الخميس 16 مايو / مايو 2024

لقاءات غير مكتملة.. أهالي الأسرى ومعاناة رحلة زيارتهم في سجون الاحتلال

لقاءات غير مكتملة.. أهالي الأسرى ومعاناة رحلة زيارتهم في سجون الاحتلال

Changed

نافذة عبر "العربي" على معاناة الفلسطينيين في رحلة زيارة أبنائهم الأسرى في سجون الاحتلال (الصورة: أرشيفية غيتي)
تبدأ معاناة أهالي الأسرى الفلسطينيين في رحلة زيارتهم في الصباح الباكر وتمر بعقبات متتالية قبل اقتناص مجرد دقائق معهم.

تعيش عائلات الأسرى الفلسطينيين معاناة مستمرة في رحلتها لزيارة أبنائها في سجون الاحتلال.

تبدأ رحلة المعاناة في الصباح الباكر، وتمر بعقبات متتالية منها الطريق الطويل وإجراءات التفتيش والانتظار ساعات طويلة من أجل اقتناص مجرد دقائق معدودة مع الأسير.

أما في السجن، فتنتظر الأهالي لقاءات غير مكتملة مع أحبتهم، بلا عناق ومن خلف حواجز زجاجية.

"ليلة زيارة الأسرى مميزة"

رافقت كاميرا "العربي" رحلة الأهالي إلى سجن النقب في الداخل الفلسطيني المحتل، والتي بدأت بعد آذان الفجر.

إحدى هؤلاء إسلام عليان، التي استعدت للقاء خطيبها الأسير المقدسي بشار العبيدي، فغيابه منذ نحو 9 سنوات هو الظلام الدامس، وليس موعد الانطلاق للقاء ينير قلوب من أثقلهم حمل الغياب.

تقول إن ليلة الزيارة تكون مميزة بالنسبة لها ولكل أهالي الأسرى، فهم ينتظرون حلولها قبل شهر من موعدها. 

انطلقت الحافلة من القدس إلى سجن النقب محملة بمن ينتظرون شروق شمس الحرية، وتخفق قلوبهم الصابرة للقاء غير مكتمل، يتم بلا عناق من خلف لوح زجاجي وعبر سماعة هاتف مشوشة.

بوصول الحافلة، أصبحت المسافة الكبيرة بين الأسرى وذويهم صفرًا. تكدست ساحة الانتظار بالمشتاقين، وبعد انتظار لساعات ومعاناة في إدخال ملابس الأسرى واحتياجاتهم وتفتيش دقيق، تمت الزيارة ومدتها 45 دقيقة فقط.

غلبت على رحلة الإياب في الحافلة الدموع والحزن في نهاية رحلة العذاب. وأُجلت الكلمات التي لم يستطع ذوو الأسرى قولها من خلف اللوح الزجاجي إلى الشهر المقبل.

فحينها سيسيروا في الرحلة ذاتها مجددًا، من أجل لقاء لا يكمل الساعة الواحدة، لكن طريقه تستغرق أكثر من 12 ساعة.

"مزيد من الإجراءات الظالمة"

ويلفت رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب، إلى أن سلطات الاحتلال تقوم بتنفيذ مجموعة من الإجراءات الظالمة بحق الأسرى.

ويقول في حديثه إلى "العربي" من القدس، إن تلك السلطات تستغل يوم الزيارة لمزيد من الإجراءات الظالمة، وتحديدًا في وضع الأسرى في أماكن بعيدة عن أماكن سكنهم؛ إما في أقصى شمال فلسطين أو في أقصى جنوبها في صحراء النقب بالقرب من الحدود المصرية.

ويشرح أن الأهالي يضطرون للخروج منذ ساعات ما قبل الفجر من منازلهم في باصات وحافلات الصليب الأحمر لمرة واحدة في الشهر، مشيرًا إلى أن مدة الزيارة 45 دقيقة فقط، وهي تحق – وفق القانون الاحتلالي – لأقارب الأسير من الدرجة الأولى.

ويتوقف عند معاناة الأهالي لدى وصولهم إلى بوابة السجن، حيث ينتظرون لفترة طويلة حتى تفتح لتدخل الحافلة إلى الساحة.

ويشير إلى أن الأخيرة - وينتظر فيها الأهالي لساعات طويلة حتى يأذن السجان في بدء الزيارة - غير مهيئة للبشر، وحين تتم إجراءات الزيارة يخضع الأهالي لتفتيش جسدي وتفتيش إلكتروني ورقابة بالكاميرات وإذلال. ويكشف أن بعض النسوة تضطر لخلع الحجاب.

وفيما يتحدث عن المعاناة في غرفة الزيارة نفسها وما فيها من رقابة، يقول إن السماعة المشوشة قد يتم تعطيلها لبعض الوقت على حساب الأسير والمحادثة مسجلة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close