لبنان.. مظاهرة في بيروت مع استمرار الأزمة السياسية

تظاهر الآلاف في وسط بيروت اليوم الجمعة للمطالبة بحكومة مستقلة جديدة لإخراج لبنان من أزمته المتفاقمة وسط تزايد الإحباط من الانهيار المالي في البلاد.

وتمثل الأزمة الاقتصادية في لبنان أكبر تهديد لاستقراره منذ الحرب الأهلية التي دارت بين 1975 و1990. وقضت الأزمة منذ اندلاعها في أواخر عام 2019، على الوظائف، وحرمت الناس من ودائعهم المصرفية وخفضت قيمة العملة بنسبة 85 بالمئة وزادت من خطر انتشار الجوع على نطاق واسع.

البحث عن نظام بديل

وقالت مجموعة من المتظاهرين في بيان "أمام الفشل الفاضح للسلطة على مستوى التحدّي الاجتماعيّ والاقتصاديّ، نرجع إلى الشارع بهدف فرض تشكيل حكومة مستقلّة عن أحزاب المنظومة الآن، ومن أجل بناء بديل عن النظام الحاليّ". 

وتفاقمت مشاكل لبنان بعد انفجار أغسطس آب في مرفأ بيروت الذي دمر مساحات واسعة من العاصمة وأسفر عن مقتل 200 شخص ودفع الحكومة إلى الاستقالة وترك البلاد بلا ربان في وقت يزداد فيه الانهيار المالي.

وظلت حكومة رئيس الوزراء حسان دياب تقوم بتصريف الأعمال إلى حين تشكيل حكومة جديدة. لكن رئيس الوزراء المكلف سعد الحريري، الذي تمت تسميته في أكتوبر/  تشرين الأول، على خلاف مع الرئيس ميشال عون ولم يتمكن من تشكيل حكومة جديدة لإجراء إصلاحات مطلوبة بشدة للحصول على المساعدات الدولية.

وقال متظاهر مع عائلته "جوعانين بكل بساطة، مكاننا هنا... الناس شو عندها مخرج ثاني غير الشارع... هنا مكاننا، هذا الشعب الفقير هنا مكانه".

وزير الداخلية: الأمن تلاشى

ويأتي الاحتجاج بعد يومين من الهدوء النسبي بعدما قامت مجموعات من المتظاهرين الغاضبين من هبوط العملة إلى مستوى منخفض جديد بإشعال الإطارات لإغلاق الشوارع. وأدلى عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال بتصريحات علنية مثيرة للقلق الأسبوع الماضي عن الوضع الأمني والمالي في لبنان.

وقال وزير الداخلية محمد فهمي "منذ ثلاثة شهور كان من الممكن أن أقول (الوضع الأمني) بدأ في التلاشي لكن الآن الأمن تلاشى، كل الاحتمالات مفتوحة".

من جهته، حذر وزير الطاقة ريمون غجر من أن الأموال اللازمة للكهرباء تنفد وأن لبنان قد يشهد انقطاعًا كاملًا للكهرباء بحلول نهاية هذا الشهر. وعلى الرغم من التحذيرات، لم تشهد الجبهة السياسية أي تحرك.