أظهرت أبحاث أجريت في الولايات المتحدة، نتائج واعدة قد تقلب موازين المعركة ضد مرض ألزهايمر، عبر عقار تجريبي من إنتاج شركتي إيساي وبيوجين للأدوية.
وقالت شركتا الأدوية، إن الدواء الذي تصنّعانه يعطي مفعوله عندما يُستخدَم في مراحل مبكرة من الإصابة بالمرض.
وأكدت الشركتان قدرة العقار على إبطاء وتيرة تطوّر مرض ألزهايمر وتدهور حالة المخ، وهو ما وصفته دوائر طبية بـ"اللحظة التاريخية".
عشرات الاختبارات
صُمّم الدواء المسمى "ليكانيماب"، بحيث يقضي على بروتينات أميلويد بيتا السامة التي تترسب في دماغ المصاب بمرض ألزهايمر.
وكانت عشرات الاختبارات التي أجريت على عقاقير مشابهة قد فشلت، وأثارت تساؤلات عمّا إذا كانت فعلًا بروتينات أميلويد تقف وراء الإصابة بمرض ألزهايمر.
وأجريت الاختبارات الخاصة بدواء ليكانيماب على 1,795 متطوعًا لا يزالون في المراحل المبكرة من الإصابة بمرض ألزهايمر.
وجرى حقن هؤلاء المتطوعين بدواء ليكانيماب كل أسبوعين، كما خضع المتطوعون لاختبارات للكشف على القدرات الخاصة بالذاكرة ولياقة الدماغ لديهم.
وتباطأت سرعة انهيار التعرّف على الأشياء لدى هؤلاء المتطوعين الخاضعين للاختبارات بمعدل 27% على مدى 18 شهرًا هي زمن الاختبارات، وذلك مقارنة بأشخاص جرى حقنهم بدواء وهمي، بحسب ما قالت الشركتان المصنّعتان للدواء الجديد.
وأكثر من 55 مليون شخص حول العالم يعانون من ألزهايمر، الذي يصيب النساء أكثر من الرجال وفق أرقام منظمة الصحة العالمية.
ويتوقع أن يرتفع عدد المصابين بـ"ألزهايمر" في العالم إلى 78 مليون بحلول عام 2030، وإلى 139 مليون بحلول عام 2050.
تسريع إجراءات الدواء
وفي هذا الإطار، قال وائل كرمة، المستشار في أمراض الشيخوخة، إن وجود عقار يمكن تقديمه للمريض عبر الدم ويأخذه المريض كل شهر، هو حدث ملفت وخاصة أنه من سنتين لم يكن هناك أدوية قادرة على إيقاف المرض.
وأضاف كرمة في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن الأدوية السابقة كانت تساعد في عملية التفكير، ولكن لا تخفف حدوث المرض.
وأشار إلى أن استخدام إستراتيجية جهاز المناعة عبر توجيه مضادات حيوية مثل المضادات التي يفرزها الجسم عند التعرض للفيروس.
ولفت كرمة، إلى وجود دواء آخر الذي يعمل كمضادات حيوية والذي جرى استعماله للمرض، ولذلك فإن الذاكرة فيها وظائف عدة غير الأسماء والأرقام، مثل الوعي والتفكير التجريدي ومعرفة الزمن والمكان الذي نعيش فيه ورؤية الأجسام بثلاثة أبعاد.
واعتبر كرمة، أن الأشخاص الذين لديهم مرض ألزهايمر يخشى عليهم من القيام بأعمال خطرة في المنزل مثل ترك الغاز مشتعلًا، وبالتالي فإن الدواء أسهم في تحسين الوظائف الإدراكية.