الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

لتجنب قتل المدنيين في الغارات الجوية.. البنتاغون يجري إصلاحات جديدة

لتجنب قتل المدنيين في الغارات الجوية.. البنتاغون يجري إصلاحات جديدة

Changed

تغطية "العربي" في سبتمبر 2021 للمكان الذي نفذت فيه واشنطن غارة في أفغانستان تسببت بمقتل 10 مدنيين عن طريق الخطأ (الصورة: غيتي)
طلب وزير الدفاع الأميركي من مسؤولي البنتاغون القيام بإصلاحات تهدف إلى تقليل سقوط الضحايا من المدنيين في الضربات الجوية الأميركية.

أصدر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أوامره لمسؤولي البنتاغون بإجراء إصلاحات لتقليل عدد القتلى من المدنيين في الضربات العسكرية التي تنفذها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق وسوريا، بعد سقوط عدد من هؤلاء الضحايا في حوادث غير مبررة.

وجاء قرار وزير الدفاع الأميركي بعد أن خلص تقرير قُدم في فبراير/ شباط 2021 ونُشر الخميس، إلى أنّ القيادات المختلفة للجيش الأميركي لا تُشارك بشكل كافٍ الدروس المستخلصة من أخطائها، وأن وزارة الدفاع الأميركية لا تعوّض أسر الضحايا بطريقة مناسبة.

مراجعة تقييم "الحوادث"

وفي مذكرة موجهة إلى القيادة العسكرية نُشرت الخميس، قال وزير الدفاع الأميركي إنّ حماية المدنيين "واجب إستراتيجي وأخلاقي".

وأضاف: "سنراجع طرق تقييمنا للحوادث التي قد تكون ألحقت أذى بمدنيين، وسنعترف بالأضرار التي لحقت بالمدنيين... ونستخدم الدروس المستخلصة منها في التحضير للعمليات المستقبلية وتنفيذها".

وأمهل لويد أوستن البنتاغون ثلاثة أشهر ليقدّم إليه خطة عمل لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، ثم ثلاثة أشهر إضافية لتطوير تعليمات جديدة لمشغلي الطائرات بدون طيار وتسلسل قيادتهم.

كما قرر إنشاء "مركز امتياز" لتطوير أدوات أفضل قادرة على الحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، وجمع كل الحوادث التي واجهتها مختلف قيادات الجيش الأميركي في العالم، في قاعدة بيانات واحدة بهدف استخلاص العبَر منها.

وتمت التوصية بهذه الإجراءات في تقرير صادر عن مركز الأبحاث "راند" بتكليف من البنتاغون بناءً على طلب الكونغرس.

وقال مايكل ماكنيرني، أحد معدّي التقرير، الذي قُدِّم في فبراير/ شباط 2021 إلى البنتاغون ونُشر الخميس، إنّ الجيش الأميركي منح في كثير من الأحيان تعويضات "على شكل هبات"، أي تعويضات مالية لأسر الضحايا من دون الاعتراف بمسؤوليته القانونية، في أفغانستان والعراق.

وأضاف ماكنيرني للصحافيين: "البنتاغون بحاجة إلى أن يوضح بشكل أكبر الغرض من هذه المدفوعات. هل هي موجودة لمساعدة القوات الأميركية أو قادة الوحدات كما استخدمها البعض في أفغانستان؟ أم ينبغي استخدامها للاعتراف بالأخطاء وللمحاسبة؟".

آلاف الضحايا المدنيين

وجاءت هذه الإصلاحات بعد نشر تحقيقات عدة في صحيفة "نيويورك تايمز" تظهر أن ضربات الطائرات المسيّرة التي بات الجيش الأميركي يفضل اللجوء إليها منذ عام 2014 في حربه ضد الجماعات المسلحة في أفغانستان والعراق وسوريا، تسببت في سقوط آلاف الضحايا المدنيين، بينهم كثير من الأطفال.

كما اتهمت الصحيفة قوة أميركية خاصة تعمل في سوريا أحيانًا في سرية تامة، بقصف مجموعة من المدنيين ثلاث مرات في مارس/ آذار 2019 بالقرب من الباغوز، آخر معقل لتنظيم "الدولة" في سوريا، ما أدى إلى مقتل 70 شخصًا بينهم نساء وأطفال.

ووقع أحدث خطأ عسكري أميركي في 27 أغسطس/ آب في كابل عاصمة أفغانستان، في الأيام الأخيرة من الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، عندما تسببت غارة نفذتها طائرة بدون طيار، بمقتل 10 مدنيين بطريق الخطأ، بينهم سبعة أطفال، بناء على معلومات استخباراتية خاطئة، وقد اعترفت واشنطن بهذا الخطأ وقدّم أوستن اعتذاره.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close