حذّر وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان ريمون غجر من أن وزارته لن "تستطيع سداد ثمن الوقود اللازم لتوليد الكهرباء بعد مارس/ آذار، ما لم تُوافق الجهات المعنية على المزيد من التمويل.
ويُعاني لبنان من أزمة كهرباء مزمنة، إلا أن انهيار الوضع الاقتصادي وتراكم الديون الخارجية، وانهيار قيمة الليرة، وعجز الأطراف السياسية عن تشكيل حكومة إنقاذية تلبي شروط الدول الخارجية للمساعدة؛ فاقم الأزمة بحيث ارتفعت ساعات التقنين في معظم المناطق والقرى، ووصلت إلى أكثر من 12 ساعة يوميًا في بعض المناطق.
وقال غجر: " نحن نسير باتجاه وضع صعب جدًا، لأنه إذا لم يتوفّر الفيول (وقود) فلن يكون هناك كهرباء".
وأضاف الوزير أنه طلب من رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب ورئيس مجلس النواب نبيه بري الموافقة على قرض طارئ لمؤسسة "كهرباء لبنان"، الشركة الحكومية الرسمية، بقيمة 1500 مليار ليرة لبنانية (996 مليون دولار بسعر الصرف الرسمي) لشراء المزيد من الوقود.
وكان غجر طمأن في وقت سابق من الشهر الحالي، أن لبنان "يحتفظ بوقود كاف لمدة شهرين".
ويبدو أنه كان يُعوّل على تنفيذ المادة 13 من مشروع موازنة العام 2021، والتي تنصّ على "إعطاء مؤسسة كهرباء لبنان سلفة خزينة بقيمة 1500 مليار (حد أقصى) مخصصة لتسديد عجز شراء المحروقات وتسديد فوائد وأقساط القروض لصالح المؤسسة".
لكنّ الأزمة السياسية والفشل في تشكيل حكومة جديدة تُعقّد إقرار أي موازنة في البرلمان. واستبق مجلس النواب الأمر بإقرار الإنفاق من خارج الموازنة. وقد يؤثّر الإنفاق من دون موازنة على قدرة الحكومة على تأمين رواتب وأجور العاملين في القطاع العام.
وتُشير تقارير إلى أن غجر زار بري في محاولة منه لحثّه على تمرير السّلف، إلا أن بري رفض ذلك، معللًا رفضه بأن " البلد في حالة إفلاس، والحكومة الحالية عاجزة عن ترشيد الدعم. وأن مفتاح الحل هو في تشكيل حكومة جديدة".
وفي ظلّ أزمة الكهرباء، يستمرّ اللبنانيون في دفع فاتورتين الأولى لشركة الكهرباء الرسمية والثانية للمولّدات الخاصّة، إلا أن أصحاب المولّدات حذّروا، بدورهم، الأسبوع الماضي من أنه "عندما تقرّر مؤسسة كهرباء لبنان إطفاء معامل الكهرباء، فسنطفئ مولّداتنا".
وفي حال فشلت الدولة في الوصول إلى اتفاق مع مصرف لبنان حول عدم رفع الدعم عن المحروقات، وما يُرتّبه نقيض ذلك من ارتفاع أسعار الوقود وارتفاع قيمة الاشتراك الشهري فيها، فإن قطاع المولدات "لا يمكن أن يستمرّ، أو يقوم بهذا الحمل كلّه".