لا تعيرك كتبًا.. تعرّفوا إلى أغرب المكتبات حول العالم

ترمز كلمة مكتبة إلى رفوف من الكتب المتراصة في مكان يسوده الهدوء، حيث يلجأ الناس إلى القراءة، أو حتى استعارة الكتب لقراءتها في المنزل وإعادتها.

لكن هناك أنواعًا أخرى من المكتبات المخصّصة لإعارة أشياء أخرى غير مواد القراءة، بما فيها بعض الأمور "الغريبة" التي لا تخطر على بال المتابعين.

إليكم قائمة بأبرز أنواع هذه المكتبات، استنادًا إلى تقرير لموقع "ليست فيرس". 

مكتبات المعدّات

أُنشئت أول مكتبة من هذا النوع في مدينة كولومبوس بولاية أوهايو عام 1976. وفي هذه المكتبة، يُمكن استعارة أي أداة تحتاج إليها من مثقاب أو منشار كهربائي أو سلالم أو حتى آلات ثقب الصخور.

واليوم، تُقرض هذه المكتبة أكثر من 4,800 أداة للأشخاص الذين لا يستطيعون أو لا يرغبون في دفع مئات الدولارات مقابل أدوات باهظة الثمن يحتاجون لاستخدامها مرة واحدة فقط.

مكتبات الألعاب

تُوجد أقدم مكتبة ألعاب في مقاطعة لوس أنجلوس. وبدأت الفكرة عام 1935، من قِبل صاحب متجر ألعاب أطفال لاحظ أن بعض الأطفال يسرقون ألعابًا من المتجر، وقرّر أن يُقرضها لهم بالمجان.

وعلى غرار المكتبات التقليدية، تسمح هذه المكتبات للأطفال باستعارة الألعاب، وتوفّر على الأهالي بعض النقود.

واليوم، يقدّم هذا البرنامج خدماته لـ35 ألف طفلٍ كل عام، ويسمح لهم بالوصول إلى أهم موارد الطفولة: الألعاب.

مكتبات الآلات الموسيقية

توفّر هذه المكتبات لأي شخص فرصة لتعلّم العزف على آلة موسيقية، أو حتى مجرد تجربة القليل منها، مما يُساعد في جعل العالم مكانًا موسيقيًا أكثر.

تقدّم هذه المكتبات الفرصة لأي شخص لتعلّم العزف على الآلات الموسيقية، أو حتى مجرد تجربتها لاكتشاف ما الذي يفضّله. وهناك العديد من هذه المكتبات في عدة بلدان ومدن على غرار بروكلين ولافاييت.

مكتبات التجهيزات

تُكلّف معدّات التخييم والتسلّق وحقائب الظهر مئات الدولارات، ولهذا السبب، تعرض مكتبات التجهيزات المعدّات اللازمة للاستعارة كي تسهّل المهمة على المغامرين ومحبّي الرحلات.

وتدير منظمة "فاميلي إن نيتشر" (Family in nature) واحدة من هذه المكتبات في تكساس، ويمكنها أن تجهّز 100 شخص بالخِيم ومعدات النوم وحقائب الظهر والمصابيح الأمامية، وكل ما يحتاجونه للاستكشاف.

وتحتوي مكتبة متجر "ذا ماونتينير" (The mountaineer) في واشنطن، على المعدات الرياضة الشتوية مثل الزلّاجات. ويهدف المتجر لجعل الاستجمام في الهواء الطلق أكثر سهولة وشمولية، خصوصًا للمجتمعات الفقيرة والأقل حظًا.

وتُعدّ هذه المكتبات مصدرًا مهمًا لمساعدة المجتمعات على الخروج والاستمتاع بالبيئة.

مكتبات الأحجيات

في موقع "Jigsaw Puzzle Swap Exchange"، يستمتع الأعضاء بأكثر من 6100 مبادلة للأحجيات، ويُمكن لروّاد الموقع أن يطلبوا أحجيات محدّدة أو التعبير عن تفضيلاتهم كي تصلهم الأحجيات التي تتناسب مع اهتماماتهم.

