Skip to main content

لخفض التوترات النووية مع روسيا.. واشنطن تلغي اختبار صاروخها البالستي

السبت 2 أبريل 2022

ألغى الجيش الأميركي تجربة مقررة مسبقًا لصاروخه البالستي العابر للقارات في محاولة لخفض التوترات النووية مع روسيا خلال الحرب في أوكرانيا.

وأكد سلاح الجو إلغاء اختبار "مينوتمان 3" بعد أن أعلنت موسكو  يوم أمس الجمعة أنها ستعزز وجودها العسكري على حدودها الغربية مع أوروبا.

وكانت الولايات المتحدة قد أجّلت في السابق اختبار الصواريخ البالستية العابرة للقارات في 2 مارس/ آذار عندما قالت روسيا: "إنها كانت تضع قواتها النووية في حالة تأهب قصوى".

وقالت واشنطن في ذلك الوقت إنه "من المهم أن تضع الدولتان في الحسبان مخاطر سوء التقدير واتخاذ خطوات لتقليل تلك المخاطر". ومع ذلك، قال المسؤولون إن القصد كان فقط تأجيل الاختبار "قليلًا" وليس إلغاءه.

لماذا تأجل الإطلاق؟

وقالت المتحدثة باسم القوات الجوية آن ستيفانيك يوم الجمعة: إن قرار إلغاء اختبار صاروخ "مينوتمان 3" كان للأسباب نفسها عندما تم تأجيله لأول مرة. لكنها أشارت إلى أن القوة الجوية واثقة من جاهزية القوات الإستراتيجية. 

ومن المقرر إجراء اختبار "مينوتمان 3" التالي في وقت لاحق من هذا العام.

ويعد الصاروخ ذو القدرة النووية جزءًا أساسيًا من الترسانة الإستراتيجية للجيش الأميركي ويبلغ مداه أكثر من 6000 ميل ويمكنه السفر بسرعة تقارب 15000 ميل في الساعة.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فبراير/ شباط الماضي، إنه يجب وضع القوات النووية في بلاده في حالة تأهب قصوى، مما أثار مخاوف من أن يؤدي الهجوم الروسي على أوكرانيا إلى حرب نووية.

وردًا على ذلك، اتخذ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن قرارًا بإلغاء تجربة صاروخ بالستي كان من المقرر إجراؤه في أوائل مارس/ آذار "لإثبات أننا قوة نووية مسؤولة".

ليست خطوة إلى الوراء

وزعم المتحدث باسم البنتاغون، جون كيربي، أن هذه الخطوة كانت استعراضًا لـ "ضبط النفس" وسط تحذيرات من أن بوتين سينشر قنابل فراغ وذخائر عنقودية عبر الحدود.

وأكد كيربي للأمة خلال مؤتمر صحافي في 2 مارس: "هذه ليست خطوة إلى الوراء في استعدادنا، ولا تعني أننا سنلغي بالضرورة الأنشطة الروتينية الأخرى لضمان قدرة نووية ذات مصداقية".

وقال: "لم نتخذ هذا القرار باستخفاف، ولكن بدلًا من ذلك لإثبات أننا قوة نووية مسؤولة". وأضاف: "نظل على ثقة في موقفنا الإستراتيجي".

وعلى الرغم من تهديدات روسيا، قال المسؤولون الأميركيون إنهم لم يروا أي سبب لتغيير مستويات التأهب النووي لواشنطن حتى الآن.

ومع ذلك، يحذر الخبراء من أن تعديل الجدول الزمني لاختبار قوة الصواريخ البالستية العابرة للقارات الأميركية قد يكون مثيرًا للجدل، بحسب صحيفة "ديلي ميل". 

وتنتشر الصواريخ في صوامع محصنة تحت الأرض تديرها أطقم الإطلاق.

وأعرب السناتور الأميركي جيم إينهوفي، أكبر جمهوري في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، عن خيبة أمله في مارس/ آذار من تأجيل الاختبار الذي قال إنه حاسم لضمان بقاء الردع النووي الأميركي فعالًا.

وتمتلك روسيا والولايات المتحدة إلى حد بعيد أكبر ترسانات الرؤوس النووية بعد الحرب الباردة التي قسمت العالم وأثارت الغرب ضد الاتحاد السوفيتي وحلفائه.

تجربة بيونغيانغ

وكانت كوريا الشمالية قد أعلنت في 24 مارس/ آذار الفائت إنها أجرت تجارب على إطلاق صاروخها البالستي الجديد العابر للقارات هواسونغ-17، في أول اختبار لصاروخ بهذا الحجم منذ عام 2017.

ووصفت وسائل الإعلام الحكومية في كوريا الشمالية تجربة الإطلاق بأنها "معجزة لم يسبق لها مثيل". وأكد مسؤولون كوريون جنوبيون ويابانيون بشكل مستقل، بيانات الرحلة التي أظهرت أن الصاروخ حلق على ارتفاع أعلى ومسافة أطول من أي اختبار سابق.

لكن التفاصيل الجديدة، بما في ذلك التناقضات التي تم رصدها في مقطع الفيديو الكوري الشمالي الذي أظهر الزعيم كيم جونغ أون، وهو يشرف على عملية الإطلاق مرتديًا سترة جلدية وواضعًا نظارة شمسية، أحدثت ثغرات في مزاعم بيونغيانغ.

"ما الذي تم إطلاقه"

وقال كولين زويركو كبير المراسلين المحللين لدى "إن.كيه برو"، وهو موقع على الإنترنت يراقب كوريا الشمالية ويتخذ من سول مقرًا له: "السؤال الأكبر الآن هو ما الذي تم إطلاقه في 24 مارس".

وفحص زويركو صور الأقمار الاصطناعية التجارية ولقطاتها التي نشرتها وسائل الإعلام الحكومية، قائلًا: إن التناقضات فيما يتعلق بالطقس وضوء الشمس وعوامل أخرى تشير إلى أن الإطلاق الذي أظهرته كوريا الشمالية حدث في يوم آخر.

وأضاف: "توصلت إلى وجود ممارسة أخرى للخداع، ولكن يبقى السؤال: هل اختبروا صاروخ هواسونغ-17 آخر من دون الكشف لنا عن ذلك، أم أنهم اختبروا شيئًا آخر؟".

من جهته، خلص مركز جيمس مارتن لدراسات الحد من انتشار الأسلحة، ومقره الولايات المتحدة، إلى أن بعض اللقطات الكورية الشمالية من المرجح أن تكون من تجربة جرت في صباح يوم 16 مارس/ آذار.

وعقب ذلك، قالت كوريا الجنوبية: إن تلك العملية فشلت بعد وقت قصير من الإطلاق، إذ انفجر الصاروخ في الجو فوق بيونغيانغ. ولم تعترف كوريا الشمالية قط بهذه العملية أو بفشلها.

المصادر:
العربي - ترجمات
شارك القصة