحة في قاعة مجلس الشيوخ الأميركي: لماذا تشارك "أسوشيتد برس" المبنى مع حماس؟
وراح يتساءل قائلًا:"من المؤكد أن هؤلاء المراسلين الجريئين يعرفون من هم جيرانهم. هل سمحوا عن قصد بأن يتم استخدامهم دروعًا بشرية من قبل منظمة مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة؟".
وأردف: "هل سحبت وكالة أسوشيتد برس لكماتها وامتنعت عن الإبلاغ لسنوات عن جرائم حماس؟".
وبعد اتهاماته الفاضحة بدون أي دليل، اختتم السناتور كلمته بمحاولة وضع الصحافة في موقف دفاعي، وقال: "أقر بأن لدى وكالة أسوشيتد برس بعض الأسئلة غير المريحة للإجابة عليها".
واستغربت وسائل الإعلام الأميركية تصريح السناتور كوتون، مندّدين بلوم وكالة "أسوشيتد برس" على قصف الإسرائيليين لمكاتبهم فقط لتبرير وحشية الاحتلال.
Sen. Tom Cotton (R-AR) suggests the Associated Press colluded with Hamas: “Did they allow themselves to be used as human shields … ?” pic.twitter.com/nUu8saYzdA
— The Recount (@therecount) May 17, 2021
تفجير برج "الجلاء" في غزة
ودمّرت المقاتلات الإسرائيلية الحربية يوم السبت برجًا سكنيًا مكوّنًا من 13 طابقًا ويضم عددًا من المكاتب الإعلامية الدولية في مدينة غزة، منها مكتب قناة "الجزيرة" القطرية، ووكالة "أسوشيتد برس" الأميركية.
وقد استُهدِف برج "الجلاء"، الذي يضم أيضًا شققًا سكنية، وبعض الإذاعات المحلية ومكاتب لأطباء ومحامين، بصواريخ عدة دمّرته بالكامل.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة "أسوشيتد برس": إنه "مصدوم ومذعور" من قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف وتدمير مبنى سكني يضم مكاتب إعلامية في غزة. وأكد أنّ المؤسسة تلقّت تحذيرًا من استهداف برج غزة، مشيرًا إلى أنها تمكنت من إجلاء الصحفيين.
تدمير #برج_الجلاء في قطاع #غزة يفتح على الاحتلال الإسرائيلي أبواب الاتهامات بالسعي لطمس الحقيقة#غزة_تحت_القصف #غزة_تقاوم pic.twitter.com/h2NDP8MYnW
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 16, 2021
تحقيق مكاسب سياسية "على ظهر" الضحايا
وكتب موقع "بوليتيكوس يو أس أي" تعقيبًا على كلمة كوتون، إنه عضو جمهوري آخر في مجلس الشيوخ يريد الترشح للرئاسة في عام 2024، ويعتقد مع زملائه أن طريقهم إلى البيت الأبيض هو بالقفز على موجة نظريات المؤامرة.
ويضيف الموقع أنّ من لديه "بعض الأسئلة غير المريحة للإجابة عليها" هو إسرائيل وليس "أسوشيتد برس"، فهم لم يقدموا أي دليل يدعم مزاعمهم بأن حماس كانت تستخدم هذا المبنى.
ولا يلوم الجمهوريون الضحية وحسب، بل يحاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي مثل توم كوتون الاستفادة سياسيًا من تفجير الصحفيين الأبرياء لتحقيق غايات ومكاسب سياسية، وفق الموقع.
برج الجلاء في #غزة مكون من 13 طابقاً، ويضم مكاتباً لعدد من شبكات الأنباء العالمية #أنا_العربي #فلسطين pic.twitter.com/n9Rj1sfd6g
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) May 15, 2021