وهناك العديد من مكتبات الأحجيات التي لها أصول شعبية، كتلك التي بدأتها أليغرا جابو في مدينة أرلينغتون، وفي مكتبتها "Douglas Park Little Free Puzzle"، التي أنشأتها في مدخل منزلها أثناء جائحة كوفيد 19، حيث قدّمت أكثر من 300 أحجية تبرّع بها جيرانها. وهي تبحث الآن عن مكان دائم لمكتبتها.

مكتبة الحبوب

تقدّم هذه المكتبة البذور للبستانيين في أوقات الزراعة، على أن يحتفظوا بجزء من بذور النباتات التي زرعوها ويُعيدوها إلى المكتبة كي يتمكّن الآخرون من استخدامها في المستقبل، سواءً للزراعة أو التعليم.

ويتمثّل الهدف الأساسي من هذه المكتبات في الحفاظ على التنوّع البيولوجي المحلي من خلال جمع الأصناف النادرة والمتوارَثة من البذور غير المتوفرة على نطاق واسع.

ويستخدم قبو البذور العالمي "سفالبارد" (بنك بذور يقع في جزيرة سبتسبرغن النرويجية) الصخور السميكة والتربة الصقيعية للحفاظ على بذور احتياطية لأكثر من مليون نوع من بذور المحاصيل، لحماية العالم من انقراض مصادر الغذاء المهمة. ولا يُمكن الوصول إلى هذه البذور إلا في حالات الطوارئ.

وأكد المستشار الزراعي عمران ياسر الخصاونة، في حديث سابق إلى "العربي"، أن بنك سفالبارد من أهم المنشآت الزراعية على مستوى العالم، وهو يمثل سفينة "نجاة" في حال حدوث أي كوارث طبيعية أو حروب عسكرية، حيث تمّ تأسيسه عام 2006 وافتُتح رسميًا عام 2008.

في المقابل، تحتفظ مكتبات البذور المحلية بالأصناف المتداولة، مما يُعزّز التطور المستمر، إذ تتكيّف الأنواع كي تزدهر في المنطقة. ويُمكن للأطفال أن يتعلّموا من أين يأتي طعامهم، ويمكن أن يُسهم البستانيون المتحمّسون في الحفاظ على التنوّع النباتي في منطقتهم.

مكتبة البشر

تقع هذه المكتبة في كوبنهاغن، الدنمارك. والكتب البشرية هي عبارة عن متطوّعين موصومين في المجتمع، مثل شخص مصاب بالتوحّد وغيره.

وتوفّر المكتبة التي لا تبغى الربح، للزوّار فرصة الجلوس والحوار مع شخص ربما لا يفهمونه. وتأمل المكتبة بتحدّي التعصّب وتعزيز مجتمعات أكثر شمولية.

وخلال أسبوع افتتاحها عام 2000، استقبلت المكتبة أكثر من ألف زائر. ووسّعت المكتبة البشرية أنشطتها في أكثر من 80 دولة حول العالم.

مكتبة الأشياء

تحتفظ مكتبة الأشياء بكل شيء من لوازم الحفلات إلى ماكينات الخياطة، باعتباره جزءًا من تحرك عالمي لتقليل النفايات وتعزيز الاقتصاد التشاركي.

وتنتشر مكتبات الأشياء في جميع أنحاء العالم على غرار مكتبة مستودع المشاركة في أونتاريو إلى مكتبة ليلى في برلين.

ولا توفّر مكتبات الأشياء المال على الناس فقط، بل تؤسس أيضًا شعورًا بالمجتمع من خلال إنشاء مورد مشترك والسماح للجيران بمشاركة ما يحتاجونه.

كما لها تأثير بيئي أيضًا، كغيرها من المكتبات في هذه القائمة؛ وبهذا، لا تُهدر النقود ولا تلقى بقايا الأشياء مصيرها في مكب النفايات.