الجمعة 26 أبريل / أبريل 2024

لتخفيف تبعاته الصحية وتكلفته.. تبسيط العلاج الكيميائي لمرضى السرطان

لتخفيف تبعاته الصحية وتكلفته.. تبسيط العلاج الكيميائي لمرضى السرطان

Changed

فقرة سابقة من برنامج "صباح جديد" تناقش تقنية جديدة باستخدام الضوء لعلاج السرطان (الصورة: غيتي)
خلال التجارب ما قبل السريرية للعلاج الكيميائي الجديد على الفئران، توصّل العلماء إلى فاعلية أفضل من الصيغة التجارية للمكوّن النشط الذي يتم إعطاؤه من طريق الوريد.

يعتمد علاج مرض السرطان في أغلب الأحيان على إعطاء العلاج الكيميائي من طريق الوريد، مما يولد الكثير من التبعات الصحية، ويستلزم مكوث المريض في المستشفى.

إلا أن دراسة فرنسية أُجريت على الحيوانات، أعطت الأمل بجعل هذا الإجراء مبسّطًا أكثر.

واقترحت الدراسة التي نشرتها مجلة "أميركان كيميكل سوسايتي" اعتماد حقن العلاج الكيميائي تحت الجلد بدلًا من الحقن الوريدي المتّبع راهنًا، في حال ثبتت فاعلية هذه الطريقة لدى البشر بعد اختبارها على الحيوانات.

لكن اللجوء إلى هذه الطريقة التي تتّسم بسهولة أكبر في التنفيذ وبإزعاج أقلّ للمريض، غير ممكن في معظم الأحيان، لأن المكوّنات النشطة للعلاج تميل إلى الركود في الأنسجة تحت الجلد فتتسبّب بنخره بسبب سمّيتها العالية.

ولذلك، توصّل العلماء إلى نهج جديد يهدف إلى تذليل هذه العقبة، من خلال إرفاق المكوّن النشط القليل القابلية للذوبان "باكليتاكسيل" المستخدم على نطاق واسع في العلاج الكيميائي، بـ"مُبلمر" (مركب ذو وزن جزيئي مرتفع مكون من وحدات جزئية مكررة) يتسم بتَواؤمه القوي مع الماء.

دواء قابل للذوبان

وأتاح هذا النهج التوصّل إلى دواء مضاد للسرطان قابل للذوبان، وبالتالي يُمكن أن يمرّ بسرعة من النسيج تحت الجلد، إلى مجرى الدم من دون التسبب بسمّية في الموقع الذي يُحقن فيه.

وخلال التجارب ما قبل السريرية لهذا العلاج الكيميائي الجديد على الفئران، توصّل العلماء إلى فاعلية أفضل من الصيغة التجارية للمكوّن النشط (تاكسول) الذي يتمّ إعطاؤه من طريق الوريد.

وبما أن للعلاج الكيميائي متطلبات لوجستية كثيرة (كتوفير موظفين مؤهلين ودخول المستشفى وسوى ذلك)، وتكلفة عالية، شدّد مدير الأبحاث في المركز الوطني الفرنسي للبحوث العلمية  (CNRS)  جوليان نيكولا، المعدّ الرئيسي للدراسة، في تصريح لوكالة فرانس برس على أن "الفائدة الرئيسية لهذا النهج الجديد تكمن في تسهيل العلاج الكيميائي وتعزيز راحة المرضى الذين قد يصبحون قادرين على تلقّي العلاج في منازلهم".

ومع أن هذا البحث أسفر عن نتائج واعدة على نموذج حيواني، إلا أنه لم يثبت بعد فاعليته على البشر، وهو ما دفع العلماء إلى تأسيس شركة "Imescia" الناشئة، ويأملون في بدء إجراء تجارب سريرية على البشر عام 2024.

وتتواصل جهود العلماء في محاربة مرض السرطان الذي يقتل الآلاف سنويًا حول العالم، ومن بينها العلاج المناعي الضوئي الذي يستهدف ويقضي على الخلايا السرطانية المجهرية.

ويتركز العلاج الضوئي على إجبار الخلايا السرطانية على التوهج في الظلام، مما يساعد الجراحين على إزالة الأورام بشكل موسع أكثر مقارنة بالتقنيات الحالية، كما أنّه يقتل الخلايا المتبقية في غضون دقائق بمجرد اكتمال الجراحة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close