تمعن دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ خمسة أشهر في تكثيف حملات الإبادة والقتل والتدمير الممنهج ضد أهالي قطاع غزة المحاصر منذ نحو عقدين من الزمن، مما أسفر عن استشهاد أكثر من 30 ألف مدني وإصابة عشرات الآلاف بجروح غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي هذه الأشهر الخمسة لم يبق الاحتلال قطاعًا حيويًا إلا واستهدفه وسواه بالأرض، وقتل كل من كان يشغله سعيًا لتدمير كل معالم الحياة في غزة وتحويلها إلى منطقة غير صالحة للسكن.
تضامن واسع مع غزة
ولم تقتصر سياسة الاحتلال على استهداف البنية التحتية للقطاع، بل تجاوز ذلك إلى مرحلة أخرى من تعذيب المدنيين عبر تجويع الأطفال الذين باتوا يسقطون من الجوع يوميًا.
كل هذه الجرائم التي صورت ووثقت وبثتها وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يبدو أنها أحدثت زلزالًا في الضمير العالمي.
فقد توشحت شوارع ولاية نيويورك الأميركية بالعلم الفلسطيني الذي رفعه آلاف المشاركين في مظاهرة ضخمة تطالب بوضع حد للإبادة الجماعية التي تمارسها إسرائيل في غزة.
ولم تكن مدينة نيويورك الوحيدة التي ثارت لنصرة غزة في اليوم العالمي للعمل من أجل فلسطين، بل جابت شوارع العاصمة واشنطن وبوسطن وديترويت ولوس أنجلوس، مسيرات ضخمة كذلك.
"لستم وحدكم"
لكن نيويورك تميزت هذه المرة بأن احتجاجاتها دامت 24 ساعة في ظل ظروف جوية صعبة وأمطار متواصلة.
وكانت الممثلة الأميركية سوزان ساراندون حاضرة في مظاهرات نيويورك وألقت كلمة دعت فيها إلى تحرير فلسطين ووقف جرائم الإبادة الجماعية في غزة، وتوجهت إلى الفلسطينيين بالقول: "لستم وحدكم، فالملايين في العالم يقفون من أجلكم".
وقالت ساراندون: "قد يكون الكفاح من أجل إحقاق العدالة كفاحًا موحشًا..مضنيًا فرديًا، لكنه لا يقارن بما يحصل في غزة ورفح وما عانى منه الفلسطينيون على مدى 75 عامًا".
وأضافت: "قد يفضي كشف النقاب عن الحقيقة المرة إلى خسارة مصدر رزقكم أو أصدقائكم وقد يفضي إلى فقدان أسرتكم، لكنني أريد منكم الآن أن تشاهدوا هذا البحر من المظلات وهذا الجمع الغفير لأننا نحن عائلتكم فأنتم لستوا بمفردكم".
وقد قوبل مشهد المظاهرات في نيويورك بتفاعل واسع على منصات التواصل الاجتماعي.
وكتبت منار قائلة: "كل هذه المظاهرات ولم تحرك الحكومات الغربية ساكنًا، كم هو مخدوع من كان يظن أن في الغرب قيمة للشعوب مثلما أوهموهم".
بدوره، قال أبو بكر: "الله قادر في لحظة أن يزيل ضائقتنا ويعيد غزة إلى أفضل مما كانت عليه من قبل، وستعود فلسطين عظيمة".
أما الناشطة الأميركية دارين تشنك فقالت: "ما يحدث في فلسطين اليوم هو أن هناك أطفالًا في الشوارع، جروح على أقدامهم، بطون منتفخة من الجوع بلا آباء، لكنهم ما زالوا يسيرون".